أمنيات للجنود القادمين من "حرب الإبادة الوطنية":
خاص ألف
2011-10-07
منذ مدة ورؤية شاحنات الجيش السوري، قوافل وفرادى، تعبر دمشق أضحى منظراً مألوفاً، والعساكر بخوذاتهم ولباسهم الكامل يرفعون أسلحتهم عالياً هاتفين: "الله سوريا بشار وبس"، و"يا الله ويا جبار تحميلنا القائد بشار".. أو شيء من هذا القبيل تمجيداً وتهليلاً.
أول ما يتبادر إلى الذهن أن يسأل المرء نفسه: ما هذا الفرح كله، ولماذا؟ وكأنهم حرروا الجولان أو لواء اسكندرون مثلاً، وليسوا آتين من منطقة سورية يُجبرون فيها، وبعضهم لا يُجبر ربما، على قتل سوريين واعتقالهم وترويعهم وحصار بيوتهم وحاراتهم.
هذا بالضبط ما تبادر إلى ذهن عامل البناء الدرعاوي، وهو يرى القافلة المهلّلة تمر من أمام البناية التي يعمل فيها في آخر أتوستراد المزة.. ربما كانوا قادمين من المعضمية أو قطنا أو مكان آخر منكوب!! خرج صائحاً مستفزاً والغبار يغطّيه: "شو حررتوا الجولان؟!".
وعلى الفور أردته رصاصة موجّهة إلى رأسه قتيلاً.
مازلت إلى اليوم أعتقد أن الجيش السوري جيش وطني، فيه أخي وأخوك وابن عمي وابن عمك، وهو في حالات كثيرة، وحسب اطلاعي، يُجبر على القتل وإلا قُتل.. والانشقاقات المتوالية، التي تزداد يوماً عن يوم، ربما هي مؤشر على وطنيته، والخوف يلجم الكثيرين، واعتبارات أخرى تجعل كثيرين أيضاً يرضون باستخدامهم كأدوات للقتل..
حسناً، وكي لا أفقد إيماني، كما كثيرون غيري، بهذا الجيش (الوطني)، أتمنى من الجنود العائدين من "حرب الإبادة الوطنية" أن يقبعوا صامتين في شاحناتهم، ولا يعلنوا ابتهاجهم المخجل جهاراً، عسانا نبقى مقتنعين بأنهم سيكونون (يوماً) حماة الديار، ونبرر لهم، ونختلق الأعذار ريثما تنقضي هذه المهازل على خير..
08-أيار-2021
09-تشرين الثاني-2019 | |
15-كانون الثاني-2013 | |
07-تشرين الأول-2012 | |
04-تشرين الأول-2012 | |
28-آب-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |