صور من فلك التعليقات في موقع ألف ـ ج2 كرامة وتواضع المثقف/ التثقف وتمنطق القارئ
خاص ألف
2010-07-24
لا أجد مبرراً ليكون المثقف متواضعاً !، أو أنْ يتمنطق القارئ في النص المقروء. للمثقف أن يطرح وللقارئ أن يقرأ ويبدي رأيه فيما يتعلق بالنص ذاته بعيداً عن ميوله وذائقته المتعلقة بالأدب. أمـَّا أن يصبح الكاتب متثقفاً وهذا هو نمط الكاتب المتواضع ( كمصطلح) ،ولا أعني فيما يتعلق بعلاقته اليومية مع أصدقائه
(لأنهم أصدقاؤه أصلا)، فهذا أمرٌ قابل لنقاش مطول . إن عقدة التواضع التي ينادي بها الكثيرون ممن التقيت بهم أو قرأت عنهم، هي نابعة من الأنا المتضخمة الى حد ٍ ما ، أي الكاتب أو المثقف يبحث في اللحظة تلك عن جمهور ضائع من المفترض أن يركض خلفه رغبة في مصافحته أو أخذ بعض المقولات الجهنمية أو الصالحة منه لأنه ذات شأن في كل ما يتعلق بالحياة .. وهذا أمر ينادي به كتابٌ لن أقول بأنهم صغار ، لكنهم يسعون أن يكونوا كتاباً ذوي شأن !. وإن كانت الرغبة بداية هو أن تصبح كاتباً ذي شأن ستكون النتيجة على حساب فعل الكتابة بحد ذاتها، وهذا مخالف لأخلاقيات الكتابة حيث أن الموضوع هو من يأخذنا في الاتجاهات السليمة، والكاتب عليه أن يولي الأهمية الكبرى للموضوع بعيداً عن القارئ والجمهور المرتقب الذي سينكب على الأوراق كلمة كلمة. فكرة حضور الجمهور في الكتابة هي فكرة دعائية بلا شك ، وندخل بذلك إلى مجال يدعى بالتسويق الأدبي !! وهذا ما أبدعتْ فيها المؤسسات الأيديولوجية خلال القرن الماضي لدى مختلف الشعوب... بالأحرى نحن نتكلم عن سلعة .. وكي لا أكون مثالياً جدا، فأنا أجد أنه على الكاتب أن يكون قناصاً في أفكاره بصورة تجعل الشريحة الأعظم من الناس أن ينخرطوا فيما طرحه ويصبح أمراً قابلا للنقاش ... لكن الفكرة تكون فكرة أولا وليست سلعة. على هذا إما أن يكون الكاتب حراً وهذا يؤدي به إلى كون جمهوره هي كلماته ليس أكثر ... أو أن يكون الجمهور كلماته وحينها يستدعي الأمر طبلة وعود.
خلال متابعتي لموقع ألف وجدت الكثير من هذه الإشكالات .. هناك جموح لدى الكاتب ولدى القارئ بحد ذاته لإبراز مواهبه بشكل جدي يوصل أحياناً إلى حد الغثيان .. فتتوقف السلسلة ويستقيم الظهر .. وتقلب الصفحة.
ونخص المقالة حول موضوع طرح وما زال في موقع ألف من قبل ديبو
( ديبو ) ناقش ديبو علاقة المثقف بالعامة ! أو بالقارئ المتابع له وكتب " عن التعليقات والردود عليها .... انحطاط المثقف ". فيما كتبه الكثير من التسطيح للعلاقة بين القارئ والكاتب، بين المرسل والمتلقي، بين الكاتب القارئ – القارئ الكاتب.
بداية قولب استمرارية علاقة الكاتب أو علاقته مع القارئ كونها تندرج تحت مفاهيم دعاها بالكرامة والعلو ... لا بل أن عدم التواصل هو دونية وعجز !!. طبعاً الاستمرارية هنا كانت مبنية على أساس التعليقات التي تجرى في المواقع الالكترونية (أخصُّ منها موقع ألف) ومسألة الرد عليها أو لا ... هذا ما اكتشفه ديبو مؤخراً ودخل في نقاش عميق ! مع صديقه الذي قال " لا ديبو عيب عليك تنزل لهل المستوى ". ولا أعرف من كان صديقه هذا ولا أعرف من هم الذين يحيطون بديبو ويتجادلون حول أمور شديدة الأهمية... هذا مثال منها. وقد صدم ديبو بالتعليقات التي كتبت حول الموضوع المنشور مسبقا في موقع ألف وهو " جائزة لمن يجعل أمي تحب الشعر " وكانت ردوده عليها كذلك تصدم القارئ بالدرجة نفسها .. كان الأمر حواراً ،كما يقول هو حول ماهية التعليقات، لكنه حوار يندرج تحت قائمة المجاملة الرطبة في أرض كلمات عطشى... ومع ذلك كانت مسألة الرد بالنسبة له هامة جداً وضرورية لإثبات تواضعه أمام القارئ وهي بنية أساسية في حياته اليومية !...
بالنسبة لي أقول بأن إعطاء الأهمية لهذه النقطة لدى ديبو أمر غير مبرر ... فما هو عدد الكتاب الكبار الذين نعرفهم أو سمعنا عنهم الذين ينخرطون في نقاش مع قرائهم، فالبعض منهم لا نكاد نعلم بأنهم أحياء أو أموات إلا بقراءة نتاج جديد لهم ... وهذه هي النقطة الأساسية (النتاج أو العمل الأدبي والثقافي هو البرهان على الاستمرارية مع القارئ)..لكن عندما يكون إنتاجنا بضع مقالات ونصوص أدبية على صفحات مواقع الانترنت وبناءاً عليها نرمي بأنفسنا في قائمة المثقفين وننظر بعلو لمن هم أدنى منّا لننهضهم للأعلى فهذا أمرٌ أشبه بمرض نفسي...
وانحطاط المثقف بناءاً على ما كتب يلخص في تواني الكاتب عن الرد على التعليقات التي ترد على مقاله أو نصه الأدبي. ولم يكن هناك تطرقاً إلى فسيفساء لا تنتهي من المواضيع والمعالجات والتي بالفعل تقيم الكاتب وترفعه أو تحط من شأنه ككاتب.
بعض التعليقات التي وردت حول مقالة " عن التعليقات والردود عليها .... انحطاط المثقف "
أولا كانت ماري شيرينان والتي لا أدري كيف حسنت أن تتمَّ التعليق حتى النهاية .. يبدو أنها كانت متوترة من شخص ما بداية ... أو أنها كانت على عجلة من أمرها لسبب لا تعرفه .. تأخذ جانب الكاتب بداية فيما يتعلق برده للتعليق أم لا فهذا شأنه، مما جعلتني أحس بأنها قد استوعبت المسألة وبعدها تأتيها الفورة وهو على الكاتب أن يرى قارئه ويتابعه كما يفعل القارئ تماماً ! ... وهذا من باب الاتيكيت !!!. ازدادت فورة وقالت بأن الكاتب الذي لا يرد على تعليقاتها بصورة مستمرة لن تعود وتقرأ له .. وهذا ما جعلني أعرف بأن ماري متابعة لشؤون الثقافة والأدب بشكل جدي لا مثيل له ...!!!؟.
الثاني كانت laure أعتقد بأن لورا تفتقر إلى أدنى مستويات لغة الحوار وهذا ما اكتشفته من خلال تعليقها المتشنج والمرتبك .. مباشرة دخلت في سياسة تقبل الآخر وثقافة أنت معي أو ضدي ... التخلف والتعصب .. ومن ثمَّ تلوذ كطفلة ودعية وكأنها شخص آخر إلى الكتاب وتستجديهم القليل من المطر ... وتتوجه الى ديبو بنداء استغاثة وشكر ثقيل المضمون لأنه لا زال يكتب ويمطر عليها... !.
الثالثة كانت البجعة السوداء التي استوحت ودائما تستوحي كلمات تعليقاتها من خلفية اسمها الرقيق والحزين ... وحولت العلاقة بين المثقف والقارئ إلى علاقة مودة واحترام يفوح منه رائحة الزهر ... بناءا ًعلى تعليقها ينبغي على المثقف أن يكون أباً صالحاً للقارئ وأن يكون القارئ ابناً صالحاً لأبيه ... وعلى الكاتب أن يبكي على أبنائه وعلى الأبناء أن يبكوا على والدهم ... يا إلهي . وفي النهاية تقفز درجات أعلى بكلماتها وتطرح نفسها ككاتبة تشارك ديبو همومه وتشيد بما يقوم به ديبو ولا أدري ماذا تعني بالضبط ؟.. وأنها سعيدة وتفتخر بالتواصل بين القرّاء والكتاب في هذا الموقع المحترم ... علينا أن نبكي مجدداً ....
والربع كان ديبو الذي عاد بشوق إلى صفحة النت، حتى أنه لم يغير ثيابه ولم يشرب الماء برغم عطشه الشديد ... فهو يرتوي من تعليقات القراء وقرأ تعليقات الثلاثة السابقين بمحبة وحبور .. وشكرهن على ردودهن (على ماذا ؟) ... وتحول من كاتب إلى قارئ لتعليقاتهن واستفاد منها على يبدو كثيراً ولا يخجل من ذلك ... علناً !!
الخامس كان علاء السوري وهو شخص لا أعرفه لكنني مدرك لمعاناته وثوريته التي لا بنطال ولا قميص لها ... هذا هو الثائر والباحث عن لقمة عيش الشعوب المثالي ... أحسست بأنه يصرخ بينما يكتب ... وكأنه يقول لا للثقافة لا للمثقفين عوضاً عن أنه لا يوجد مثقفين ولا توجد ثقافة .. نعم للقمة العيش ... في الليل وبينما أقرأ رواية تذكرت علاء وكدت أن أرمي الكتاب جانبا ً.!!!!!!!!!.
ماجدولين كانت الخامسة وسأحول ألا يؤثر اسمها الجميل علي َّ بينما أكتب عن تعليقها القريب من التمنطق تارة وتتحول إلى سيل ضعيف من الماء كالذي يسيل بين أصابعنا بروية.
هناك كل ما تقوله ماجدولين (القارئ المثقف والكاتب غير المثقف والكاتب المثقف والقارئ غير المثقف وووو) ... لكن أين أنت من كل هذا يا عاشقة التعليقات ؟... التعليقات بالنسبة لماجدولين هي وسيلة للتعرف على الذين يحملون هموم الثقافة في صمت وفي الزوايا المغلقة من الغرف ... وصاغت المجادلة التي حدثت بين ديبو وأصدقائه بأنها نابعة من حسدهم له لكثرة قرائهِ وكثرة التعليقات الهامة على مقالاته ونصوصه !!....
السادس كان سامر الخطيب الذي أخذ دور الخطيب والتحكيم في الأمور ... ودعا القراء إلى التوجه للمواد الأخرى الموجودة على الصفحة الرئيسية وخاطبهم بأنها أكثر عمقاً مما يقرؤونه هنا ... ولم تفارقه الدهشة من تزاحم التعليقات التي لا مبرر لها حول مقالة ديبو .. وقال بأنها سطحية ولم يستطع أن يزيد جملة توضح ذلك .. وشكك حول مصداقية التعليقات لأنه مستغرب من كثرتها ... سامر يحب دوماً متابعة المقالات الأكثر نضجاً وعمقاً وأهمية ً.. لكن يبدو أنه ليس باستطاعته أن يقيم ويصوب المقالات الأقل نضجاً وأهمية ً .. والأكثر سطحية ...
السابع كانت عودة ديبو إلى ميدان التعليقات ودافع عن تصنيفه للشرائح المثقفة رداً على ماجدولين ... لكن وجود مقولة ماركيز المستشهدة بها في النهاية تخونه ....
ويعود في تعليق منفرد خاص لسامر ويحاول أن يكون متصالحاً للحظة مع رأي سامر وهي أن التعليقات لا تعطي قيمة للمقالة ... لكنه يرتد الى نفسه ويرفع من شأن ما كتبه بناءاً على التعليقات ويقول " حتماً تعطي قيمة " ... ويتشنج، وهو الذي كان ديمقراطياً قبل بضعة كلمات ... ويقول بأنه لولا أهمية وقيمة ما كتبت لما صب تعليقك هنا.
يعود سامر مجدداً إلى ميدان التعليقات وكأنه ينتظر رد ديبو عليه ليرد هو بدوره ... ويبدو بأنه أحسَّ بانفعالات ديبو التي صبت في خانة المنفعلين وغير الديمقراطيين ويحلو لهم أكثر ما تكتبه البجعة السواء وغيرها .... وقال سامر مبرراً وجود تعليقه على صفحة التعليقات بأن مروره على المقال كان كما يسمع سارية السواس في سيارة أجرة .. كان عابراً فقط ولا يدل تواجده بأن يرفع من قيمة المقالة ... وانفعل بدوره وخرج من طور الخطيب المتزن .. وهو أن ديبو استعراضي ...
عادت البجعة السوداء إلى الميدان وقد شحذت منقاريها بحواف الهواء ... أتت غاضبة ومدافعة عن ديبو ... وأن سامر لم يُجد التعبير عن رأيه وبذكره لسارية السواس قد أحدث القطيعة في تاريخ الحوار. ربما ... ربما لأنها أهل للحوار ! وأشادت بأسلوب ديبو المتزن في الرد!.
وكان لدينا أيضاً قارئ اسمه سؤال وعبر عن قدراته اللغوية ووجد خطأ يمكنه أن يتمسك به ويعبر عن رأيه ... لكن يبدو بأنه متواضع فلم يذكر اسمه ولم يعرف أحد إلى الآن من هو هذا الجهبذ في اللغة العربية .
وعلق(القارئ السؤال) مرّة أخرى إذ أحسَّ بأنه لم يشف ِ غليله بعد وتكاتف مع سامر حول سطحية المقال وأن فكرتها مطروقة جداً وهي غير جديرة ... وأن تعليقه فقط كان ليوصل رسالته إلى الكاتب وهي أنه يخالفه بالرأي تماماً ... مع أننا لم نسمع لا رأيه ولا رأي سامر ... الكل لديه رأي مخالف لكن لا أحد يعبر عنه .. رحماك إلهي من كل هذا ..
عاد ديبو مجدداً والرد نفسه حلـَّق... بيئة ديمقراطية والتقدم والتطور ... أحسست بأنه سيقول والخطة الخمسية هي ..... . ولأنه ديمقراطي جداً احترم صاحب السؤال الثاني والسؤال ولم يجب على مسالة الخطأ اللغوي طبعاً ..
وكنت أنا الأخير الذي عدت إلى نصه المنشور سابقاً " جائزة لمن يجعل أمي تحب الشعر " وكنت قد علقت بأن تعليقاته هي الأكثر تواجداً بين التعليقات، وكأنه فعلا ينتظر أحدهم فقط ليرد عليه ويثبت أنه على تواصل مستمر كي لا يقلق بال القارئ ولينام هانئ البال ... وقد استمد مما قلته في مقالته هذه كوني قلت بأنه هو الذي يعلق وهو الذي يرد على تعليقاته ... وبالطبع لم يكن الأمر كذلك ... وقلت له حتى لو كنت أنت من يقوم بكل هذا .. فهذا يعني أنك فصامي تستغل الحالة المرضية لإنتاج الأدب .... ولا أروع من هذا ..
في النهاية أوجد أحدكم أي تعليق له قيمة متعلقة بالمقالة، أضافت شيئا جديدا ً ؟
وحتى ردود ديبو الكلاسيكية في طرحها . ؟
××××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
18-آذار-2015 | |
07-آذار-2015 | |
06-نيسان-2014 | |
11-كانون الأول-2013 | |
06-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |