تسابقت وكالات الأنباء والصحف والمواقع الالكترونية إلى إحراز السبق الصحفي حول تغيير وزاري مرتقب في سورية، بعضهم قال أن التغيير سيشمل رئيس الوزراء والوزارات السيادية والطاقم الاقتصادي، آخرون قالوا إن السيد محمد ناجي العطري باق باق، وان التغيير لن يشمل الطاقم الاقتصادي المتين بل سيطال وزراء الكهرباء و الإعلام ، النقل ، الشؤون الاجتماعية والعمل ، الاتصالات ، الإدارة المحلية ، الإسكان ، الثقافة و الصناعة .إضافة إلى بعض وزراء الجبهة (وكلهم باستثناء واحد وزراء دولة بلا حقائب «أريح»)، بعضهم لم يروا في الموضوع سوى تسريبات مقصودة من جهات نافذة لأهداف لا نعرفها. .. .أو كلام جرايد كما قال احد الوزراء. . .
لسنا في وارد تأكيد صدق أو كذب الأخبار، فقد تغيرت حكومات كثيرة منذ أن وعينا وبدأنا نتابع الأخبار التي تسم البدن وتزيد سميتها يوما بعد يوم وعاما بعد عام، طرداً مع زيادة مثالب كل
تشكيل وزاري جديد مما يجعلنا نترحم على أسلاف هؤلاء الوزراء، حتى بات مثلنا المفضل (ما بتعرف خيرو لتجرب غيرو)، وكأني بالوزير الجديد الطارىء على كرسي الوزارة يحفظ الود لسلفه بهذه الطريقة فيقول: سأجعلكم تترحمون عليه، ويبدأ مسيرته في الإصلاح والتطوير من الصفر بعد أن يكون السلف قد قطع شوطا في مسيرته، لكن الخلف يغير اتجاه السير بكوع يشبه تعرجات نفقي العباسيين والأمويين المنجزين حديثا في دمشق، والتي لا يستحق دارسوها ومنفذوها سوى كسر أكواعهم وأيديهم بعد أن يسيروا سبعة أيام بلياليها على الأكواع والركب ضمن هذه الإنفاق التي لا يقبلها عقل، فكيف تنجز نفقا تحت الأرض، ومعك المجال لان تناور وتحدد المسار المناسب، بكل هذه الانعطافات المفاجئة والغبية، حتى لا يكاد يمر يوم إلا وتصطدم سيارة بحيطان وأعمدة النفقين، والآثار على رخامهما شاهدة على كلامي.
الحل جاء في الأمويين بعد انجاز النفق بوضع مطبات صغيرة متتالية على مدخل النفق من جهة أوتستراد المزة، لتضطر السيارة القادمة بسرعة أن تخفف من سرعتها بعد فاصل راقص على هذه التدرجات يكسر الأتماصورات ويلعن سنسفيل القواعد والرواصير، وهكذا تكررت قصة الحفرة التي كان يسقط فيها كل يوم أطفال ونساء وبعد الشكوى والنق من الأهالي أقامت الحكومة ـ حينذاك ـ مشفى بجانب الحفرة ليتم إسعاف الضحايا دون عناء!!
إذاً.. . لا يهمنا من سيأتي بعد هؤلاء الوزراء، يهمنا ما سيفعل بالبلد وشوارعه وناسه. . دون اعوجاج.
وكلمة لوسائل الإعلام التي تنقل التسريبات والأسماء، لطفا بأعصاب وزرائنا فأقلامهم بدأت ترتجف فتظهر تواقيعهم مهزوزة كلما قرؤوا خبراً، ولم يعد لهم نفس للشغل ـ إن كان هناك نفس أصلاً ـ بعد ضجيجكم عن مغادرتهم لكرسي لن ينسوه ما عاشوا، أما نحن فسرعان ما ننسى لسببين: لأننا طيبون ونسامح بسرعة على التخبيصات أولاً ولأنهم لم يتركوا حسنة يذكرون بها ثانياً، ونخص بالذكر هنا من سعوا إلى زيادة بهدلة الفقراء برفع الدعم بناء على أرقام كاذبة، وسنوا قوانين عمل تصب في مصلحة أرباب العمل ضد العمال، ورفعوا أسعار الخدمات من ماء وكهرباء ودواء، وهدموا بيوت الفقراء دون تعويض، وتواطؤوا ـ أو سكتوا ـ عن النهب الخليوي المكشوف سواء في الاشتراك الشهري ـ الخوة، أم في حساب الثواني دقائق. . . وووووو
لن نودعهم بالزغاريد، ليس لأننا متأسفون على رحيلهم، بل لأننا نخاف دائما من الآتي الأعظم.