أنت الذي هنا
خاص ألف
2012-04-21
" كـَم اشتاقُ لأقولَ لكَ بَحِبك يا مَجنونـَة، وتقولي بالمـُقابـِل وأنا كمان يا صُبحي"
اسمُكَ لم يَكن صُبحي، عدا ذاك كان كل شيء صَحيحَا في تِلكَ الجُملة التي طالما تبادلناها على مدى خمسة أعوام الآن، لم نلتـَق منذ صيف، ولكني لا أزال احتفظُ بكَ كامِلا في ذاكرتي واحبُك بذاتِ القـَدر مُنذ عُمر، اشتاقُ لكَ كوَطن واحبك َوسعُ مجَرة وأكثـَر، في البُعد تـَفتـَقِدُكَ حتى ابتِسامَتي، هي ذاتُها التي دَوخَتك كلما التـَـقتَ لي صورَة وكلما ضَمَمتـَني.
رُغمَ أننا اختلفنا كثيرا وشاغَبنا أكثر وصَرختُ بوجهِك ألفا، وأمي تقول "كوني حَنونَة عليه قليلا"، وأنا ارفـُض إلا أن أكون صَارمَة وأنت تدرُسَ الرياضيات، وأنا أقول مرارا، عليكَ مَعرفة كل شيء ولا مَكان لإجابة نـَسيت أو لا اعرف الحَل، وأنت تغضَب مني وربما تبكي في بعض الأحيان، أعود إليك بضمير مؤنب وأقول "طيب أنا آسفة هيا نعود للدراسة مرة أخرى"، ونعود خمس أو عشر دقائق واحترقُ عليكَ غـَضـَبا، ما لم اقله لك أني كنتُ ابكي أيضا عندما اغضبُ بوجهـِك.
تصغـُرني بست سنوات لم ألحظهم أبدا، حتى كنت احبكَ كصديق، أنت الوسيم، الجميل، المرح، الذي لا يكفُ عن الضحك والسخرية روحك الجَميلة اعبدُها، لا عبث أن رحيلنا كان بذات التوقيت لذلك كلانا لم يفتقد الآخر وحسب، بل فـَقـَدنا المكان أيضا، فوجدنا أنفسنا في مكان لا ننتمي إليه، لذلك انتمينا إلى أنفسنا، أنا انتمي لك وأنت تنتمي لعلاقة جميلة كورد جمعتنا.
كنا أذكياء في كـَسب الوقت لنـَمرَح بأقصى ما نـَستـَطيع لأننا نـَعلم في داخلنا أن الجُغرافيا سَتحول بيننا، وأننا سَننام لنستـَفيقَ أياما كثيرة ولا نـَحتسي قـَهوتنا سَوية، وسيبحَثُ كل مِنا عن رَفيقٍ مُؤقتٍ لقـَهوة عابرة في مُحاولة عَابثة لخـَلق لحظاتٍ نـَسخـَرُ من سَطحـِيـَتـِها فيما بعد.
أشتاقك أنا أيضا، وهذا الجـِدار الذي اكتـَسى صُوَرَك ونـَظرَتك المُتأمِلة الحادَة يَشهَدُ كلما وَقفتُ أمامَه أحادِثـُة، وأتذكـَرُ كثيرا من أيامنا التي حَفِظتـُها لأسقي أمَلا بأننا سنلتقي ونبتسم لكاميرا ستخلد لحظتنا تلك، إنها الصورة ونحن نـَتـَحايَلُ على الوَقت لِنكتـُبـَه لنـُجَمِدَه حَيا رَغمَ انقِضائِه واشـُد على الوَجَع على طـَرفِ الهاتِف وأنتَ تـَشد بالمِثل لنـَكذِبَ بأقصى ما أوتينا من قـُوة أننا بـِخير وان هذه المَرحلة سَتنتهي بنا للأفضَل فقـَرَرنا مُمارَسَةِ حُزنـنا كِتابة.
أراقبُ كل أيامِك ومازلتُ أجيدُ دَورَ الأختِ الكـُبرى كما عَودتُ نفسي رُغمَ أنني الأصغرُ سنا وأدعي أني دوما بِخـَير، كنتُ فعلا بخير كلما فكرتُ أن أيامي ستوصِلني إليكَ مرة أخرى، ولأنه كان على أحدِنا أن يَدعَم الآخر، لا يمكننا أن نكون كلانا ضعيفين في الوقت ذاته.
احسدُ جدا من ستحِبك، على الأقل ربما يجوز لي أن أقول رَجُلا مِثلكَ يكفيني، مازلتَ طفلي وحبيبي وصبحي الذي لا اعرف متى ابتدأتُ بمناداتِكَ باسمِه تحديدا، رغمَ كل مَشاغِلي أفكِرُ فيك، ولم أجد إلى اليَوم أحدا أحدِثـُه مِثلك، أنتَ تتقِنُ الاستِماع، ليس لأنكَ خارقٌ للعادة ولكن لأنني معك أكون حقا سَعيدة، أتذكر عندما التقينا بعد عام كنتَ كبـُرتَ قليلا وأصبحتَ رجُلا أكثر تُعجـِبـُني شـَقاوتك فلسفتك رَغبـَتِك التي لا تـَقِلُ عن رَغبـَتي بالجنون.
الورد الذي تضَعه على شَعري ورَقصِنا سويا كعاشقين، جيدٌ أن طولك يُؤهِلك لتـُمسِكَ يدي اليُسرى وتلـُفها حَولَ جَسدي وأنا أقفُ على أطراف أصابـِعي فألتفُ بين ذِراعيك، نبيذنا المَسكوب على الوَرق حِبرا ورسائِلنا التي تـَصِل في مَوعِد البكاء ولا تتأخر، اعترف أن البكاء في بُعدَينا عَادَة صِحية، يَدي التي امشي بها هنا تفتـَقِد أصابِعُك وابتسامَتي تفتـَقِد كاميرتك وأنتَ تصورني كأحدِ المَشاهير تـَمثيلا منا للدَورَين أنا أن أصبح مَشهورة وأنتَ لتصبِحَ مُصورا مُحتـَرفا للمَشاهير.
الجميل أن أحدا من حولنا ما كان ليُخبـِتَ تلكَ الرَغبَة داخِلنا ، فنـَمَّت في المَطر!
08-أيار-2021
21-نيسان-2012 | |
23-آذار-2012 | |
20-كانون الثاني-2012 | |
03-كانون الثاني-2012 | |
17-كانون الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |