الهوس الديني إلى الهاوية
خاص ألف
2011-05-06
"عندما يتزوج الخوف الفوضى
يصبح جميعنا قضاة بلا فهم
والهة بلا ضمير "
من ديوان صمت امراة على الهامش للكاتبة
ماجدة سيدهم
** المشهد المفتعل صار حقيقة واقعة – إذا لا يهم ألان منذ متى نشبت جذوره وتأصلت روافده - لم يعد يجدي الركض وراء تفسير الأسباب واقتراح الحلول المتباينة والمتراكمة بين ردهات المؤتمرات وأرفف المكتبات و مرأى الفضائيات – لم يعد ينفع لغو المقترح النائي عن الحقيقة الواضحة في استهلاك ممل وغير مجدي لأكبر مساحة من الوقت في إنهاك الإنسان المصري وراء أيام مصابة بالإعياء وبات الكل مؤجلا الأفكار مؤجلة ،المكاشفة مؤجلة ،المواجهة مؤجلة ، العقل مؤجل الصدق مؤجل والمبادرة الجريئة مؤجلة إلى اجل غير مسمى ،ليطل علينا في السنوات الأخيرة الماضية طرحا أكثر عقما وسذاجة هو ما يطلق عليه بحوار الأديان بينما يواكبه في ذات الوقت ذاك الصراع الصخري لاستعراض القوة البدنية والنفسية في اجتياح اكبر المساحات لتشييد أضخم المعابد الصماء وأعلاها ،مآذن هنا وقباب هناك ، وما بين سطحية حوار الأديان وتصادم الثقافات والرفض المسبق للآخر تفشي الهوس الديني إلى حد الولع بالخرافة والجهل والعنف والشره إلى الصياح والتعدي المقرون بعدم الفهم ، حتى بات جليا للعيان ما نعانيه من فراغ وجداني وثقافي شديد - فضلا عن ضآلة العقل وضحالة الفكر السائد والمسيطر الآن على ساحة الشارع المصري ،بينما يعد الأكثر خيبة ذاك الإعلام الذي تحت مسمى وهم الديمقراطية بات يتبنى عرض وطرح وجهات النظر المتردية والسلفية المروجة لثقافة إقامة الحد وفرض الجزية وإقصاء المرأة وربما نعود إلى عادة وأد البنات وتجارة الرقيق وما شابه، ألآ يكفينا من خيبات بعدما صارت فتوانا محلا للضحك والسخرية ..! ألآ يعد الهوس الديني ثمة الشعوب والأمم المراهقة تغطية لعورات عدم الفهم وعدم التقدير !
وبعد ..و ما آلت إليه أوضاعنا الآن من انقسامات حادة متباينة تارة وعزوف عن الأحداث برمتها تارة أخري ، اطرح السؤال ماذا قدم الفكر الديني والمؤسسات الدينية على مر السنوات الطويلة للإنسان غير اتساع الهوة وفقد الشهية إلى الحياة والمزيد من الشقاء والتعاسة، الأمر لا يحتاج إلى تفكير أو سرد أو تحليل بقد ما يدعو إلى التفاتة صغيرة إلى كومة الزحام المتهالك بالشارع المصري لنقرأ كل هذا الاغتراب والارتباك والحلم البائس ما يدفع للتأكد انه لا توافق أو تصالح مابين الفكر السلفي الديني وطبيعة شعب يسكن النهر. .
اذا ليس ثمة أديان ،بل هناك إيمان الذي هو حالة وجدانية خالصة وعلاقة روحية مابين المرء وما يؤمن و يعتقد إذ اثبت كلا من الخطاب الديني وحوار الأديان فشلهما بجدارة ،لذا لسنا في حاجة إلي المزيد من المآذن والقباب ، لسنا في حاجة الي نصح وإرشاد ولاة الدين بفقرهم المستحيل للوعي والثقافة ، فالحلال بيـّن والحرام كذلك وأيضا كل الأشياء متاحة لكن هناك مالا يليق، نحن في حاجة عاجلة وملحة إلى حوار إنساني وأخلاقي نبيل ، في حاجة ضرورية لإعادة تربيتنا من جديد على الحب والجمال والفهم والتعايش والعناق والتسامح والانفتاح والعمل والبذل والانتماء والإبداع و الضحك و.. ، نحتاج الآن إلى ثورة حقيقية على قوى الجهل والأمية الإنسانية - هي ثورة اكتشاف الإنسان الميت فينا لنكون حقا جديرين بأنفسنا والحياة والوطن ..
لذا فليذهب الهوس الديني إلى الجحيم غير مأسوفا عليه ، لتسقط الحجارة على تاريخها المرصع بالرعب والغضب وتشويه الجمال والنور والحياة ،ولتكن المصانع ولترتفع المدارس والمشفيات ودور الرعاية وليتدفق استصلاح الأراضي و البنية الأساسية والمساكن ورصف الطرق وتشجير المدن وتوفير الأدوية والمتنزهات والمسارح و.. ، لتكن الكرامة وليكن الإنسان، فلنغتسل ألان بدم شهداء الحرية الذي هو طريق المصالحة بن المرء ونفسه والأخر والحياة هذا جل الإيمان .
** بالمزيد من المحبة يرتفع بالفهم والمعرفة في امتلاك القدرة على التمييز في الأمور المتخالفة.
هذا ما كتبت لمن لا يقرأ
08-أيار-2021
الروح يمكنها أن تتألق في الصلاة أو البار أو عند المضاجعة 1/ 4 |
09-تشرين الثاني-2019 |
22-كانون الأول-2018 | |
09-حزيران-2018 | |
10-أيلول-2016 | |
16-تموز-2016 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |