براءة
خاص ألف
2010-10-05
لا، ما أنا يوسفُ يا بني أمي
ما كنتُ يوماً سلعةً في سوقِ العبيدِ،
ما باعني عابرٌ ولا اشْتُريت
لم أخْفِ هويتي عن أحدٍ قط.
ولم تعرف روحي قناعاً
أو لون حجابٍ.
ولا أقمتُ في بين فرعون متنكراً.
ولو راودتني امرأةٌ
عطشى إلي،
لمزقت الثيابَ من قُبلٍ ومن دُبرٍ.
لا، ما أنا يوسفُ يا بني أمي،
مالي أخوةٌ ولا أشباه.
ما أبشعَ الأشباهَ
وأعترف أمامَكم:
أني أنا الذئبُ.
أنا الذي قتلتُ أبي،
ورميته في الجبِّ ميتاً.
وأَهلْتُ ما يكفي عليه من التراب.
وأحْرقت ما أورثني باسماً.
لكني أعترفُ أمامَكم أجمعين
أني ورثتُ عن أمي
يدين مبسوطتين كلَّ البسطِ،
وقلباً حميماً،
لا، ما أنا يوسف ُ يا بني أمي.
ما من طينٍ خُلقت.
من عسلٍ ومن خمرٍ،
ومن دمعٍ ومن ألمٍ،
ومن جمر وندى،
ومن زهر وشوكٍ
جُبٍلْتُ.
ثم قُذفْتُ في رخم البركان.
ومن رحم البركان وُلدت
ومن رحك البركان أخذت ملامحي.
ومن خضرةِ زيتون الجليل
تلونت روحي.
أنا الذي أهديت الإله
زيتاا لقنديله كي يرى،
وكي يُرى.
لا، ما أنا يوسف ُ يا بني أمي.
سيدٌ وصعلوكٌ، حكيم ومغتربٌ.
أنا.
سيَّدني عقلٌ،
يفترس الكلمات،
والأشياء والحقائقَ وأموراً أخرى.
سيَّدني جسدٌ،
يفنى في المتعة كلي يفنيى.
سيّدني قلبٌ،
لو حطتْ عندلةٌ على أغصانه
لصار جموح الريحِ،
قيثارةً تعرزفُ للكونِ،
لحنَ موسيقى رقصِ الوردِ
لا، ما أنا يوسف ُ يا بني أمي
ما أنا يوسف.
من ديوانه أنا
08-أيار-2021
18-نيسان-2020 | |
17-كانون الثاني-2020 | |
07-أيلول-2019 | |
31-آب-2019 | |
17-آب-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |