معذرة: ليس مثلك مثلي...عن الشذوذ الجنسي في سوريا
2010-10-01
بعض مما لم أذكره في تحقيقي الميداني عن الشذوذ الجنسي في سوريا)
أُبيّ حسن- كلنا شركاء
"يتحفنا" بعض مثليي الجنس بين حين وآخر, بشعارات من قبيل الشعار الذي رفعوه في إحدى حملاتهم منذ فترة قريبة تحت عنوان: "متلي متلك". ومابرحوا يطالبون بحق الاعتراف بهم مجتمعياً وقيميّاً, كي يصبحوا مقبولين في الوسط الاجتماعي من دون أن تطاولهم أي نظرة دونية من قبل الغيريين جنسيّاً والرافضين للمثلية، ونعترف بأن هذا حقهم (بحسب وجهة نظرهم)، وإن كنّا نرفض شعارهم جملة وتفصيلا نظراً للتضليل المتعمّد الذي فيه.
وليعذرونا إن صارحناهم بالقول: معذرة أيها المثليون, فإذا كنّا نقدّر ظروفكم ونتفهم حالتكم المرضيّة ووضعكم غير السوي(وهذا ليس شتيمة, معاذ الله, إنما تشخيص لواقع الحال), لكن هذا لا يعني أننا صرنا سواسية ولن نكون كذلك أبدا. نسوق رأينا ونحن ندرك ما قد يمكن أن يُقال بخصوص طرحنا له بصراحة وبساطة، ولا نعتقد أن فيه ما يمتُ إلى العنصرية بصلة؛ وإذ نطرحه فإننا نطرحه بعيداً عن حملات التكاذب والنفاق التي تحفل بها بعض أوساط أنصاف المثقفين, والمتثاقفين.
نعم أيها المثليون الكرام, فلا يكفي أن يتعاطف مع قضيتكم متثاقف على شاكلة فتى "الأخبار" الأغر بيار أبي صعب[2](وصبية آخرون في النشرة المذكورة) كي نبصم لهم ولكم بالعشرة! وليس بالضرورة أن "نؤلّه" كل ما يأتي به الغرب حتى نبدو في نظركم ونظر الغرب حضاريين؛ بمعنى إذا كانت "المصونة" كارلا بروني مثلية جنسياً على سبيل الافتراض, فهذا شأنها وندافع لها عن حقها في ذلك الشأن, كتفهمنا لحالتكم المرضيّة ولا سويتكم, لكن ليس مطلوباً منا الإقتداء بها –ببروني- وبمثيلاتها ولا الإقتداء بكم أيضاً, تماماً كما ليس المطلوب منا الإهتداء بثقافتي "تفخيذ الرضيعة"(مع المعذرة من آية الله الخميني/تحرير الوسيلة[3]) و"رضاعة الكبير" حتى نعبّر عن أصالتنا ومدى عمقها.
قُيض لي العيش قرابة العامين مع الشاذين جنسياً على مختلف أنواع شذوذهم, ولعل بعض القرّاء المتابعين لما أكتب يتذكرون أني نشرتُ تحقيقاً ميدانياً طويلاً في هذا الجانب في ربيع 2007[4], وبالرغم من أني قدرتُ وضع بعض الحالات التي قابلتها وأشفقت حقاً عليها, بيد أني كنتُ أشعر بنفور إزاء غالبية من عرفتُ من الشاذين, كي لا أقول أن نوبة قرف وغثيان كانت تجتاحني عند سماعي لأحاديث معظمهم و"همومهم", وحتى رؤيتي لـ"مفاتن" بعضهم.
بخصوص المثليين جنسياً, لم يكن معظم من قابلتهم من النوع الذي نطلق عليه بلهجتنا الدارجة "طنط" أو "طنطات", بل كانوا يبدون ذكوراً أسوياء! وهذا الصنف الثاني عندما تعمقت معه في الحديث, ظهر لي أن حالة المثلية للبعض منهم هي جينية(خلل جيني) لا براء منها, وحالة واحدة رصدتها كانت وراثية على ما بدا لي(إذ من خلال المزيد من التقصي تبيّن لنا أن العائلة تتوارث المثلية الجنسية وأشياء جنسية أخرى غير سوية).
فيما حالات عدة كان أصحابها قد تعرضوا لاغتصاب في سن مبكرة نسبياً (بين 5 و13سنة) فأدمنوا ممارسة الجنس وفق ما نسميه شذوذاً أو مخالفاً للطبيعة والفطرة وبما يتنافى مع الحشمة. أحدُ الذين تعرضوا للاغتصاب وهو في سن العاشرة, يعمل الآن سائق تكسي ويبلغ من العمر 32 عاماً, يتلهف لشرب ماء الرجال مستعذباً طعم حموضته كما قال لي ذات مرة, ويحاول أن يقنع زوجته تدريجياً(تزوج منذ قرابة العامين, ويسكن في منطقة قصية ومتخلّفة من مخيّم فلسطين)العمل في الدعارة, بهدف أمرين: 1-جني المال. 2-تحقيق المتعة البصرية له. آخرون –أعرفهم- لا يريدون مالاً, بل فقط تحقيق المتعة البصرية والوصول إلى النشوة وهم يشاهدون زوجاتهم في أحضان رجال آخرين(ناهيكم عن تبادل الزوجات الذي كنّا قد رصدناه سابقاً- تحقيق ربيع 2007).. السؤال الآن وهو جاد قطعاً: إذا ما خرج علينا أمثال هؤلاء في الغد مطالبين المجتمع الاحترام والاعتراف بـ"حقوقهم", ترى هل بمقدور نظامنا الاجتماعي والأخلاقي تقبّل هكذا "حق"؟ وأي مثقف مهما بلغت درجة علمانيته وادعائه "الرقي" و"التحضّر" سيجرؤ على الدفاع عن "الحق" في تبادل الزوجات بذريعة أنها حرية شخصية, أو حرية المشاعية الجنسية وهو الأصح[5]؟!
مما تجدر الإشارة إليه هو أن غالبية من التقيتهم من مثليي الجنس(الذكور), متزوجون أو تزوجوا لاحقاً, ونساء أغلبهم لا يعرفن شيئاً عن وضعهم وميلهم الجنسي. أحد الموظفين والبالغين من العمر 47 عاماً كان يحدثني على الهاتف بطريقة مقززة! من جملة ما قاله: "لم أجرب اثنين بعد.. مشتهي كون بين زوج رجال.. الخ", والشخص ذاته أفادني أن لامانع لديه "أن يتحدث معي عن بناته(أكبرهن في سن الثالثة عشر) وزوجته ليحقق لي (وله) المتعة! ومن نافلة القول إن زوجته وبناته لا يعلمن شيئاً عن ميوله الجنسية! ومن المرجح أن يصبن بصدمة إذا ما عرفن تلك الميول. مرة أخرى: هل ترانا سنشهد ذات يوم أمثال هذا الشخص يطالبون المجتمع الاعتراف في حقهم بالشذوذ رافعين شعارهم الكاذب والمُضلل "متلي متلك"؟! وهل بمقدور المجتمع الاعتراف علانية بما يُسمى "حقهم", محاولاً دمج رغباتهم علناً في سياقه الطبيعي؟
خذ مثالاً على نوع آخر من الشذوذ, ألا وهو المازوشية أو أحد مشتقاتها, اقرأ هذا المقطع: "بدي إياك تذلني.. أنا وأبي –أمي لا, اتركها لحالها- واختي وأخي... كلنا عبيد لصباطك, منركع الك ومنبوس رجلك وكندرتك, وانت بتدوس على رقابنا.. بيي كلب عندك وخدّام الك.. سبني أكتر, سب عرضي كمان.. بدّي شم ريحة اجريك وجراباتك... الخ" المقطع آنف الذكر, ليس من بنات الخيال[6], بل سمعته من أحد الشباب الذين اتصلوا بي منذ أكثر من عام وجرى بيننا تعارف على الجوال(حتى الآن يتصل بي في فترات متباعدة) من بعد أن أفادني انه يعرفني مُسبقاً من خلال الإنترنت(مع ذلك لا أدري من أين حصل على رقم جوالي, ولا أتذكر أني تعرفت على هكذا نماذج من خلال الانترنت في مرحلة سابقة!) ويزعم الشاب أنه طالب هندسة عمارة سنة أخيرة.. المهم في الموضوع, قد يشكل هذا الشاب وأمثاله عما قريب تجمُعاً يطالب هو الآخر الأسوياء في المجتمع الاعتراف به وبميوله الغارقة في شذوذها؛ وبدهي أن الاعتراف هنا يشمل أن تقرّ له بـ"سويّته" الأخلاقيّة والقيميّة وإن كانت نقيض قيمك وأخلاقيتك! والسؤال: كيف للمجتمع السوي أن يتقبّل -برحابة صدر وبساطة- من يريد أن يرى والده وأخوته عبيداً لحذاء زيد من الناس أو عمرو, وليس بمقدوره أن يقضي وطره إلا إذا أذُل وأهين وشُتم مع عائلته؟ نعم كيف؟ وكيف يريدوننا أن نطالب المجتمع بتقبّل هكذا نوعيات؟ شخصياً أشك أن يكون بمقدور سيدة "فاضلة" مشهود لها بـ"العفة" –مجدداً- مثل كارلا بروني تقبّل هكذا شريحة اجتماعية بذريعة الحرية والحرية الشخصية!
نميل للاعتقاد أن الشارع هو للأسوياء من الناس فقط, وذلك بحكم الفطرة والطبيعة, أما عدا ذلك فمكانهم الطبيعي ليس في الشارع على ما أؤمن, وعوضاً عن إضاعة الوقت في الحديث عن تقبّل ما هو مناف للطبيعة البشرية نزولاً عند رغبة فتى أغر هنا وحيزبون أو حيزبور هناك, علينا أن نفكر بحلول أخرى أكثر واقعية واحتراماً لمشاعر الأسوياء والشاذين على حد سواء, فمثلاً يمكن التعامل مع الشواذ جنسياً باعتبارهم كائنات مريضة ومرض بعضهم قد يُعدي, ونقترح في هذا المقام أن تعامل تلك الكائنات طُبياً كما المصابون بالجذام(مثلاً) بحيث توفر لهم الدولة منطقة سكنية خاصة بهم؛ والتعامل مع بعضها الآخر –إضافة إلى المرض- بوصفها كائنات تشكل خطراً على المجتمع لا يقلُّ عن خطر بعض المتطرفين الإسلاميين مثل ذلك الذي لا تأتيه النشوة إلا إذا أُذل وأُهين مع أفراد عائلته, من دون أن نغفل أن نسأل: ما ذنبُ عائلته حتى تُهان وتُشتم؟.
كلمة ختامية: هيهات أن يكون السقيم كالمعافى, وهيهات أن يتساوى الأعلى مع الأدنى, وليسقط شعار "متلي متلك".
أُبيّ حسن- كلنا شركاء
[1] -استفزتني مادة بعنوان "أخذ ورد مع مثلي سوري: هل المثليون كائنات جنسية أم أكثر؟" المنشورة في كلنا شركاء بتاريخ 13/9/2010, فعزمت على كتابة هذه المادة. وكما هو واضح ليست رداً على المادة المذكورة, ولا توضيحاً أو تعقيباً عليها.
[2] -قد يكون فتى نشرة الأخبار الأغر بيار أبي صعب, من أكثر المتثاقفين الذين تطرقوا إلى مسألة المثلية الجنسية, وبطريقة صادقة من دون شك, فعلى سبيل المثال كتب بتاريخ 13/3/2009 مادة عن مثلية سحاقية بعنوان "سارا كارين", وكان قبلها ببضعة أيام قد تطرق إلى الموضوع متذرّعاً بمنع الرقابة اللبنانية لأحد الأفلام التي تتناول المثلية الجنسية "الرقابة اللبنانيّة فزّاعة المثلي جنسياً" وذلك بتاريخ 9/3/2009, ولم يلبث الوقت طويلاً حتى عاد إليه وتحديداً في 14/آب/2009 "بسمة النسور" وإن كان بشكل مختلف لكن في الجوهر كان ناصحاً من باب خبرة كما أوحت مقالته(نقلاً عن موقع المثليين المغاربة (www.gaymaroc.net, وفي 30 تشرين الأول/2009 رجع مجدداً إلى الموضوع بذريعة الحديث عن كتاب بهذا الخصوص للسيدة "مهى ربّاط", ومنذ قرابة الشهرين تطرق إليه في إحدى مُقيلاته(لا يوجد خطأ إملائي أو نحوي في الكلمة) في نشرة فتى الفتية إبراهيم الأمين. والرابط الأهم في كل ما كتبه الفتى بيار في هذا الخصوص هو نبرة الصدق التي يلمسها القارئ إبّان قراءته لمواضيعه في هذا الجانب.
[3] -"تحرير الوسيلة" عنوان كتاب ضخم من مجلدين لآية الله الخميني(قُدّس سرّه), ويحلل فيه تفخيذ الرضيعة, بمعنى أنه يمكن للبالغ أن يتمتع أو يتزوج برضيعة شرط عدم إيلاج عضوه فيها بل الاكتفاء بوضعه بين فخذيها.
[4] -نشر موقع كلنا شركاء جزءاً منه في ربيع 2007, ولم ينشر المتبقي سنتذاك بسبب احتجاجات أتته من عدة جهات رسمية في سوريا إضافة إلى احتجاجات عدد من القرّاء, لكن مواقع كثيرة نشرته في وقت لاحق في مقدمتها موقع الحقيقة في باريس للأستاذ نزار نيوف, والموقع المأسوف على إغلاقه "سيريا لايف". وقد أثار التحقيق في وقتها سجالات لا بأس فيها.
[5] - منذ بضعة أشهر أجرت صحيفة عربية/بدوية "وازنة" حواراً مطولاً, من خمسة أجزاء, مع مفكّر ومثقف سوري كبير, لمّح المثقف خلاله إلى الحرية الجنسية التي يحياها هو وزوجته, وقد أُعجب الكثيرون بجرأته كما أفادت الصحيفة في وقت لاحق؛ لكن بالرغم من ذلك لا يجرؤ ذلك المثقف –كما نعتقد- المطالبة جهراً وايضاحاً بجعل نمط حياته الشخصية نسقاً وقيمة اجتماعية يمشي المجتمع بموجبها, كونه يدرك –ربما- أنها تتنافى مع القيم الكونية والفطرة الإنسانية, نقول ذلك علماً أن الفارق المعرفي بينه وبين غالبية مجتمعه غير قابل للردم.
[6] -هناك أنواع أخرى من الشاذين –من مثليين وغيريين- تشتهي القرف وتدمنه(البول, الفضلات, الروائح الكريهة في الحمامات.. الخ), ولا ندري متى هذه النوعية من الشاذين ستبادر للمطالبة هي الأخرى بـ"حقوقها" التي من الصعب الإقرار بها حتى في الغرب, لكن من المرجح أن تجد مؤيدين لها في الشرق انطلاقاً من نظرية التقليد الأعمى.
Iris29Sellers
2013-09-11
Have not found perfect college essay writing assistance yet? View this <a href="http://topWritingService.com">Top WritingService company</a> to buy papers online from the reliable online store.
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2010 | |
09-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |