مافيا الفساد في وكالة الغوث
2007-03-31
يتحدث الناس والغالبية الصامتة منهم بإعجاب ودهشة شديدين عن جرأة السيد مدير عمليات الوكالة جون جينج Jone Ging " " من إيرلندا ، الذي أماط اللثام عن بعض قضايا الفساد في وكالة الغوث
وأثار الرعب في قلوب من ظلموا الناس واغتصبوا حقوقهم فترة طويلة من الزمن ، فقد عانى أبناء شعبنا الأمرين من انتشار المحسوبية وغياب المساءلة وعدم وجود قواعد للتوظيف يتبعها الجميع ، حتى في مجال البطالة كان بعض المحاسيب يحصلون على فرص متكررة في البطالة بينما يحرم آخرون ممن لا واسطة لهم ، وقد وصل الأمر إلى درجة حصول بعض الموظفين على فرص بطالة وهم على رأس عملهم وما زال البعض منهم يكملون عملهم في البطالة إلى جانب عملهم كموظفين حكوميين .
وفجأة بدأ الناس يتحدثون عن الرجل آملين منه أن يرسي بعض قواعد العدالة النسبية لأنه لا وجود لعدالة مطلقة فيهذا الكون الذي ينضح بالفساد ، ففي مجال التوظيف مثلا دأبت جهات مختلفة على عملامتحان تحريري يتقدم له طالب الوظيفة تليه مقابلة شفوية للتحايل من أجل توظيف أصحابالواسطة أو أقارب هذا المسئول أو ذاك ، حتى أن معظم أفراد بعض العائلات حصلوا علىوظائف قد لا يستحقونها وحرم منها من يستحقها لأنه لا يملك مفتاح الواو السحري ،والسؤال الذي يطرح نفسه : ما ضرورة الامتحان التحريري لطالبي الوظيفة إذا كنا نثقبالشهادات التي تمنحها جامعاتنا ؟ وإذا كان هناك شك أو عدم ثقة بهذه الجامعاتفلماذا نتعب أنفسنا ونرسل أبناءنا للدراسة فيها ؟ ولماذا لا نغلقها ما دامت تمنحشهادات ليست موضع ثقة ؟ ، في معظم بلدان العالم تمنح فرصة العمل للطلاب الأوائلالعشرة في الكليات المختلفة ، وتترك نسبة لا تزيد عن خمسة بالمائة للمكرمة الملكيةأو الرئاسية أما أن تصبح كل الوظائف مكرمات ملكية أو رئاسية أو أن تصبح منحا منالمسئولين الذين يتصرفون بعباد الله كما يتصرفون في ممتلكاتهم الخاصة فهذا أمر غيرمقبول وغير منطقي ، وبعد إعطاء أوائل الخريجين حقهم في العمل وبعد المكرمات الملكيةأو الرئاسية يتم ترتيب بقية الخريجين حسب معدلاتهم وسنوات تخرجهم تماما مثل النظامالذي يتم تطبيقه في مصر في برنامج القوى العاملة ومن يصله الدور في التوظيف يتمتعيينه في المكان الشاغر ولو كان خارج محل إقامته .
الفساد والواسطة ينتشران فيمعظم المجالات ، في المشاريع الصغيرة وفي عمليات بناء البيوت للمحتاجين ، أعرف أسرةعانت الأمرين في سبيل أن تقوم الوكالة ببناء بيت لها لإنقاذها من التشرد، وقد طلببعض المسئولين في الوكالة من هذه الأسرة توفير قطعة أرض، ولما لجأت هذه الأسرة إلىالسلطة تم منحها قطعة أرض في منطقة تل السلطان ، وهنا وقف أحد مسئولي الوكالة حجرعثرة في وجهها ، ولما سألني الأب الحائر عما يجب عليه عمله نصحته بما يجب عليه فعلهولمن يتوجه في الوكالة ، وبالفعل تكللت مساعي الرجل بالنجاح على الرغم من محاولاتالمسئول العربي إعاقة عملية بناء البيت له ، وهذا أمر مؤسف ، لقد تم بناء بيوت لمنلا يستحقون على حساب من يستحقون ، والله وحده يعلم ما هي الأسباب التي تكمن وراءذلك لأنني لا أريد أن أتهم أحدا .
أما عن مجال التعليم فحدث ولا حرج ، لا تتمأية ترقية لأي موظف ما لم يكن محسوبا على هذا المسئول أو ذاك ، أو على هذه الجهة أوتلك ، حتى أن بعض من حصلوا على هذه الترقيات حصلوا عليها على حساب كرامتهم ، فقدكان بعضهم يقدم القهوة والشاي في بيوت المسئولين لينال الترقية بعد ذلك ويعيد سيرةمن ساعده في الحصول على الترقية وفي التحكم في عباد الله ممن يحترمون أنفسهمويهتمون بكرامتهم ، وقد وصل الأمر ببعض المسئولين إلى حد شطب تقدير المعلم المجتهدلحرمانه من الترقية ورفع تقدير المحاسيب لينالوا الترقية ، فقد كان من شروط الترقيةحصول المعلم على تقدير جيد جدا لفترة خمس سنوات متتالية ، وكنت كلما تجمعت لي خمسةتقديرات جيد جدا تم شطب التقدير الأوسط منها حتى لا يظهر اسمي ضمن قائمة المرشحينللامتحان التحريري ، ولما وجدوا أن فترة خمسة أعوام تثقل كاهل المحاسيب خفضواالفترة لثلاثة أعوام وصاروا يشطبون تقدير السنة الوسطى من تقديري ، ولما راجعتالسيد المسئول طلب من نائبه أن يوجه إنذارا لي ، فتوجه النائب إلى مراقب المنطقةوطلب منه القيام بذلك فرفض ، فتوجه إلى مفتش المادة فرفض أيضا لأنه منحني تقدير جيدجدا قبل أقل من شهر فكيف يمكن أن يناقض نفسه ويوجه لي إنذاراً على جرم لم أقترفه ،وبعد حصولي على درجة الدكتوراه فوجئت بنقلي إلى المدرسة التي نقلت منها قبل أقل منعام مكافأة لي وتهنئة بحصولي على درجة الدكتوراه ، والأدهى والأمر من ذلك أنهم فيمكتب التعليم قاموا بإلحاق اسم شخص لم يكن ضمن قائمة المرشحين لامتحان النظارةالتحريري بينما أصروا على عدم إدراج اسمي ، والله يعلم ما هي الأسس التي استندواإليها في ذلك ! ولعله مما يثير سعادة الكثيرين أن السيد مدير عمليات الوكالة يتابعبنفسه أوضاع التعليم في مدارس الوكالة والذي تدنى وضعه إلى أسوأ مستوى له فيالسنوات الأخيرة بسبب الترقيات التي لا تستند إلى شرط الكفاءة والاجتهاد .
أمافي مجال التموين والإعانات التي تقدمها الوكالة للاجئين والموظفين بعد انحباسرواتبهم فهناك الكثير من الأمور ، فقد يسافر بعض الأشخاص أو الأسر للعلاج أو لقضاءأمر ما في الخارج فيمتنع الموظف المسئول عن صرف الكوبونات الخاصة بهذه الأسرة منتسليمها إلى أي قريب من الدرجة الأولى ، وتدور أحاديث وشائعات كثيرة حول بيع هذهالكوبونات لبعض التجار في السوق السوداء ، كما يوجد سوء توزيع في الحصص المخصصةلهذه الأسر ، فمثلا أسرة مكونة من خمسة أفراد تحصل على كيسين من الدقيق ، وستزجاجات من الزيت وأربعة أكياس من الحليب وعشرة كيلوجرامات من الأرز ومثلها من السكروالعدس ، فإذا ما انخفض عدد أفراد هذه الأسرة إلى أربعة أفراد انخفضت مخصصاتها إلىالنصف تقريبا ، فبدلا من ست زجاجات من الزيت يصبح العدد ثلاث زجاجات وستةكيلوجرامات من الأرز ومثلها من السكر والعدس ! فهل يعقل أن تكون حصة الفرد الواحدنصف حصة الأفراد الخمسة أم أن من الواجب أن تكون المخصصات باحتساب حصص مناسبة لكلفرد ، أو أن تتبع الأسرة قليلة العدد تلك الأسرة ذات العدد الكبير ، أي أن تتبعالأسرة المكونة من ثلاثة أفراد الأسرة المكونة من أربعة أفراد وليس العكس ، ومنالمفضل أن يكون هناك تصنيف جديد للتوزيع بأن تكون الأسرة المكونة من فرد أو اثنينأو ثلاثة في مجموعة والمكونة من أربعة أو خمسة أو ستة أشخاص في مجموعة ، وهكذا يمكناتباع نظام ثلاثي بدلا من النظام الثنائي على أن ينبع الأقل الأكثر وليس العكس .
وقبل الختام تبقى كلمة أخيرة موجهة إلى السيد مدير عمليات الوكالة : كنا نتمنىأن تتم محاسبة كل من يثبت تورطه في اغتصاب حقوق الآخرين بدلا من تخييره بينالاستقالة أو تقديمه للتحقيق ، يجب محاسبة المتورطين في الفساد واسترجاع ما اغتصبوهمن حقوق الناس وتقديمهم للقضاء ليقول كلمته فيهم ، ولا نملك سوى أن نقول : سر علىبركة الله ولتكن صاحب الريادة في مجال إماطة اللثام عن الفساد والمفسدين ، وفقّكالله في خدمة اللاجئين وفي خدمة التعليم الذي أصبح موظفوه في حالة طوارئ مستمرة منذبدء زياراتك المفاجئة لهم ، حتى أن زياراتك أصبحت مدار أحاديث الناس والطلاب فيالبيوت ، سدد الله خطاك على دروب الخير .
08-أيار-2021
04-تشرين الثاني-2009 | |
31-آذار-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |