Alef Logo
الآن هنا
              

اليوم العالمي لحقوق الإنسان مناسبة لتصحيح مسار الثورة

وائل السواح

خاص ألف

2012-12-11

اليوم العالمي لحقوق الإنسان مناسبة لتصحيح مسار الثورة السورية
للعام الثاني على التوالي يمر اليوم العالمي لحقوق الإنسان والسوريون يعيشون في أسوأ ظروف تمر فيها سورية في تاريخها الحديث. فشلال الدم متواصل والخراب صار سمة المدن والبلدات والقرى السورية عموما.
ووفق بيان أصدره المركز السوري للدراسات القانونية، فاق عدد الضحايا من المدنيين الأربعين ألفا، أكثر من خمسة آلاف منهم من النساء والأطفال. وعدد الجرحى والمعاقين يتعدى المئة ألف في ظروف تفتقر لتقديم الرعاية الطبية اللازمة واستهداف للأطباء والمسعفين الذين يقدمون هذه المساعدة . وأعداد المهجرين داخليا تجاوز ثلاثة ملايين والمهجرين خارجيا قارب المليون وجميعهم بحاجة لدعم إنساني للسكن ولحاجاتهم اليومية من ملبس وطعام وبحاجة لرعاية صحية قلما يجدوها
وبلغ حجم الدمار للمنازل والمناطق السكنية المدنية نتيجة القصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة نسبة مرعبة تتجاوز 50% في بعض المناطق بين دار كلي وجزئي. وباتت مناطق بأكملها من سورية تشبه مثل مدينتي لندن أو درسدن خلال الحرب العالمية الثانية. ورغم أنه لا يوجد أية أعداد دقيقة عن المعتقلين السوريين فإن ابسط التقديرات تربو عن الستين ألف معتقل،، يعيشون في ظروف إنسانية وصحية بالغة السوء ويتعرضون لمختلف أنواع التعذيب التي تصل لحد الوصف بالوحشي وأدت إلى وفاة أكثر من ألف بالمعتقلات نتيجة التعذيب أو الوضع غير الصحي. ومعظمهم محتجز قسريا لفترات تصل إلى أكثر من سنة للبعض دون أن يعلم أهله عن مكانه أو يقدم للقضاء أو يسمح للمحامين بالدفاع عنه. وتستخدم أماكن احتجاز غير قانونية وغير شرعية ولا تتوفر فيها الحدود الدنيا للظروف الإنسانية كالقطعات العسكرية كمطار المزة العسكري ومقر قيادة الفرقة الرابعة ومطار النيرب العسكري ومركز نجها العسكري ومركز الشرطة العسكرية بالقابون وأقبية الفروع الأمنية بمختلف أنواعها , ونخص بالذكر حالات الأطفال والنساء واعتقال المحامين الذين ما زال منهم قيد الاعتقال أكثر من أربعين محاميا وحالات اعتقال الأطباء وعناصر الإغاثة من الهلال الأحمر والمسعفين بتهم تقديم المساعدة الطبية للمصابين والنشطاء السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان والإعلاميين.
ومن جانب آخر، تقوم بعض قوى المعارضة المسلحة بخروقات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان اليوم الثلاثاء ان جماعات معارضة مسلحة في سوريا خطفت وعذبت وأعدمت أفرادا من قوات الامن السورية ومؤيدين للنظام اسوري.
وقالت سارة ليا واطسون مديرة الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش في رسالة مفتوحة لجماعات المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري "التكتيكات الوحشية التي تنتهجها الحكومة السورية لا تبرر انتهاكات جماعات المعارضة المسلحة."
كما تستخدم بعض أطياف المعارضة المسلحة الأطفال الأطفال في القتال وفي نقل الأسلحة وأعمال المراقبة. وفي تقرير منفصل، قالت هيومن رايتس ووتش إن جماعات معارضة مسلحة تقاتل في سوريا تستخدم أطفالاً في القتال وفي أغراض عسكرية أخرى. وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنه قد اتضح لها "وجود أطفال في سن قد تبلغ 14 عاماً يخدمون في ثلاث كتائب معارضة على الأقل، وينقلون الأسلحة والإمدادات ويقومون بأعمال مراقبة". وأضافت أن أطفالا في سن 16 عاماً شوهدوا يحملون السلاح ويقاتلون ضد قوات الحكومة. وطالبت المنظمة الحقوقية قادة المعارضة بالقيام "بتعهدات علنية بإنهاء هذه الممارسة وبحظر استخدام أي شخص تحت 18 عاماً لأغراض عسكرية، ولو حتى على أساس تطوعي".
وبينما لا يقارن حجم خرق المعارضة لحقوق الإنسان بالحجم الهائل لخرق النظام في سورية، وبينما نؤكد على أن النظام يتحمل مسؤولية أكثر من 90% من حمام الدم الدائر في البلاد، فإن من واجب السوريين أن يتذكروا أن ثورتهم في الأساس قد قامت على أساس قيم تختلف عن قيم النظام. ففي مواجهة القمع والقتل والتدمير والاعتقال، قامت الثورة من أجل تحقيق قيم الكرامة والعدالة وحرية التعبير لجميع السوريين بمعزل عن انتمائهم الديني أو العرقي أو الجندري.
يمكن لليوم العالمي لحقوق الإنسان أن يكون مناسبة لتصحيح الأوضاع في سورية، عبر تعهد حقيقي مخلص تقوم به كافة فئات المعارضة بالحفاظ على هدف الثورة في بناء دولة مدنية ديمقراطية، تقوم على أساس حق الأغلبية السياسية (وليست الدينية أو القومية) في الحكم، وحق الأقلية في الوجود والعمل السياسي التعبير عن الرأي والوصول إلأى السلطة عن طريق انتخابات قادمة. تعهد يقوم على أساس قيم النظام الظالمة التي تقوم على أساس القمع والتعذيب وامتهان الكرامة والاستبدال بها قيما تقوم على إعلاء حقوق الإنسان والمواطنة واحترام حقوق الفئات المهمشة من اقليات ونساء وشباب.
ولعل أفضل برنامج بهذا الاتجاه قد تم طرحه مؤخرا من قبل الشبكة السورية من أجل المواطنة. ويقوم هذا البرنامج على أساس عمق تاريخي لسوريا يمتد عشرة آلاف سنة، يسكننا كأفراد، كما يسكن تلالَنا التي تحضن حواضر الماضي، ومدننا التي يربو عمر أغلبها على ألفي سنة، وآثارنا الشاهدة على عظمة وتقلبات هذا التاريخ الطويل.
ويقوم البرنامج على ما يلي:
١. الالتزام باحترام وتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقرّته الأمم المتحدة، في العاشر من كانون الأول سنة 1948.
٢. الإنسان هو الهدف الأسمى لكل سياسة، واحترام حريته وكرامته أول حق من حقوقه وأكثرها قدسية. لذا فعلى الدولة أن تصونه و تمنع أن يتعرض أيٌّ كان لأي تمييز أو اضطهاد، نتيجة ممارسته لهذه الحرية، خاصة تلك المتعلقة بالاعتقاد الديني أو السياسي، والتفكير والتعبير.
٣. الدولة السورية دولةُ مواطنين يتَمتعون فيها بالمساواة التامة في القانون، دون أي تمييز على أساس الدين أو الأصل أو القوم أو الجنس.
٤. ليس للدولة السورية أية عقيدة، سواءٌ أكانت إيديولوجية أم دينية أم قومية. لأن أية عقيدة للدولة، كائنةً ما كانت، ستخص بالمحاباة قسماً من الشعب السوري على حساب قسم آخر.
٥. كل انتماء جماعي، عدا الانتماء للوطن، سواءٌ أكان قومياً أم دينياً أو فكرياً أو غير ذلك، يخصّ الفضاء الفردي، وما ممارسته والتعبير عنه إلا جزءاً من الحرية الفردية للمواطن، التي يمارسها ضمن إطار القانون.
٦. تعتمد الدولة السورية النظام الديموقراطي في كل آلياته ومبادئه، ومنها الانتخابات واحترام الحريات الأساسية والمبادئ الدستورية الجامعة المذكورة أعلاه وغيرها، كما تخضع كل قوانينها إلى هذه المبادئ عبر آليات تضبط محتواها ومطابقتها لها.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

عقلية الدكّنجي .. أو ذهنية المعارضة السورية

17-نيسان-2021

من المعارضة السورية إلى الرئيس بايدن

10-نيسان-2021

مآلات حزب العمل الشيوعي في سوريا

13-آذار-2021

ذاكرة مدينة: العرضحلجي

27-شباط-2021

ماذا لو عاد أنس العبدة ونصر الحريري إلى دمشق؟

30-كانون الثاني-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow