الواقع التونسي اليوم...
خاص ألف
2012-06-09
تعيش البلاد التونسية وإلى حدود اليوم مخاضا عسيرا بسبب ما خلّفته المظاهرات والاعتصامات العشوائية ، هذا ما يجعلنا نتساءل في وقتنا الراهن : ما الذي يمكن أن نفعله لحماية كيان تونس الذّي نخرته دودة الاختلافات الإيديولوجية ؟
يوم 8 جوان 2012 استمعت إلى ما قاله الكاتب التونسي المعروف صافي سعيد ، عندما صرّح في القناة الوطنيّة بأنّ كلّ ما تشهده البلاد التونسية اليوم هو كلام عابر ، أي أنّنا ما زلنا في فترة لا يزال فيها الكلام حبرا على ورق، وأين هو الفعل؟
يبقى هذا السؤال مطروحا لا نجد إجابة عنه، فكلّ الكتّاب والصحفيين حياتهم أضحت مهدّدة بسبب ما أفرزه الاختلاف، فاليوم نرى مرضا دينيّا ، بما معناه ثمّة فئة بتونس استولت على كلّ ثروات البلاد خلسة باسم الشريعة والفهم الخاطئ لها. فقد ركزوا اهتمامهم بمسائل النقاب والكفر والإلحاد ، وأهملوا القضايا الكبرى كالبطالة الّتي جعلت تونس كالعجوز المريض بلا دواء ، فالكلّ يركض وراء كرسيّ رئاسيّ تداعبه غرائزه كما يقول نيتشه : كلّ دوافعنا الواعيّة هي مظاهر سطحيّة ، فورائها يقوم صراع غرائزنا ، وهو صراع من أجل السلطة .
إلاّ أنّ تونس في هذا الوقت تكابد عديد المتاعب التي تعترضها في كل الأزمنة والأمكنة وذلك بافتكاك الاستراتيجيات المحكمة من الدول العظمى ، محاولة في ذلك معالجة داء الجهل العميق . فالمثقف هو الوحيد القادر على الرفع من شأن بلاده وذلك بحذاء فكره وإبداعه المتواصل كما يقول الفارابي : المتعقل يصحّح الغاية بالفضيلة التي فيه ويصحّح ما يؤديّ إلى الغاية بجودة الرويّة .
غير أنّنا اليوم في حاجة ملّحة إلى إعلان حرب قويّة تجاه كلّ فكر رجعيّ، ولكي نتخلّص من قيود الهم كما يقول هايدغير.
فالفكر التونسيّ يحمل بين طياته فيروسا خطيرا يفرض مزج الماضي بالحاضر البائس، فالتأثير السلطويّ اليوم ولّد ديالكتيكيّة عنيفة في المجتمع التونسيّ ، إذ لا بدّ من تغيير مفهوم مجتمعنا من مجتمع ازدواجيّ ، ثنائيّ إلى مجتمع أحاديّ متماسك الأطراف ، وهذا ما نطالب به اليوم الحكومة الجديدة ، فالحثّ على تكوين سلطة معتدلة هو حافز التقدّم والرقيّ وتحقيق التنميّة المستدامة والنهوض بالاقتصاد التونسيّ الذي تدنّى في فترة الثورة ، لذلك يحتّم القضاء على أشكال العنف ونزع كلّ الأقنعة والرموز المزيّفة المليئة بعالم المغالطات ، والتي تتحرّك لتبتلع أموال البلاد .
فكيف يمكن أن تمارس السلطة في ظلّ بعض التحويرات التي شهدتها تونس الحبيبة اليوم؟
08-أيار-2021
18-شباط-2014 | |
09-حزيران-2012 | |
26-أيار-2010 | |
06-نيسان-2010 | |
22-آذار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |