الراحل دريد نوايا رجل متعدد المواهب
2010-06-27
تعرفتُ على المهندس الراحل الصديق دريد نوايا بداية التسعينات عندما باشرنا بإطلاق مجلة ألف للكتابة الجديدة عن طريق صاحب المجلة وصاحب فكرة إطلاقها القاص سحبان السواح، كان دريد أول من أدخل الكمبيوتر في مجالات التنضيد والإخراج الفني إلى سورية، وكان الراحل يؤلف ويترجم كتباً علمية خارجة عن اهتماماتنا نحن الأدباء إذا الله أراد، ولن أتحدث في زاويتي هذه عن دريد نوايا الباحث والكاتب في مجالات البيئة والغذاء السليم لإفساح المجال لذوي الخبرة والمعرفة للحديث في ذلك،
إنما سأتحدث عمّا أثَّر فيَّ من شخصية دريد نوايا، عن دريد الأب، عن علاقته بعائلته، فلقد تسنى لي أن أرتبط بصداقة مع ابنته لونا منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، وكان دريد هو القاسم المشترك بيننا، فهو كان على علاقة مميزة مع ابنته الموهوبة والفضولية إلى المعرفة، كانت كثيرة الأسئلة، وكنتُ أذكر أنه لم يكن يرفض لها طلباً، فإذا طلبت منه أن يأذن لها بفعل شيء كان يضحك ويقول لها أن افعلي.. لماذا تنتظرين موافقتي، كانت الثقة هي مرتكز علاقته مع ابنته الصغيرة، وكانت صداقته لها مثار إعجاب من طرفي تمنيتُ أن أحوز عليها في علاقتي مع بناتي الصغيرات، وكما ارتبطتُ بصداقة مع لونا فإنها ارتبطت بصداقة مع ابنتي الصغيرتين فكانت تعاملهما بندية عجيبة رغم أنها بدأت مرحلة المراهقة فيما هما صغيرتان ما زالت إحداهن لا تعرف الفرق بين الألف من الجيم، ذلك لأنني كنتُ مركِّزاً على تعليمهن الفرق بين الطيخ والبطيخ آنذاك، وكلما كبرت لونا كانت صداقتها مع والدها تكبر، وكان مستوى الحوار يعلو، ويسمو، ويرقى، وكان لابتسامة دريد تجاه لونا وأفعالها المولدنة ذلك الإيقاع اللذيذ في نفسي، كان رجلاً يرقب أبناءه بمحبة لا متناهية، وبعطاء فريد، لم يورِّث لابنته الأموال المتراكمة من عرقه النبيل، إنما أورثها ابتسامة لا تأكلها النيران، لا تطمسها الأيام، لا يمسها أولاد الحرام، ابتسامة فيها من قوة الحنان ما يجعلها ثروة على مرّ الأزمان التي ستعيشها لونا من بعدها، ولا يخطر في بالي سوى أن دريد مات مبتسماً رغماً عن كل آلام مغادرة الحياة والأحباب والأصدقاء والأهل، وكبرت لونا صديقتي الصغيرة ولم نعد نلتقي إلا في الصدف فكنتُ ألمح فيها تلك الفتاة التي يشعر أي أب بالفخر تجاهها، ثم بدأتُ ألتقي بها على صفحات جريدة بلدنا كل أسبوع تقريباً، ولم يكن الأمر مفاجئاً لي، إذ إنَّ لونا كانت تعشق الكتابة منذ طفولتها، لكنني شعرتُ بثقل المفاجأة عندما عرفتُ بخبر وفاة دريد عبر إحدى مقالاتها، ولم أكتب عن دريد وقتها، ولم أتصل بلونا للعزاء، كان تعاطفي معها أقوى من ذلك بسبب معرفتي بحجم تعلقها بوالدها، وحجم حواراتها معه، وحجم صداقتها به، وحجم افتقادها بالنتيجة له، لم أقم بواجب العزاء لأنني أعتقد أن دريد نوايا لم يمت، بقيت آثاره نابضة، فالذي تشعر عائلته بالفخر الحقيقي تجاهه يبقى حياً في الوجدان، وما أدراك ما الوجدان.. في هذه الأيام؟!!..
عن جريدة بلدنا
د. سعد الجبوري في الدنمارك
2014-05-20
إنا لله وإنا إليه راجعون وأسأل الله ان يتغمده برحمته ويلهم عائلته الصبر العظيم وأرجوك اخي الكريم ان ترسل إلي برقم هاتف عاًئلته لكي اتطمن عليهم و لك الف شكر وإليك رقم هاتفي :-( 004528447200) (004552443600) ولكم جزيل الشكر اخوكم د.سعد الجبوري
08-أيار-2021
13-تموز-2019 | |
09-آذار-2019 | |
29-أيلول-2018 | |
11-آب-2018 | |
17-آذار-2018 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |