تعالَي إلَيَّ
أنتِ يا من ألبسَ أبانا شعرَكِ كُلَّ الحقولِ
وألبَسني خُفَّ العفنِ
تعالَي
يُرافِقُكِ قَمَرٌ مُعَنَّى
أنهشُ من لحمِهِ مِلءَ فَمِيَ
كُلّما خَلعتِ جَسَدَكِ
فوقَ صمتِ أدراجي
تُغادرينَ منفاكِ
وتبرُدُ عيناكِ قليلاً
تعالَي ولا تتعجَّلي
دعيني أستمرِئُ
رُطوبَةَ خطوِكِ
وألعقُ خوفَكِ الممزوجَ
بشهوةِ الأملِ
تناثَري ما شئتِ أحياءً
إليَّ يعودونَ
الِدُهُم من كُوَّةِ الظُلمةِ
أنا الرجيمةُ
أُعِدُّ لموتِكِ صَخَباً بِدائِيَّاً
وأرمي إليكِ فُتاتَ الغُبارِ
إنَّها ساعةُ الوهمِ
فاغسِلي عن جسدِكِ زبداً جَّئتِني بِهِ
والبسي ثوبَ الظلِّ
جحيمٌ أؤجِّجُهُ
أنحَتُهُ بمزاميلِ الفيءِ
مُرهقةً مُضطرِبةً
عَبَثاً تُهروِلينَ نحوَ بُؤرةِ الضوءِ
بارِدةً مُثلِجَةً يداكِ
تفتحُ بوّابةَ الشكِّ
فلا يقينَ لا يقينُ
تهادَي بِبُطءٍ أكثر
تحملينَ وردةَ للذُّبُولِ
وقدحاً للثَمَلِ
ثمّةَ صرخةٌ في صدرِكِ سَتُبَحُّ
وَطِينُكِ المُتخَمُ بآهاتِهِ
سيُجَفِّفهُ الشَّرَرُ
اخلعي ملابِسَكِ إذن
سأتعرّى أنا الأُخرى
اخلعي إِرثَكِ
وادخُلي في غيبوبةِ الوقتِ
أنتِ لستِ سِوى أنا
شيطانةَ اللذةِ
وأنا لستُ سِوى
آلِهةً للعفنْ.

سامراء اسماعيل