من يقرأ إريك هوبسباوم ؟
خاص ألف
2010-08-06
أزعُــمُ أني قرأتُ إريك هوبسباوم ، في غالب أعمالِه ، وأقولُ صدقاً إن الرجل اعادَ ثقتي بالتاريخِ عِلماً ، وبالمؤرّخِ عالِـماً ، بعد أن صار الـمَحْــوُ الأداةَ الفضلى في النظرِ، والتنظير.
هوبسباوم يقدِّم لك جرعةً شافيةً كافيةً من الحقيقة والمعلوم، تجعلُكَ على بيِّنةٍ من
الظاهرة، آنذاك يدخل، هو، حذِراً، متوجِّـسـاً من القطعِ برأيٍ، ويأخذ بيدِكَ ، أخذاً رفيقاً
كي تصِلا، معاً، إلى نوعٍ من التثَـبُّتِ يسمحُ بإبداءِ رأيٍ.
إريك هوبسباوم يساريّ ، كان منذ الخامسة عشــرة عضواً في الحزب الشيوعيّ الألمانيّ ، وظلَّ على مذهبِه، ثابتاً.
لكنه، هنا، أيضاً، يظلّ مرتدِياً مسوحَ المؤرِّخِ، لا بِزّةَ المحارِب .
من شبه المؤكَّـدِ أن يحسبَ المرءُ، هوبسباوم ، متفائلاً .
التفاؤلَ التاريخيَّ المعروف.
لكنّ الرجـلَ يُقْـنِـعُكَ، بجرعةِ حقائقِه، الشافية الكافية، أن لا مكان أو معنى للتفاؤِلِ، في عالَمٍ اختارَ السيرَ إلى الهاويةِ والإطلالَ عليها، اختياراً .
بل أن السقوطَ في الهاوية الماثلةِ، واردٌ فعلاً، مثل ما أن التراجُعَ عن السقوطِ واردٌ أيضا.
قال هيجل، وهو يرى إلى نابوليون يدخل برلين ظافراً:
التاريخ على صهوةِ جوادٍ !
ولسوف يغيِّـر هيجل اندفاعتَه الحماسيةَ، كما فعل ألمانٌ عديدون.
لكنّ إريك هوبسباوم، لم يرَ التاريخَ على صهوة جوادٍ، أو على ظهرِ دّبابةٍ.
إنه يقرأ الصورةَ المعقّدةَ، ويبسِطُها أمامَنا.
ولسوفَ نشارِكُه مدخلَه.
التفاؤلُ صفةُ السياســيّ الكاذب.
وإريك هوبسباوم ، مؤرِّخٌ ، لاســياســيّ.
إنه شــيوعيٌّ ، بالرنين الأوّلِ للكلمة!
برلين 08.7.2010
×××××××××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
24-شباط-2018 | |
12-آب-2017 | |
02-أيار-2011 | |
25-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |