الله يحرقهم كلهم
خاص ألف
2011-01-01
عندما يتصاعد قيء الثرثرة العارمة حول الدين وسذاجة التميز الطائفي والبحث المضني لإصابة النص الآخر بالتشوه ، عندما تلمح في عيني غشاوة محكمة وكأني كشفت أمرك في علامات يعلنها زيـّك وغطاء رأسك المكشوف وكأني أشير إليك باتهام بغيض، عندما يكفي انك لست على ديني فأنت ضحل ومنبوذ وكريه المجلس ،ليس لأنك كذلك بل لأننا قطيع مطيع جدا لكل رعاة الحماقة والتسلية والاصطلاء في الليالي الشتوية بجوار جمر الجهالة اللذيذة ،عندما يـُشطر الكيان الواحد إلى فرق وهمية كل منها يتربص بآخر ينكمش- بينما هناك من يروق له حرفة اللعب على رقعة التوتر والإشادة بمراهنات التوقع الوشيك ، عندما اخفق في انجاز ابسط الأمور- فأهرع دونما تفكير إلي متكأ الانزواء الذي هو قبح التميز الطائفي،عندما ألقيك يا صديقي ب "صباح الخير" فتشيح بوجهك المتجهم مستعيذا مني بالشيطان الكريم ،وعندما نصر بتسجيل بيان العقيدة في بطاقات الهوية، ويخشى ويعتزل كلانا البوح بحرية إلى الآخر- بينما نقاوم في دواخلنا الرغبة في الثرثرة والعناق خشية أن يلومنا أو ينتهرنا جهل العارفين –بل ويصبح من الحكمة أن ننافق ونهادن في كل ما نتقول ونتلمز، فاعلم يا صديقي أننا بتنا متهرئين جدا أو بالحري حمقي جدا جدا – في شارعي الوهن اشتد والانحناء اصلب انكساره لفرط الجوع العنيف للحب والمصالحة - بينما تمتد طوابير الفقر أمام كفاف تجاعيد الخبز المجاور لعطش الروح – تتجاوز طوابير أرامل المعاشات حدود الأسى –طوابير المواصلات المكدسة بالاختناق ،الصمت المحدق بملامح شقاء شعبي ينهش أخاديد التعب ، شعبي منهك بين تلال الغلاء وارتفاعات الإهمال والأمراض الشرسة وعقم التعليم ورداءة الترفيه وسحق الحلم ومصادرة الجمال و نعيق الشعارات و...، ملامح ناس شارعي تفضح حقيقة الأمر، الرائي للمشهد اليومي بين دروب التيه والتكالب علي كل حلم مؤجل- وضجر النهار لفرط المعاناة - يسأل كيف لقاطني وداعة النهر وفالحي فطرة واديه ودلتاه يمتلكون هذا القدر من العنف والتنازع والتخريب والتعصب ،كيف سقطت عن سواعدهم ضربات تاريخ الفأس لكل اخضر نضر ليصفع أيسر كل منهم الخد الأيمن للأخر، كيف لهم يتنفسون ضد طبيعتهم لتتورم الدماء بالاحتقان ، لكن تفاصيل الزحام تكشف عن وجه قبيح ،عن ذاك الذي سرق المقدرة الوقحة ليزج باسم الدين سم أفاعيه في عقول التعبى ونفوس الكادحين والحالمين بمأوى وقمح وبضعة نكات ،يفترشون آخر التعب خشونة سواعدهم ويحلمون، بالأمس وفي الطريق العام فاجأتني بعناقها الشديد -صديقتي المنقبة بالكلية والتي اعرفها من صوتها ومرحها المشاكس، بادرتها هل تعتقدين أنهم من علو كراسيهم يدركون طيبة شارعنا ،و بعفويتها المعهودة قالت :" الله يحرقهم كلهم ولاد ال... مالهم ومالنا ليتركونا لحالنا .. " حقا، إن كنا نعاني من طائفية فهي ليست دينية وان كانت تبدو كذلك وعن قصد- ولكنها في حقيقة الأمر هي طائفية طبقية ، استحواذية ، سلطوية، طائفية شره لإراقة كل جميل وشفيف ،فتنة لا تفهم ولا تعلم ولا تعرف شيئا لذا فلحت في قيادة التعثر و إصابة النبض الواحد بتجلط التفكير ، وتآمر لمزيد من التدمير مادام للجهلاء صوت وتسلط ،يسبحون لإله الجشع والصراع والعنف المفتعل، يعانون من شذوذ نفسي والرغبة الملحة لمشاهدة تصارع المنسحقين ثم يتجشئون تخمة البلادة والنفوذ،هم قلة ، لكنها بقدرة فاجر تجيد الشطح العشوائي،طائفية شارعي ظالمة، قاهرة ،غير عابئة بغير استثارة بساطة الوجدان ثم غمس رؤوسنا في وحل اختلاف طقوس الصلاة وشرعية استطالة أو تقصير أكمام ثيابنا - ليعاودون اللهو بالتصريحات وتملق المناصب واستعراض تقويض الأمور والثرثرة بمأثورات بلهاء وتعبيرات إعلامية جديدة لا محل لها من الاحترام والتي تؤكد على وحدة النسيج الواحد- ثم إغداقهم للفراغ الجاف بالمزيد من جرعات سطحية الفكر والثقة بالخرافات والقدر المجهول ،لذا بات عيبا كبيرا يا من تقطنون التشدق بالابتسامات البلهاء أن يستمر هزل الصراع المقصود والمزايدة بشقاء الشارع المقهور، شعبي تطحنه البساطة ، يتقن الرضا مهما عصفت به صفعات أيديكم الجاثمة ، شعبي ساكن الحلم منزوع العنف لا يفهم الطائفية ولا يحتفظ بالخصومة ،لا يضمر غضبه كثيرا ، شعبي ليس ملاكا ولا مثاليا لكنه لا يسمع ما تقولون ولا يقرأ ما تكتبون ، سطوركم مأوي أحذيته ، قنواتكم يبدلها بتنفس الأفلام الضاحكة ، ملل وعودكم المتكررة تتواري عند مساحات العشرة والجيرة والحنين والذكريات الجميلة ،شعبي يعرف أن ما تزرعونه من خبث في نفوس أجياله الصغيرة تمارسونه انتم في خباء نهمكم ،شعبي أيضا يسخر من انتفاخكم وافتضاح فعلتكم ويؤكد مع جاره الحميم والذي يقاسمه ذات الخيبة والوجع "كفاكم ما تفعلون بالوطن الله يحرقكم كلكم "
انزلوا إذا عن كراسيكم وامشوا حفاة كما شعبي على رصيف الفوضى، العاري من الرحمة والراحة والأمل في غده - وادركوا انه ليس ثمة وقت لديه يهدر كما لكم من مهاترات ، كفوا عن الوعد بالمكافآت الرنانة من اجل بناء المزيد من المعابد، كفوا عن نشر ثقافة تعاويذ الانشقاق و نصوص الخوف والتوجس وعدم الاقتراب من الآخر ،كفوا عن بطش مسؤليكم وعويل إعلامكم وغياب الفطنة والفهم وإيهام البسطاء بقوى وحشية خارجية تتربص بالوطن ،ارفعوا أيديكم عن جموع المثقفين، المفكرين ،الباحثين ،دعوا الجمال المصلوب أن يقوم من جديد، اتركوا للفكر مساحته وللمثقف صوته وللفهم والمعرفة تجربتهما وللعلم جرأته وللفن رؤيته و ودعوا التلاحم يتنفس خصوبته كي ينمو خبز الكرامة بلون مشتهى القمح والحب والضحك – ارفعوا أيديكم عن قلب شعبي ودعوه يلهث كفافه دونما إزعاج .
ساعات هي وتقترب احتفالات الميلاد ،هناك قلق يعتري الكثيرين، بينما هناك الجموع الأكثر ترفض هذا وتبادر تصديها في باقات من وعي وحميمية ومشاركات رائعة مألوفة.
**إلى شعبي الواحد،لا تتلفت خلفك وثق في يقينك أنك الكيان الراسخ لن يقو عليك تقبل انشطار أوتمزق أو تصنيف ، فسريعا ما تنزلق خجلى كل المحاولات الضئيلة ..مرحبا بأعياد الميلاد وشكرا جميلا بتهاني الأحباء الصادقة
08-أيار-2021
الروح يمكنها أن تتألق في الصلاة أو البار أو عند المضاجعة 1/ 4 |
09-تشرين الثاني-2019 |
22-كانون الأول-2018 | |
09-حزيران-2018 | |
10-أيلول-2016 | |
16-تموز-2016 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |