تلاشي / نص
خاص ألف
2012-09-12
في زاويةٍ وجدتَ نفسك
في ليلةٍ
في يوم عبثاً تتذكر، لكنّ الذاكرة من طقوسها النسيان
ربما أنت إنسان...
وحروفك ذاتها في النسيان
رسمُ الحرف الأول (ن ): لهُ طابعُ الاحتضان، ونقطة النون هي أنت!
- أنتَ أيها النقطة، منْ تضعُ حرفاً في المكان، وحرفاً في اللامكان، لكن الحرف الذي وضعته في اللامكان سيشغلك أكثر، لطالما كانت العين يشوقها إكمالُ مشهدٍ منقوص.
(س) : مغرٍ ذاك الطريق بالعبور، مستوٍ ممهد، يختلفُ رسمهُ بحسبِ نوع الخطِّ (مسننٌ، أو غير مسنن)، لكنّه لن يبقى على استوائه أبداً، سيبقى البصر إلى أفقهِ الممهّد، يرنو حاملاً جسدكَ ريشةً حتى تُشاكَ بأحدِ أسنانِ السين؛ علاقةٌ شبهُ غامضةٍ بين الأسنان والسين.
(إنها ياصاحبي إرهاصات الحروف).
إن اخترتَ كتابتهُ مستغنياً عن اسنانهِ سيغدو الطريق غادراً، حريرياً في مسلكه، وحشياً في سقطته، عندما يميلُ بانزلاقٍ في قعر السين، وتستقرُّ جاثياً في صحنه، قد يُخيل إليكَ.
إنّكَ ما زلتَ في احتضان النونِ، لكنَّ ناظريكَ كبُرا عمراً، وسيُدركان معك، أنّكَ في مهوى السين حقاً، وأنّ النقطة (أنت) تلاشت.
وقد أصبحتَ في حفرةٍ تحضنُ سقطتَك، وليستْ تحضُنك.
لنْ تطولَ ظلمةُ الحفرةِ ستلفظكَ للأعلى، لتكونَ أكثرَ من نقطة!!
أنت الآن نقطتان!
(ي): لقد أصبحَ تلاشيكَ واضحاً أكثرُ وتسرّب إلى كينونتك، والآن أنتَ تبحثُ عن نفسكَ في إحدى النقطتين، ستضيعُ زمناً، وأنتَ تبحثُ، لكنّ تراكمَ التلاشي في زمان ومكان واحد سيصيّرك طريقاً لترسم حرف الياء.
كم فيه من شماته العابرين! كما فيه احتقار نفسكَ من ذاتك، ركونٌ في ظلمةٍ، وتسيل قطراتُ الحنينِ للتلاشي، ما يظهر للعينين منها قطرتان فقط!!
(ا): لكنّك لمْ تعُد طريقاً، لقد امتدّ تلاشيكَ عمودياً، ليُصبح سلّماً وجهَتهُ السماء، لقد شبّ فيكَ حبُّ السقوط، وأصبحتْ ذراعاكَ أطولُ تُلامس الغيمَ أنّى تشاء، وقدماكَ أسرعُ لتقفزَ ببراعةٍ من هوّة التلاشي، وتصطدمُ بسقفِ السماء – إنه رسم حرف الألف –
وكلما اصطدمتَ بالسماء عُدت من جديد للحضن الأوسع (التراب)، عندما يحضنك ستخرج من المحدود إلى اللامحدود!
التلاشي هو مشروع لدخول اللامحدود.
08-أيار-2021
12-أيلول-2012 | |
29-تشرين الثاني-2011 | |
15-تشرين الأول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |