عن النوستالجيا الثقافية..والنق البيزنطي!
2008-04-25
كثيرا ما أشعر بالحزن كلما التقيت صديقا, أو قرأت له مقالا يحكي فيه عن ماض غابر, ويؤسفني أن ألمس فيه ذاك النق الثقافي السوري السائد, بينما أعتبر أن أي امرئ قادر على انجاز مشروعه الخاص به, وبالوطن, حتى لو كان في الجحيم ذاته..وأحيانا بدون مساعدة الملائكة أو الشياطين!.
سأعطي أمثلة عن المبدعين الذين يقاتلون لانجاز مشروعهم الثقافي بغض النظر عن الظروف والمتغيرات وكل المعوقات المحتملة والمفاجئة غالبا..
ألم يستطع المبدع فارس الحلو أن ينجز ملتقى النحت في مسقط رأسه: مشتى الحلو وللسنة الثالثة على التوالي؟, أو بشار زرقان في دمشقه العتيقة؟!, وأيضا.. مصطفى علي وسواه
ممن حولوا حارة كاملة إلى معرض تشكيلي وأنشطة فنية متواترة,أو سجيع قرقماز في اللاذقية بمهرجانه التاسع على التوالي: ملامح أوغاريتية, وجهاد جديد في مهرجان جبلة الثقافي, أو..حمود الموسى في الرقة ومهرجانيه عن الرواية العربية والشعر العربي عبر سنوات متوالية,ومهرجان المزرعة الأدبي في السويداء بجهود جماعية,ورشا عمران في مهرجان الملاجة الشعري, وجهاد مفلح في حلمه عن انانا ربة الموسيقا والغناء والرقص الشامي,وغير ذالك من الأمثلة السارة التي تؤكد أن سوريا ماتزال تبتكر مشاريعها الحضارية.
واسمحوا لي هنا أن أحيي الصديق لقمان ديركي على انجازه في بيت القصيد للسنة الثانية على التوالي, وهو الابن البار والعاق لملتقى جامعة حلب الادبي الذي صنعناه جميعا كظاهرة ثقافية سورية بامتياز مطلع الثمانينات من القرن الفائت, وإذا كنت أتذكره فلأني أحد صانعيه الأساسيين من غير وقوع في النوستالجيا, بل انّي أستمد منه القدرة على صنع مناخ ثقافي جديد,حتى.. لو توقف,ثم أعاود حلما اخر, كماحين فشل مشروع جريدة الدومري بجريرة صاحبه وسواه من المتثاقفين, لأشارك عابد فهد في حلمه المسرحي..تجمع اداد المسرحي, وازداد ثقة بذاتي كلما مضى سواي في حلمه حتى يغدو واقعا ملموسا.
أليس.. موقع ألف للكتابة الجديدة ومجلته التي توقفت عن الصدور ثم عادت ألكترونية هي دأب سحبان السواح وحلمه, ومثله حلم نبيل صالح في موقع الجمل وفي : رواية اسمها سورية, وعلي سفر في موقع جدار.. وسواها من الأحلام التي تصير حياة وإصرارا على الحياة؟!.
ثمة في بلدنا أناس قادرون على انجاز أحلامهم بعناد وصبر الحمير, وثمة .. أناس قادرون على النق والتشكي فقط , ويريدون كل شيء جاهزا بمتناولهم وحيث يجلسون في المقاهي وفي البارارت الكئيبة!!.
أحيانا .. يبدو لي أن بعض المثقفين السوريين مصابون بنقص المبادرة المكتسب,وأحيانا بالكفاءة المؤجلة ريثما ينتهي موسم النق الثقافي.. وهنا أتذكر مولييير الذي لم تكن في زمانه وزارة ثقافة فرنسية ولا مديرية مسارح, ومع ذاك جال فرنسا كلها بعروضه المسرحية على عربات تجرها الحمير.. ليدخل تاريخ المسرح العالمي من أضيق أبوابه إلى أوسع التجربة.. على قولة عيسى الناصري الآرامي من جليل بلاد الشام الرائعة.
ومادامت تقاليد العمل الجماعي في بلدنا شاحبة جدا..فمن باب أضعف الإيمان أن تصير المشاريع الفردية حلما جماعيا, وان ندعمها جميعها ولو بالكلمة الطيبة..وليس بداء التشطيب السائد للأسف في حياتنا الثقافية.
تعالوا نصنع إبداعا لأولادنا وبناتنا, ولن يرث الجيل القادم سوى.. أحلامنا, ولاشيء لدينا نورثه..سواها.
08-أيار-2021
25-كانون الثاني-2020 | |
25-آب-2018 | |
18-آب-2018 | |
20-كانون الثاني-2018 | |
09-كانون الأول-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |