انتخبوا الدكتور عبد الباسط
خاص ألف
2012-10-09
ـ أخي.. ما هذا الفيلم المصري، الأثري، الذي تتفرّج عليه؟
° إنه فيلم " انتخبوا الدكتور عبد الباسط " لعادل إمام. وكما تعلم، فإنني أهوى إعادة مشاهدة الأفلام القديمة.
ـ يبدو لي أنّ " الدكتور عبد الباسط " هوَ من الأهميّة، حتى أن عادل إمام قام بتمثيل دورَه.
° معلوم. إنه عَلمٌ على رأسه نارُ.
ـ نارُ أم عارُ..؟؟
° لا، لا. هذا غير الذي بالي ببالك.
ـ يعني، مجرّد تشابه أسماء وألقاب؟
° إلى حدّ ما..
ـ وما هذا اللغز، أيضاً؟
° قصدي أنّ بعض ما نراه في الأفلام، من قصص وشخصيات، يمكن أن نعثر عليه أحياناً في حياتنا اليومية.
ـ وما هوَ وجه الشبه، لو تكرّمت، بين قصّة الفيلم وحياتنا المُعترة..؟
° سأوضحه لاحقاً. إنما يجب القول أنّ " الدكتور عبد الباسط " لم يكن طبيباً، مثلما هوَ حال " الدكتور بشار "؛ الذي يُعتر حياتنا، حالياً.
ـ قصدك، الدكتور الذي تحوّل إلى دكتاتور؟؟
° نعم. المهم أنّ الآخر، " الدكتور عبد الباسط " كان بحَسَب الفيلم أستاذاً في الجامعة، يعيش مستوراً مع عائلته إلى أن دهمت فكرة غريبة رأسَه.
ـ وما هيَ هذه الفكرة؟
° أن يخون حرمَته.
ـ يا ساتر. وماذا جرى بعد ذلك؟
° عندما تحصل الخيانة، يتورّط صاحبنا بجريمة.
ـ طبعاً، جريمة خيانته لأمّته.. أقصد، خيانته لحرمَته.
° بل إنه يقتل رجلاً، بطريق الخطأ، عندما كان يعاشر إحدى المومسات.
ـ يبدو لي أن طريقه كله خطأ بخطأ..؟
° كان المسكين، في حياته الأسريّة، مقموعاً ومكبوتاً.
ـ وهل هذا ما يُبرّر الخيانة؟
° يا سيدي.. هيَ قصّة فيلم لا راحت ولا جاءت.
ـ ولكن، لِمَ عنوان هذا الفيلم " انتخبوا الدكتور عبد الباسط "؟
° لأنّ صاحبنا، على الرغم من خيانته وجريمته، يتقدّم لانتخابات مجلس الشعب وينجح في ذلك.
ـ ولا تقل لي، أنهم انتخبوه فيما بعد لرئاسة المجـــــلس على الرغم من كذا وكذا..؟؟
° كان ليَحصل ذلك، لو أنّ مخرج الفيلم هوَ الشيخ البيانوني ما غيره.
ـ والآن، يا صديقي، نأتي إلى الشبيه..
° يَخلق من الشبه أربعين دكتوراً عبد الباسطأ.
ـ سبحان الله. هذا مع العلم أنّ " بروفايل " الدكتور عبد الباسط سيدا، المُثبت في صحيفة الشرق الأوسط منذ ثلاثة اشهر، يوحي للقراء بأنهم أمام سيرة نيلسون مانديلا.
° على فكرة، هل تعرف من هوَ " مانديلا سوريّة "..؟
ـ أجل، إنه المعارض العريق رياض الترك.
° وإذن، اسمع هذه القصّة. كان الترك في جولة بالدول الأوروبية، قبل بضعة أعوام، فحضرَ له الدكتور عبد الباسط ندوة سياسية. صاحبنا، وبما أنه يشيل دكتوراه بالفلسفة، فقد نهض لكي يتفلسف على المُعارض. هنا، قال هذا للدكتور: " كلامك دخلَ من هنا وخرجَ من هنا "، مُشيراً بيده إلى أذنيه..
ـ الله ستر أنه لم يشر إلى مكان آخر.
° المصيبة، أنّ الدكتور قدّم نفسه في تلك المحاضرة كمتحدّث باسم كرد سورية.
ـ ولهذا السبب، مؤكَّداً، لا أحد يفهم بعدُ ماذا يريد الكرد في سورية. فأمثال هذا الدكتور، المتفلسف، هم من يخرجون على الناس في الندوات والفضائيات بتأتأتهم ولعثمتهم وتخلّفهم وعقدهم ووو..
° والأدهى، أن يُصبح شخصٌ بهذا المستوى ممثلاً للشعب السوريّ كله.
ـ وهكذا ضاعت ثورتنا، أو كادت، بين الشيخ البيانوني والشيخ حمد..
° ولا تنسَ فضيلة الشيخ اردوغان.
ـ لا، ولن أنسى " بروفايل " تلك الصحيفة السعودية؛ الذي وردَ فيه أن الدكتور عبد الباسط سيدا قادَ عدّة انتفاضات في سورية قبل سفره إلى ليبيا ومن ثمّ هجرته إلى السويد..
° الله أكبر. ومن المؤكّد، أيضاً، أنه هو من أشعل انتفاضتي سجن أبو سليم ومدينة بنغازي؟؟
ـ يبدو أنّ أحمقي نجاد على حق في تبشيره بقرب ظهور المهدي المنتظر، الذي يسبقه ظهور الدجال..
° نحن في زمن الدجالين، الأقزام.
ـ لو لم يكن دكتورنا دجالاً، هل يقبل بأن يقدّم معلومات لتلك الصحيفة السعودية على أساس أنه يُدرِّس الفلسفة والآشوريات في الجامعات السويدية؛ بينما هوَ أستاذ للعربي في احدى المدارس الابتدائية هناك؟؟
° العمى.. حتى قرينه، " الدكتور عبد الباسط " في فيلم عادل إمام، كان أستاذاً جامعياً.
ـ ناهيك عن أمثلة النصب والاحتيال على اتحاد الأدباء السويديين؛ وهوَ من انتخبَ رئيساً للمجـلس الوطني السوري على أساس النزاهة والاستقامة.
° وما دخل دكتورنا، الفيلسوف، في الأدب؟
ـ زيادة في الاستثمار، يا صديقي. ففي سبيل أن يصبح عضواً باتحاد الأدباء السويدي، قام بخربشة بضع مقالات نقديّة شبيهة بمقالاته السياسية..
° احم.
ـ وما أسرع ان حصل دكتورنا من ذلك الاتحاد على إقامة لعدة أشهر في جزيرة يونانية، في سبيل تأليف كتاب. ثمّ جمعَ مقالاته السياسية، المنشورة سابقاً في صفحة القراء بموقع انترنيت سعودي، فطبعها ضمن كتاب في مدينة السليمانية ( بدعم من معلّمه جلال الطالباني ). وزعمَ للسويديين أنه قام بتأليف الكتاب تحت ظلال التين والزيتون، في تلك الجزيرة الإغريقية.
° اللهمّ زد في استثماراته وبارك..
ـ حتى إذا حضرَ جمال الغيطاني، الروائي المصري الشهير، لكي يشترك في مؤتمر أدبي في استوكهولم، فإنّ اتحاد الكتاب السويديين كلفوا الدكتور عبد الباسط بأن يكون مرافقاُ له. وبما أنّ صاحبنا لم يكن قد قرأ شيئاً للغيطاني، فإنه أسرع يستعير بعض مؤلفاته من صديق مهتمّ بالنقد الأدبي و...
° ولكن، كان من المفترض أن يرشح دكتورنا صديقَهُ نفسه للمهمّة؟
ـ استغفر ربّك، يا رجل. فمن إذن سيتبروَظ أمام الغيطاني والأدباء الآخرين؟؟
° والاستثمارات؛ أهمّ شيء هيَ الاستثمارات.
ـ الأكثر شناعة أنّ الدكتور عبد الباسط، وهوَ أحد أزلام جلال الطالباني داخل الحركة الكردية، يتمّ انتخابه كرئيس للمجلس الوطني السوري و...
° وألم يُعزي دكتورنا الأرملة السوداء في استشهاد زوجها، آصف شوكت؟؟
ـ هذا ما كان يجدر به، حقاً. فمنذ عدّة أشهر يتحدّث العالمُ عن المناطق المحررة في بلادنا، بينما رئيس المعارضة العتيد لم يرَ حتى الآن الحدودَ التركيّة، ولو لمجرّد زيارة استعراضية لمخيمات النازحين. وبينما يقدّم الناس أرواحهم كل دقيقة، فإن ممثل ثورتهم يتكرّش يوماً بعد يوم بفضل مطاعم ومقاصف أوتيلات الخمس نجوم.
° والتين والزيتون وطور سنين.. وهذا الدجال السمين.
[email protected]
08-أيار-2021
04-آب-2013 | |
27-تموز-2013 | |
18-تموز-2013 | |
11-تموز-2013 | |
06-تموز-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |