أنا القائد الكاريزمي
خاص ألف
2012-03-16
مصلوباً على العلم التركي:
قائدنا، ذو الكاريزما الثورية، ربما ما كان يدور في خلده، أنّ يوماً سيأتي عليه ليُنعتَ بـ " المسيح الكردي ": جرمه الضخم، كان يُصوَّر غالباً على خلفية حمراء تزينها نجمة بلون أصفر. بُعيدَ اعتقاله، أضحى أكثر هزالاً وبما ينسجم مع تلك الراية التركية، العملاقة، التي جُعلتْ الآن في مركز الصورة.
باكياً مع الأم الثكلى:
قائدنا الكهاريزمي، ذو الشارب الستاليني الثخين، عليه كان أن يَظهر في المحكمة بشاربٍ مَحفوفٍ بعناية، لكي يكون جديراً بصفة " النادم "؛ بعبراته المَسفوحة حزناً على حزن أمهات الجنود الأتراك، الذين قتلوا في حربه الثورية، واللواتي ملأنَ القاعة بعويلهنّ.
صياداً في بحر مرمرة:
قائدنا، الكذا، كان متوحّداً في جزيرةٍ مُقفرة إلا من قلعة قديمة، عثمانية. في بطالته، وَجَدَ سلواناً في صنارة صيدٍ، بدائية، أمدّه بها الحارسُ. ذات صباح، وفيما كانَ سجيننا يرنو ساهماً إلى الأفق الأزرق، إذا بالصنارة تهتزّ بقوّة في يده.
" إنها سمكة دسمة، ولا ريب "، قالها بيقين من اعتاد على الشكّ بكلّ ما هوَ بشريّ. وإذن، ظهرت تلك المخلوقة، المَرجوّة، وقد أدمى الشصّ فمها. ذاك اللون، الأحمر، كان يصبغ أيضاً سائرَ بدن السمكة. هذه المسكينة، حينما أبصرت وجهَ جلادها، فإنها أصيبت بالرعب فلم تملك سوى أن تهتف فيه بنبرَة متوسلة: " أرجوك، أطلقني وسأكافئك بأيّ شيء تتمناه "
" عجباً. سمكة تتكلمُ مثلَ البشر، و فوق ذلك تعِدُ بالمعجزات ؟ "، قالها الصيّادُ كمن يُخاطب نفسه. وحينما أعادت السمكة الحمراءُ تأكيدَ زعمها، فإنّ الرّجلَ تفكّر بالأمر ملياً: " سنرى ما إذا كانت صادقة، هذه الماكرة. وعلى كل حال، فإنّ خسارة وَجبة غداء ليست بالأمر الفادح ". على الأثر، تمنى على السمكة أن تستبدل العلمَ التركيّ، المرفوع على برج القلعة الأكبر، بعلم آخر من ألوان ثلاثة، وأن تجعله قائداً للجزيرة بأسرها.
" انظرْ خلفكَ.. "، قالت له السمكة وهيَ تتبسّمُ بغموض. حينما التفتَ إلى تلك الجهة، أبصرَ رايته العتيدة، المطلوبة، تخفق فوق الأسوار. فما كان منه إلا إطلاق أسيرته، بإعادتها للبحر. هنيهة أخرى، ثمّ انطلق نحوَ البناء ذاك، الأثريّ، المخفور من لدن الحارس الضجر.
" يا هذا، لماذا لم تلق تحيّة عسكرية، كما يجدُر بمأمور مثلكَ ؟ "، صرَخ في الخفير بلهجة شديدة، متوعّدة. عندئذٍ، انفجرَ الآخرُ بضحكة مديدة وهوَ يتفحّصُ هيئة السجين جميعاً، التي فكّرَ أنها فجأة ً أصبحت ذات ألوان عجيبة.
راية القائد، كانت ما تفتأ ترفرفُ فوق الجزيرة، بألوانها الثلاثة؛ الشبيهة بملابس صيادنا، المهرّج.
حالماً بالخلاص من الأسر:
ذات ليلة، هذا ما رأى فيما يراه النائمُ. ثمة جندرمة، أو كوماندوس ربما، يهمسون لبعضهم البعض: " إنّ أسيرنا مخدّرٌ. علينا نقله من الجزيرة على عجل، قبل أن يُداهمها التسونامي المهلك ".
ثمّ إذا به يفتحُ عينيه، فيجدُ نفسه في طائرة نقل عسكرية، يحيطه عددٌ من الأشخاص الغرباء. هؤلاء، أوحَتْ ملابسهم وسحنهم بكونهم من البيشمركَة. عند ذلك، تناهض الرّجلُ الأسيرُ مفزوعاً وهوَ يهتف فيهم بتوسّل: " أمي أصلها كرديّ، وأنا على استعداد لخدمة الدولة الكردية ".
حكيماً في عزلته:
" أولئك الشهداءُ، الكردُ، الذين يقتلون برصاص جيش " بشار الأسعد " (1)؛ أما كان أجدر لهم، لو أنهم أحرقوا أنفسهم حتى الموت احتجاجاً على فرض العزلة عليّ ومنعي من الاتصال مع محاميّ ؟ ".
مُستعيداً المؤامرة الدولية:
" بقيتُ أتمتع عشرين عاماً بصحبة " جميل القرد ". حينما طردتُ من الشام، سافرتُ متخفياً إلى موسكو. من هناك، توجهت إلى روما. عندما تضافرت قوى المؤامرة الدولية ضدي، فكّرتُ برفيق الطريق الثوري؛ نيلسون مانديلا.
الطائرة، التي من المفترض أن تقلني لجنوب أفريقية، أصيبَ محركها بعطل ما فوق الأدغال. حينما هبطتُ بالمظلة، رأيتني بعد دقائق في مزرعة بين القرَدة ".
1 ـ يلفظ أكراد تركية اسم ( الأسد) بزيادة حرف ( العين )
08-أيار-2021
04-آب-2013 | |
27-تموز-2013 | |
18-تموز-2013 | |
11-تموز-2013 | |
06-تموز-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |