يا نبيل... إنهم يسرقون سارية السواس
خاص ألف
2011-02-13
إلى نبيل الملحم في عيد الحب
لاشك أن المدقق في الإعلانات المتدفقة في شوارعنا وتلفزيوناتنا وإذاعاتنا ومجلاتنا وجرائدنا وأسرة نومنا، والمتخصصة في الترويج لحفلات عيد الحب التي سيحييها مطربو البورنو و"الهزيع الأخير من الليل"، سيلحظ مدى التسليع والاستهلاك الذي أوصلنا الحب إليه.
ولكن من بين كم صور المطربات والمطربين التي تملأ لوحات الإعلانات، استوقفتني صورة المطربة سارية السواس" بـ "لوكها الجديد"، إذ ثمة سارية أخرى لا نعرفها، ثمة وجه تسلّع وأصبح غريبا عنا، بعد أن كان صوتا منا نحن القاع، فانتقل ليصبح صوتا منهم" "الفوق".
ولكن، كيف؟
نتذكر اللحظة التي بدأت فيها سارية بالغناء، حيث وصفها البعض بــ" ظاهرة" وذمها البعض باعتبارها تمثل غناء رخيصا، ولكن مع ذلك كان ثمة شيء مختلف، في تلك المطربة التي تأخذك في جولة حسية تداعب غرائزك ومكنوناتك، مطلقة صهيل الفرح وحمائم الرغبة، تشعر بما يهتز في داخلك في زمن لم يعد يهزه شيء، في زمن تسلّع فيه الحب، وأصبح الحبيب مجرد "شنطة" نبدله مع كل محطة سفر.
كنا نلحظ سارية في الحفلات، تغني مع هذا وتراقص ذاك، كانت تلمع كضوء شبق يشتهيه الجميع، كانت تنطق بصوت داخلنا المقموع، بذاك الرقص الفاجر أحيانا، والخارج عن أصول "اللياقات"، ولهذا كانت هي سارية لا غيرها، لا تشبه أحدا، لا في صوتها ولا في "لوكها" ولا في طريقة رقص الجمهور معها في حانة أو ملهى أو حتى صالة أفراح من الدرجة العاشرة.
في سارية الجديدة ستجد سارية أخرى، سارية تشبه كل الموجودات في الساحة دون أن تميز واحدة من أخرى، بنفس تسريحة الشعر ونفس الفستان "المزلط" عند الكتف وأحيانا الكتفين معا ووو...نفس آلية الغناء التي تستجدي جنسا مصنعا وغرائز مستعارة، بينما كانت الغريزة هناك واضحة وشهية وبكر.
لاشك أن النجاح الذي حققته سارية على صعيد المال على الأقل قد دفع شركات الإنتاج لتبنيها، وإدخالها من الباب العريض للفن، ولكن هؤلاء بذهنياتهم المغلقة والتي لا ترى في الفن سوى بعد واحد ولوك واحد وصوت واحد وهذيان واحد، قد أسقطوا أهم ما في سارية وهو عفويتها واختلافها وطبيعيتها، فخسروها إلى الأبد وخسرت نفسها.
يبدو أن المال عدو للطبيعة البشرية، للوضوح، للغريزة، لذا يعمل دائما لتشويه الطبيعي فينا ونفي الغريزي الواضح والسلس، لماذا ؟ ببساطة: لأن الطبيعي موجود ومتاح ولا يحتاج مالا، بينما التصليح والتصويج والماكياج يحتاج مالا، وهنا تدخل لعبة المال إلى النهاية.
عزيزي نبيل:
هل تذكر حوارا تحدثنا فيه، عن سارية، لحظة انبثاقها؟
لم يتركوا لنا شيئا، إنهم يسرقون حتى سارية السواس، لذا وسط حمى التظاهرات السائدة عربيا، أدعوك لمظاهرة تضم كلينا فقط، ونحمل فيها يافطة مشتركة كتب عليها: أعيدوا لنا جمهورية "ساريانا"، حيث سنكون المواطنان الوحيدان في خضم هذا الشبق.
وبمناسبة عيد الحب، وبما أننا "أرامل قلب" هذه الأيام، أهديك هذا:
اسمع بس اسمع
يالعينك تدمع
جنك ما تسمع
الله يصبرني
ليل ويا ليلي
آه يما قذيلة
شلون اوصل قلبك
شنهو الوسيلة؟؟؟
08-أيار-2021
27-آذار-2021 | |
13-شباط-2021 | |
17-تشرين الأول-2020 | |
23-تشرين الثاني-2019 | |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |