غربة للماء ... و لي
خاص ألف
2010-09-11
ما أغربَ المدنَ
التي تتكاثفُ الأحزانُ فيها
تُلبسُ الأطفالَ ثوبَ حدادِها
و تلوحُ بالأكفانِ في
هلعٍ لكي تطَّايرَ الغربانُ
عن أجسادِها
لتنادمَ الموتَ المسمّرَ
في رواقِ البيتِ
أو .. أعلى الجدارْ
ما أغربَ المدنَ
التي قد تشعلُ الشمعاتِ
في عزِّ النهارْ
فهي المليئةُ بالقصائدِ
و الدموعْ
تتناسلُ الراياتُ
فوقَ ديارِها ( لتلوحها )
ريحٌ
يخيِّمُ في معابدها
الخشوعْ
ما أغربَ المدنَ التي
قد كانَ فيها حزننا
يمشي بخفّةِ ماردٍ
ليصيحَ في هلعٍ بنا :
هم دائماً نارٌ تلفُّ حقولَكم
وتشبُّ في أكواخِكم قهراً
دفينْ
نشروا على شرفاتِكم
غربانَهم
وضعوا منابرَ قومِكم
في أسفل
نادوا على ... حاخامهم
أن يعتلي صلواتِكم
.. هم ينكحونَ نساءَكم بخساسة ٍ
وتفاخرونَ بحسنهمْ
كالمنتشينْ ؟!!
... ...
نهذي بهم ...
بمحبة .. ولشدةِ الإعجاب
نرسمهم على سجادةٍ
صلَّى عليها شيخُنا
و كبيرُنا,
حاخامهم أوحى إلينا
أنّه في حلمه قد
كانَ يمشي تائهاً
عبرَ الوهادِ ...
بغرَّةٍ...!!!!
وقفتْ بداخلِ كفِّه
عرَّافةٌ
أوْمَتْ إليه أن يجيءَ
لقومهِ بعصا
تشقٌ بحارَنا
ليقوم من أمواجِها
كنبيةٍ تحمي البلادَ
بطُهرها ..
ترثي الديارَ بدمعةٍ
وتنامُ قربَ رضيعنا
قزحاً حزينْ .
* * *
و الآن في البيداءِ
أصواتي تضيعْ
فأنا الشهيدُ
بكربلاءَ
أناشدُ الأبناء
حتى ينزعوا
قطراتِ ماءٍ
رحّلتْ عن
دورهم
أن يلثموا نسماتِ
ريحٍ حُمِّلتْ بحنينهم
أو نخلةٍ ..
أو تالةٍ
يبكي بظلِّ شعابِها
طفلٌ رضيعْ
الآن في البيداء
أصواتي
تضيعْ
* * *
ضاقَ العراقُ بشهقةٍ
أو رشفةٍ
أو دمعةٍ
أو صرخةٍ
ضاقَ العراقُ بأهله
و بأرضِه
بسمائِه
ضاقَ العراقْ ..
ضاقَ العراقُ بسعفِه ..
وفراته
وبرمله
الكلُّ ... عاقْ
ضاق العراقْ
* * *
من يغمضُ العينينِ لي
و يضمني مثل
الذي قد كان في
منأى عن الأم
التي مذ قتَّلوا
أبناءَها
تاهت بثوب
حدادها..
فإلى متى ؟
و إلى متى
و إلى متى ..
أسيافنا
مركونةٌ في
غمدِها
مرفوعةٌ أعلى
الجدارْ
سقط َالنهارُ
عن النهارْ
هجم التتار
سقط الجدارُ ..
على الجدارْ
سقط الـ .... ؟ !
عباس حيروقة
[email protected]
××××××××××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
07-آذار-2011 | |
18-شباط-2011 | |
09-كانون الثاني-2011 | |
27-كانون الأول-2010 | |
22-كانون الأول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |