أمي ..
علميني ..
كيف كل صباح
تصفف الرياح شعري
تقلم الألوان أظافري
كيف على شفتي – تنضج
الفواكه
وبالنعناع أعطر قصائدي
علميني ..
كيف أعدّ ُ من ثدي الأرض
بهجة جسدي
أعرف المواسم
أتذوق الثمار
دون ملح
دون سكر
أو نـــار
أريد أن أفهم
فاشرحي لي علم الأثمار
ودعيني أعيش الاختبار
فأختار أن أكون أنا
أنثى الحياة
وكل النهار
اليوم ..
بحثت في خزانة القلق
في طبقات دمى
ومابين الأسرار
ما وجدت يا أمي مكانا للشيطان
رأيت قصيدة
هاربة
مذعورة الأبيات
فتشت في أسفار الكواكب
والأرقام
والألوان
قرأت مزامير البحار-
العواصف
والغابات
بحثت في نواميس الصخور
والوديان
والكائنات
ما كان يا أمي وقتا –
للخرافات
عرفت أني " الأغنية "
وأن جسدي
بصمة إصبع الله
أعمق من كل الشروح
أفضل جدا من كل الثياب
وأن الجنس يا أمي
ليس رجيمـا
عيبــــــا
ليس علمــا
ســـــرا
لكنه " دعوة "
في قاموس الكائنات
أينما يبتهج إصبع الله
فتولد بواكير الصدق
في كل الحياة
أدركت أن التواصل –
أعمق جدا من
الإيمـان
أمي ..
أيامي مسؤولية
مثيرة
فعلميني أن أحب
أن اضحك
أمارس الصدق
فأحترم الله .. !