إهداء
من دفق الدم الأخضر
إلى
عطش الروح

هناك وقف منتصبا عند مفترق الإنحاء ..صوت العنفوان الأسمر في قامة الهطول يشبه عنق الارتفاع ..بكف المستحيل يحمل شريعة المحاولة .. مباركا سريان الحضور الأول وامتداد الضحكات الخجلى لفرط دلال خبز الاحتمال ..في وقدة الركض الشهي -يرتق عري الثوب الأعزل من مواسم الكرامة - يتكئ ظل الأرصفة يلوك فتات الوعد الكاذب ..يدخن وجوه المرض الممل بلفافات لم تعد تفلح للتداول أو البصق .. يحيك أبخرة التصاعد العنيد بحنطة الجوع الحميم وخمر الترقب القصي ..ينكفئ حزن القباب على غم مآذنها ..صبر البسملات وقناعة الأقانيم وطقس انعكاسات الهبوب .. يمضغ الانكسار فريضة الوضوء بملح الضوء الشحيح.. ينادم وخز المسرة تلاوة مبعثرة .. بمعزل عن جسده،عن روحه يتلو جمر دربه الموجع أن يشبه الإنسان.. يتوسد ليل التعب وينام.. يغوص معترك ضباب العتمة .. يصارع كتل العناكب الساحقة ..معتق سرد الغربان الباهت فوق صدع المخافر والمنافي وهدب السطور تجثم مثل كابوس النهار البعيد ..مخاض الانكفاء حالك المرارة .. حالك ..حالك ... والانحناء يا رفيقي ما عاد يصلح للهزيمة .. انتفض نبي الرفض كاسرا مصابيح الخوف مخربا سكينة تآفع الغواية ....يرصع زنابق الخلاص بعاصفة من دخان مر وقصيدة .. يشد النبوءة المستحيلة من جوف العزلة الباردة.. صرخ .. صعدت الجمرات بلا متون .. تتكاثف.. تهطل ..تطيح – أطاح..شق حجاب الغيب .. مطعون غبار المغفرة .. ثم... تهاوي عظيما .. تورد النزف شهيقا طويلا وانطلق يتفتح بامتياز المشهد اللامع مرتفعا ..ممتدا ..مرتفعا .... تمتلئ أهازيج الصيحة بتفاصيل المعجزة : "حقا كان هذا هو الإنسان ".. دم الفتى الأسمر لونه قزحي ..لا يكف عن الضحك موغلا في الإيقاع الفضي .. يثور الانسكاب فوق أعلى مسافات الكرمة المشتهاة ..ثمار الرمان محبة .. الحب عهد الدرب الوشيك ..الدرب شاق..مسحوق الجسد ورد العمر النحيل ..من أجلك رفيق الوطن يجول دمي شريعة العهد الجديد.. بين هذي الشوارع وضفاف الحارات ورفات الأزقة يبدل سرائر الرماد إلى رداء جموح .. هناك حيث العوز المهمل.. همس المنسحقين .. المنسحبين .. يروي الجوع المضني للغناء والاستقامة .. دمي يعرف أين يقطن الفهم .. إلي أيقونات تاريخ الرفض يسرد الغلبة قلادة شبعَي ، وطموحي أن أحيا في عطش الروح المارقة مازالت كي أبقى شهيدا أبديا ..مهللا.. فلا أموت أبدا للمرة الأولى .. وحدك يا شاطر رغيف الحزن والأمل أودع نزفي وديعة ..خمير الفرح الأكيد ..هذا اصنعوه لذكري