مختارات من أشعار رياض الصالح الحسين ج2
خاص ألف
2012-06-24
(( ديوان بسيطٌ كالماء .. واضحٌ كطلقةِ مسدس ))
....
أرقام *
....
لدينا كل شيء
مليون رغيف لمليون جائع
مليون قبلة لمليون عاشق
مليون بيت لمليون متشرِّد
مليون كتاب لمليون تلميذ
مليون سرير لمليون متعب
لدينا كل شيء:
للصيف لدينا بحر
و للشتاء لدينا مدافئ
للقطارات محطَّات كثيرة
و للسوَّاح آثار و آلات تصوير.
لدينا كل شيء
سوى أن أغلبنا لا يملكون النقود و الرصاص
لذلك من الأفضل ألاَّ نتفاءل كثيرًا.
***
الحريَّة *
....
لا فائدة من الصراخ
ما دام الصوت لا يخرج من زنزانة الفم
لا فائدة من البكاء
ما دامت المناديل لا تكفي لتجفيف الدموع
لا فائدة من الطريق
ما دامت الأقدام مدجَّجة بالسلاسل
لا فائدة من الثياب
ما دام الجسد مملوءًا بالسكاكين
لا فائدة من الحبّ
ما دامت القبلة جريمة قانونيَّة
لا فائدة من الرغيف
ما دام القلب سيظلُّ جائعًا
لا فائدة منِّي
ما دمت سأموت دون رغبة
و ثمَّة فائدة لكلِّ هؤلاء
عندما نمضغ عنب الحريَّة !.
***
أيَّتُها الأحجار استمعي إلى الموسيقى *
....
البداية غدًا
و غدًا ليس ربطة عنق أو حذاء فاخرًا
البداية غدًا
و غدًا ليس كلمات متقاطعة أو مؤتمر هافانا
البداية غدًا
و غدًا تحت المقصلة أو بين السلاسل
سأطالب بالحياة الجديدة
فالحياة التي يتحدَّثون عنها في الكتب
و الحياة التي نراها في الإعلانات التلفزيونيّة
و الحياة التي تنام على الأرصفة
ليست هي الحياة التي نريد
....
غداً ..
لن أتحدَّث عن آلام المسيح
كما يتوقَّع نجَّارو الصلبان
و لن ألعب مع الأطفال
كيلا توبّخني منظمة اليونيسيف
فغدًا...
ببساطة و يأس شديدين
سأمدُّ قلبي و أطالب فقط:
بالعمل و الخبز و الكتب و الأمن و السفر و... إلى آخره
....
لست بائع خردوات
و لا مهرِّب دخان مارلبورو
و لا أملك مسدَّسًا لأنتحر
و لا قنبلة لأخطف طائرة
لم أبع قلبي بالمزاد العلني
و لم اشترِ الويسكي من السوق الحرَّة
لم أقتل رجلاً
و لم أصفع امرأة بوردة
فلماذا... لماذا
أيَّتُها الأحجار التي لا تحبُّ الموسيقى
كُلَّما شاهدني حفَّارو القبور
يفركون أيديهم بغبطة
و يدعونني لزيارتهم؟.
....
منذ السكاكين الحجريَّة
و حتَّى أطفال الأنابيب
ما زلتُ أبحث عن الحريَّة...
أنام و أغنِّي
أعمل و أعصر المناديل
أنتظر و أقشِّر البصل
و في الصباح أو في المساء
في السابعة أو الرابعة و العشرين
أدخل الحجرة و أجلس
أنا: قلب أبيض و يدان زرقاوان
...
نحن أبناء الغد
ما زلنا ننام في المقابر
المقابر التي
بين أشجار الليمون و بنادق القنَّاصة
نحن أبناء الغد
ما زلنا نقف تحت السماء الصغيرة
و قرب هذا العالم المسكين
(البارحة و اليوم و غدًا)
و نمدُّ قلوبنا إلى المارَّة:
- أغنية أيُّها الأصدقاء
قبلة ايُّها الإخوة
قبلة و أغنية من أجل الله
قبلة لليوم الأوَّل من السنة
و أغنية لليوم الأخير
....
غداً...
لا تهرب منِّي
إلى الشوارع الكئيبة
فتحت لك الباب
تعال. أدخل. قبِّلني.
حدِّثني. نم معي.
فعند المنعطف ينتظرونك
ببندقيَّة ملقَّمة
....
النهاية غدًا:
البارحة تعارفنا
اليوم قبَّلتك
و غدًا سنفترق.
البداية غدًا:
البارحة حدثت المذبحة
اليوم دفنوا الموتى
و غدًا ستحدث مذبحة جديدة.
....
غدًا، صديق قديم:
(إنَّهم يموتون بالآلاف في سجون سانتياغو)
غدًا، فلكي عجوز:
(برج الحوت سيذهب إلى الجحيم)
غدًا، فلاَّحة طويلة:
(الأمطار قليلة هذا العالم)
غدًا...
رسالة إلى امرأة مجهولة:
(أريد أن أحدِّثك طوال شهر أيلول).
...
حارٌّ كجمرة
بسيط كالماء
واضح كطلقة مسدَّس
و أريد أن أحيا
ألا يكفي هذا
أيَّتُها الأحجار التي لا تحبُّ الموسيقى؟.
رياض الصالح الحسين
دار الجرمق - دمشق 1982
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2014 | |
24-حزيران-2012 | |
28-أيار-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |