شِقُ نافذةٍ على فرانسوا
خاص ألف
2011-11-19
وحده ما مضى يستحق أن ننحني له... الماضي.
تجربة أسفرت عن جراحٍ متخثرة عَلِقـَت في الوجهِ والجَسد، وأطرافِ الثياب، بإمكاننا الآن أن نصرخ بأعلى صوتِ القلم، قائلين: " قد انتهينا "، الآن فقط حَرَرنا الحُب واعتقَ قلوبنا، انطوى كل ما بيننا في أحضان الخريف. ذاك العازفُ الذي أحبته، كانت حياته فِعلُ رحيل، حدثُ الانتقالِ بين البشرِ والأمكنة، وبين فاصلةِ رحيلٍ وآخر كانت مساماته ترشحُ بعبقِ الورد، ما كان باستطاعته أن يهديها أكثر من صدى صوتٍ يخبطُ بحائطِ الوقت كلما تذكرته، انه كل ما يتبقى في نهاية كل مسير. متى تسنى له الوقت ليحفظَ جسدها بتفاصيله، أظافرها كانت أكثر ما أغراه وهي تمرر يدها على وجهه وتهمس في أذُنِ خطيئتها " احبكَ أنت".
فرانسوا أمامها يرقص ويصرخ ويبكي وينكسر، هي لم تنتبه إلى ظلاله الملقاة على الأرض إلا عندما ارتطم جسده بوجع قصيدته ومات، أكان عليه أن يموت موتا قاسيا إلى هذا الحد، فقط ليجعلها تنتبه إلى عمقِ شروخها؟ إلى عفنِ أحزانها؟ إلى كل الفوضى التي غاصت بها حياتها دون وعي؟ في حضور فرانسوا كـَسَرت الموسيقى دون قصد ! هو .. انطفئ كشمعة، صامتا، لمثله ِ المسارحُ شاركت قهوتها وضجت بصوته، كيف أخرسها الآن .. لأجلها .. فتاةُ نصفِ خريف؟ !
ما كانت تقدر الوصول لاتزانٍ داخلي يُحملها على القول: هل انتحر فرانسوا بسبب فقدهِ إيمانـُه بالحب؟ لذلك تخلى عنها عند آخر وجع؟ هل من تحملَ كلَ إصاباتِ الحب والحرب لم يعد يتحمل شيئا؟ ذاك الستيني الذي احتضنها وعزفَ ورقصَ لأجلها، عندما رحل، سلبها كل شيء حتى هوية َ انتمائها إلى ألحانه.
وشاحُ المدينة المزيف، كيف قـَبـِلت هذه المدينة أن تجعل ارتطام جسدٍ موسيقي كفرانسوا ينكسر عليها ويتهشم، أما كان بإمكانها أن تكون اقلُ قسوة، طرية في هذا الخريف؟ . انه وهم المدن التي نعشقها، أخذنا وقت لندركَ أن وطننا ككل الأوطان الأخرى، وان لا فضلَ لأرضٍ على أرضٍ أخرى، كلنا في الخطيئة سواء. فرانسوا كيف كسرتَ كل شيء ضجَ بك؟ حطمتَ ومزقتَ حـُلمك، وألبستَ المدينةِ ذنبَ موتك، أقادك جنونك إلى هذا الحد ! الم تصرحِ مساء لي ... لا أريدُ سوى القهوة؟ .. صباحا وجدوا جسدك كورقة صفراء سقطت عن العرجون القديم.. كنتَ ميتا، لم يشهد أحد احتراقك، تلعثمتُ بقبرك ذات فقدان لأشهد أن.. لم يؤذك احد كما فعل الحب، وهو يفتح نافذتك كل مساء ليسرب لك هواء مشبع بالاحتلال.
كتبتَ لي/لها: "رائعتي وقصيدتي ومدينتي وقبلتي التي عكفتُ سنواتٍ أصلي لها، يا مدينة ً حفظتُ خارطة جَسَدِها، وتواجدتُ في كل أزقتها، بعدكِ ظلالي مكسورة، وأنا على عجلٍ دوما لأرى أين سيسرقنا الوقت وهل كان غيابكِ حقيقة. أنا صومعتكِ المهجورة، صلاتكِ المكسورة، ابتهالاتكِ لسماءٍ أشاحت بوجهها عنكِ، لتعلمك معنى الخضوع، فتعلمتِ أن الانتظار حكمة ُ الحب، والشوقُ كاملُ الألوان"
سقوط جسده الحر كان أقسى تطبيقات الجاذبية .. بعده ارتطم حلمها بالمنفى لأنها عجزت عن رحيل يشبهُه .. وهكذا فرانسوا وهي لن يلتقيا أبدا !
08-أيار-2021
21-نيسان-2012 | |
23-آذار-2012 | |
20-كانون الثاني-2012 | |
03-كانون الثاني-2012 | |
17-كانون الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |