صمت الكليم
2008-02-06
مختارات من قصيدة طويلة
فاتحة..
سألتها في حنوٍ..
هل تدخلين الجنة؟
فأجابت بوقار نبيل..
عندما أقف أمام الله - جل جلاله -
سأتقبل عطاياه برضا تام
دون أن أطالبه بأي تعويض عن عذابي !!
1
هناك
و لا هناك هناك
كانت تقطف الأضواء
و لم تكن الطبيعة قد
تراءت - بعد - في الأسماء
مشى حزن إلى حزنٍ
و ماء في اتجاه
الماء
2
أكان علّ أن أسعى إلي شجر من النسيان؟
إلى عرى و عصيان جليل يبدع العرفان؟
ليبتدئ الحوار الفذ بين الله و الإنسان !!
3
أجل لابد من حواء كي تنسى
و من آدم
و من غار نربي فيه شوق العاشق الخاتم
و من سر يسمّى الحب
ننجب باسمه العالم
4
طلبت السر للدنيا فألهاني عن الدنيا
و حين أجاءني للغار
قال عزاؤك الرؤيا
فقلت : أنا الفتى الأميّ
قال تحمل الوحيا
5
هنا دكّ السنا جبلي
و سُمّيت الكليم هناك
و قيل اذهب
فقلت أرى
فقيل كفاك قيل كفاك
إذا ألقوا لك الأسحار يا موسى
فألقِ عصاك
6
كأني يوسف الصدّيق يجتاز الصراط الصعب.
به همّت و همّ بها
و حين إذن أضاء القلب
رأى برهانه الأعلى
و لا برهان إلا الحب
7
طلبتُ هوى التي احتجبت
و زالت باسمها الحجُبُ
و قلت القلب مسكنها
و كل جوارحي قلبُ
أليس الحب أن يمضي المحبُّ و يخلد الحب
8
فإن نوديتُ كيف بدأتَ؟
قلت خلعت أوحالي
و كيف عرفت سرَّ القرب ؟
قلت الحب أوحى لي
فلم يبلغ بنو الدنيا مقامي فيكِ أو حالي
9
أنا المبعوث باسم الحب من مهدي إلى لحدي
إذا نادى فوارسهم
حملت لواءهم وحدي
أنا المنذور للأشواق لا عشّاق من بعدي
10
و ليلى العود حين يئن
و الأطيار إذ تسجع
و ليلى الروح حين تحنّ
و الأنوار إذ تسطع
أشارت لي بإصبعها
و قلبي خاتم الإصبع
11
هي الأزهار
و الأشجار
و الأعطار
و الأنهار
هي الأشواق و المشتاق
و الغُيّاب و الحُضّار
هي المتألق المكشوف
و المحفوف بالأسرار
12
هي الشعر الذي يأتي
فأذهب حيثما يذهب
هي القلب الذي يمليه
و القلم الذي يكتب
هي الشادي الذي يجلوه
و الجمع الذي يطرب
13
جميع جوارحي سجدت
و ماء وضوئها
شوقي
فإن أخفيتُ ما حُمِّلتُ من وجدٍ
و من توقِ
رأى أهل المحبة في جبيني غُرّة العشق
14
لكل الناس في ليلاتهم ليلٌ
و لي ليلَى
و ليلى وحدها وحدي
و لكن وحدها أعلى
فما حلّت بعاشقها
و لكن الفتى ولّى
15
لها المجد
الفؤاد يذوب
و الكلمات لا ترقى
زوالي زال
حين بلغت سِدرة حبها الأبقى
و قلتُ خلقتِني عشقاً
أميتيني إذن عشقا
16
أعوذ بمن أعذبُ فيه
من حسٍ بتعذيبي
أعوذ بواهب الأشواق من هبةٍ و موهوبِ
فمشغولٌ أنا عنّي
و عن حبي
بمحبوبي
17
و مشغولٌ
بصدق الوحي عن إيحاء أشعاري
و مشغولٌ بشمس الحب
عن حبي لأقماري
و مشغولٌ بلحظ النور
عن خوفي من النارِ
18
سأخبر موقدي النيران
أنّي غائبٌ و مقيم
و أن النار
غير النار
إن كان الفؤاد يهيم
ستعجز نار " إبراهيمَ "
عن تعذيب " إبراهيم "
19
إذا عزّ القاء
هتفتُ
يا شمس الضحى غيبي
فمنذ غياب هذا الحسن
حزني حزن يغقوبِ
و قد نهب الأسى روحي
فأين فميص محبوبي
20
أنادي في ليالي البعد
أيام الرؤى مرت
كأن القلب لم يسعد بها
و العين ما قرّت
سواءٌ بعدكِ الأيام
إن ساءت و إن سرّت
21
أما أعطيتِني الأسباب
ثم قطعتِ أسبابي
فلا الأعداء أعدائي
و لا الأحباب أحبابي
فكيف حجبتِني بالخلق ثم حجبت حُجّابي
22
و أنتِ وقفتِ بي في الرمز
ثم حرمتِني التفسير
و قلتِ النورُ
ليس له من الأسماء إلا النور
قطوف الحبِّ دانيةٌ
و لكن القبور قبور
23
و أنت وقفتِ بي في الصمت
ثم هتفتِ بي غنِّ
فقلتُ
الحتف دون الوصفِ
إن الشعر لا يغني
فأنتِ منحتِني إيّاه
ثم أخذتِه منّي
24
أتيتُ
و أترك الدنيا
قريرا سالم الصدر
صلاة محبّتي شعري
زكاة محبتي عمري
أحاذر رِدّةً في الحب ليس لها " أبو بكرِ "
25
لقد ضاق الحصار
و بابنا للملتقى
طعنة
و ليس وراءها
إلا قميص يقطر الفتنة
أنا أتممت فيكِ الصوم
و الإفطار في الجنّة
26
و كم من مدّعٍ في العشق
كم من كاذبٍ وَصَفَه
و نحن ملوك أهل العشق
نعرف وحدنا شَرفَه
لقد ذقنا فصدّقنا
و من ذاق الهوى عَرفَه
27
أحبُّ
كأن رابعةً أضائت
فيَّ وأتلقت
بأحداقي
فإن نطَقَت بَكَت
و إذا بَكَت نَطَقَت
وإن نَظَرَت
رَأَت سفن الرجوع جميعها احترقت
28
أما أوقفتِني في المحوِ ثم
هتفتِ أنت بنا
فُتِنتَ عن السّنا حيناً
و حين دنوتَ منه دنا
فقلتُ لمن أكون الآن؟
قلتِ الآن أنت لنا
29
أنا لكِ
منكِ
فيكِ
إليكِ
من أزلٍ إلى أبدِ
و من روحٍ بلا جسدٍ
إلى روحٍ بلا جسدِ
و من أحدٍ إلى كلٍ
و من كلٍ إلى أحدِ
30
و حسبي
لذّتي في الوجد
إن لم أدرك الموجود
و أن أهبَ الذي أُعطَي
لكي أعطي بغير حدود
ليبقى حبنا
رمزاً لوحدانية التوحيد
أحمد بخيت
(صمتُ الكليم)
08-أيار-2021
12-آب-2008 | |
04-آب-2008 | |
06-شباط-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |