نزار نيّوف؛ شبيّح بلا حدود
خاص ألف
2012-10-19
ـ أخي، ما الذي كان يضحكك إلى هذا الحدّ، حتى انقلبت على قفاك؟
° كنتُ اقرأ رسالة نزار نيّوف، ما غيره، إلى منظمة " مراسلون بلا حدود ".
ـ أليست هيَ المنظمة، التي منحته جائزتها عندما كان معتقلاً سياحياً.. أقصد، معتقلاً سياسياً؟؟
° والآن، يا سيدي، يعلن في رسالته عن نيّته إعادة تلك الجائزة لأصحابها.
ـ خير، يا طير؟
° انتظر، سأقرأ لك بعضاً مما ورد في رسالته: " لا أستطيع الاحتفاظ بجائزة ممنوحة من قبل منظمة تموّلها المخابرات المركزية الأمريكية ( عبر وكالة التنمية الأمريكية )، المنظمة الإجرامية التي يحفل تاريخها بالجرائم الدموية، ويدير ضباطها في هذه اللحظة عمليات القتل والتخريب في بلادي "..
ـ كان ينقصه القول، أنّ المخابرات المركزية الأمريكية ( وعبر 17 فرع مخابرات يمتلكها النظام الأسدي )، هيَ من تدير عمليات القتل والتخريب في بلاده جنباً لجنب مع الفرقة الرابعة والشبيحة؟؟
° لا، لا تكفر بنعمة ربك. فهذه الفروع الأمنية، اللهمّ يزيد في عددها ويبارك، مهمّتها حماية البلد من المؤامرة الكونية التي نجحت في اسقاط بن علي ومبارك والقذافي وصالح، قبل أن يفشلها الأسد بمؤازرة روسية والصين وإيران والعراق ولبنان حزب الله و...
ـ وهيَ البلدان، التي لا تنتمي طبعاً لهذا الكون.
° أما السبب المباشر، الذي حدا بمعارضنا الكبيـــــر ألا يحتفظ بالجائزة لأكثر من 18 عاماً، لا غير، فها هوَ يوضحه لنا في نفس هذه الرسالة: " من ناحية أخرى، إن تقريركم القذر المنشور في 27 حزيران / يونيو 2012، الذي بررتم فيه ـ ضمناً ـ الهجوم الإرهابي على محطة " الإخبارية " السورية ( على الرغم من أن تنظيماً مرتبطاً بمنظمة " القاعدة " الإرهابية، وأعني " جبهة النصرة "، تبنى رسمياً الهجوم )، كاف بذاته بالنسبة لي كي أعيد لكم الجائزة ".
ـ إذا كان ذاك التقرير، القـــذر، قد صدرَ في شهر حزيران / يونيو الماضي، فلماذا انتظرَ معارضنا، النظيــــف جداً، إلى شهر تشرين الأول / اكتوبر الحالي لكي يعيد لهم الجائزة..؟؟
° هاااا، هنا حطنا الجمّال. لأن فضائيّة " العربية "، كما هو معروف، بدأت مؤخراً بنشر وثائق المراسلات الرسميّة للأسد مع أجهزة استخباراته.
ـ أنت تقصد، ما يسمّى بفضيحة " سوريا ليكس "؟
° نعم.
ـ ولِمَ سيخاف الرّجل من أن يَرِدَ اسمه، لاحقاً، في هذه الوثائق؛ هوَ من يُشبّح جهاراً نهاراً ضد الثورة السورية منذ يومها الأول؟
° لأنه يعتقد بأن لعبته ما زالت غير معروفة للكثيرين، ممن اعتادوا على احترامه بوَصفه معارضاً يسارياً وعلمانياً و...
ـ والدليــــل، أن اسم موقعه التشبيحي، " الحقيقة "، بات منذ بداية الثورة عنواناً للبرنامج السياسي الأهمّ في فضائية " الاخبارية "، التي يتباكى هوَ على تفجير مقرّها واصفاً إياه بـ " الاجراميّ ".
° ولكن الرّجل، للحقيقة، لا يترك مناسبة دونما التنويه بمعاناته من هذا النظام، حيث يقول عنه في الرسالة: " صحيح أن النظام السوري هو واحد من أكثر الدكتاتوريات وحشية في التاريخ، وأنه اعتقلني في زنزانة انفرادية قرابة عشر سنوات، وأخضعني لتعذيب وحشي، وخطف ابنتي كرهينة، لكن وحشيته لا تسوّغ لنا الكذب والتزوير من أجل إدانته، بالنظر لأنه يتوجّب عليّ أن أكون " بديلاً أخلاقياً " وليس فقط " بديلاً سياسياً ".
ـ ما شاء الله على أخلاق ابن نيّوف، المُتجلّية في موقعه التشبيحي؛ حيث الشتائم البذيئة، المقذعة، تنهال على مدار الساعة ليس بحق ممثلي " أكثر الدكتاتوريات وحشية في التاريخ " بل على رؤوس ضحاياها والمكافحين ضدّها.
° إي ياه، المهم أن يكون المعارضُ بديلاً أخلاقياً وليس فقط دليلاً سياحياً.. أعني، أقصد..
ـ مفهوم، مفهوم.
° والمصيبة عندما يتناسى ابن نيّوف حقيقة، أنه كان هوَ أول من لجأ للكذب والتزوير من أجل إدانة هذا النظام؛ أو لسبب آخر على الأرجح. ويبدو أن ذاكرته خانته، فينسى كيف سبق له أن جاء ليتسلّم جائزته في بروكسيل فتأخر عن موعد الحفل لعدّة ساعات، ثمّ دخلَ القاعة ملهوجاً لاهثاً لكي يصرّح للحضور: أنا قادم للتوّ من كمين للمخابرات السورية، الخارجية، حيث اختطفوني وهددوني بأنهم سيقتلونني بسرطان العمود الفقري، الذي أصبت به في السجن و...
ـ " ولا يزال التحقيق مستمراً "؛ فيلم من بطولة محمود ياسين ونبيلة عبيد.
° وكما سيثبت بشكل قاطع خلال الثورة السورية، فإن سبباً آخر كان وراء كذبة اختطاف معارضنا في بروكسيل. إذ كان المطلوب أن يفضحَ البوليسُ البلجيكي هذه التمثيلية، السخيفة، حتى يتمّ إرباك الرأي العام العالمي بحيث يبدو النظام الأسدي وكأنه ضحيّة لمعارضين منافقين ودجّالين يستخدمون الفضائيات لتشويه سمعته النظيــــفة جداً.
ـ آآآه.. وإذن لهذا السبب فإنّ موقع " الحقيقة "، ما غيره، هوَ مصدرُ تسعين في المائة من التقارير الكاذبة، الملفقة، والتي تبنتها الفضائيات العربية منذ 15 آذار عام 2011؟؟
° رحمَ الله والديك. إذ اعتاد هذا الموقع على نشر خبر ما، مثل زعم مقتل الشاب أحمد بياسي تحت التعذيب، ثمّ تصدير الخبر إلى الفضائيات الناطقة بالعربية مشفوعاً بالقول أنه تمّ التأكّد من صحّته من طرف أقارب مدير الموقع، العاملين بالأجهزة الأمنية. فما أن يظهرَ المعتقلُ حياً على تشبيحيّة " الدنيا "، في اليوم التالي مباشرة ً، حتى تخرج علينا " الحقيقة " في خبر آخر يقول أنه تمّ الإيقاع بالفضائيات العربية المتآمرة على قلعة المقاومة والممانعة.
ـ فعلاً، قمّة الأخلاق المهنية.
° وها هوَ صاحبنا يؤكّد في رسالته حيثيات تنازله عن جائزة الاستخبارات المركزية الأمريكية: " أخلاقياً، لا أقبل " تسويقكم " ودفاعكم عن نصابين ومزورين بوصفهم " مواطنين صحفيين " ( من يقومون بتصوير أشرطة الفيديو ويديرون شبكات " الثورة السورية " ). ناهيكم عن أنهم برهنوا في معظمهم أنهم مجرمون منخرطون في ميليشيات إسلامية إرهابية. إن هؤلاء " المواطنين الصحفيين " شاركوا في واحدة من أكثر عمليات الدعاية قذارة واحتيالاً منذ الحرب العالمية الثانية بهدف خداع الرأي العام ".
ـ يعني المقصود من هذا الكلام، أنه منذ زمن النازية لم يتعرّض نظامٌ مُشابهٌ لعمليات دعاية قذرة واحتيال بحجم العمليات التي قامَ بها المطالبون بالحرية والكرامة في سورية؟؟
° وبحق من قام هؤلاء بهذه العمليات؛ بحق: " واحد من أكثر الدكتاتوريات وحشية في التاريخ "، على حدّ تعبير المعارض المعتقل عشر سنوات وو.. الخ.
ـ فتأمّــــل، يا رعاك الله.
° وهوَ يريد أن يحرّك مشاعرَ الغرب، المرهفة؛ والتي لا تهتز من صور عشرات الأطفال والنساء المقتولين يومياً ذبحاً وحرقاً على يد الشبيحة، أكثر ما يُزعجها أيّ تقرير عن " المجرمين المنخرطين في ميليشيات اسلامية ارهابية ".
ـ وماذا عن ميليشيات نصرولا والصّدر ونجاد؛ أم أن هؤلاء هم أيضاً يساريون وعلمانيون على شاكلة صاحبنا، المعارض؟
° لا أستغرب أن يجعلهم كذلك. ألا تتذكّر مقالته، التي نشرها قبل بضع سنوات، والتي يذكر فيها أن العقيد فلان ( من الضيعة الضايعة ما غيرها )، كان تروتسكياً يتناقش في أمور الفلسفة الماركسية مع سجناء المعتقل الذي يُديره؟؟
ـ والمؤكّد أنه كان يتناقش مع صاحبنا في الفيلا وليس في زنزانته الانفرادية تلك، التي قضى فيها عشرة أع أع أعوام.
° على ذلك، فإنّ من المؤكّد، أيضاً، أن تقوم منظمة " شبيحة بلا حدود " بمنح جائزتها لهذا العام للمعارض الكبير نزار نيّوف و...
ـ وخصوصاً، بعدما رمى جائزة وكالة الاستخبارات الأمريكية في وجوه أصحابها المتآمرين على واحد من أكثر ديكتاتوريات التاريخ وحشية ً.
[email protected]
08-أيار-2021
04-آب-2013 | |
27-تموز-2013 | |
18-تموز-2013 | |
11-تموز-2013 | |
06-تموز-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |