شبّيحة علويّة، شبّيحة كرديّة
خاص ألف
2012-12-21
المَكتوب من عنوانه:
أعتقدُ أن البعضَ، على ذمّتي الواسعة قليلاً، سيهرع إلى تقليب هذا المقال بعينيه بحثاً عن امرأتين من الشبّيحة؛ إحداهما " علويّة " والأخرى " كرديّة ". وإذ يُداور عنوان المقال حول اللغة، بمفاضلة المَحكيّة العامّية للجَمع " شبّيحة علويون "، " شبّيحة أكراد "، فإن خيبة أولئك البعض ستكون مفهومة بالنسبة لي، على الأقل. ولكن، لِمَ الربط هنا بين هذين الطيفين، السوريَيْن، وبين مفهوم " التشبيح "، سيء الذكر..؟
إنه سؤالٌ مَشروعٌ، سأجيبُ عليه بسؤال آخر وبلا مُداورة هذه المرّة. أنني كنت، ولا فخر، أول من استخدم مصطلح " الشبّيحة الكرديّة "، في مقال لي ظهر بعد مضي حوالي الشهر على بدء الثورة؛ وهوَ " التشبيح الآبوجي ".على ذلك، فإنني جواباً على السؤال أتساءلُ بدَوري: " هل سمعتم، في المقابل، عن " شبّيحة درزيّة " أو " شبّيحة اسماعيليّة " أو " شبّيحة تركمانيّة " أو " شبّيحة شركسيّة " أو " شبّيحة أرمنيّة " أو " شبّيحة سريانيّة "..؟
وي آر فاميلي:
إلا أن الخيبة، المَوْصوفة، عليها ألا تكون كاملة. يا سيدي، لدينا امرأة شبّيحة ومن الوزن الثقيل أيضاً. والمقصودُ، هوَ ثقلها من الناحية المعنويّة لا من ناحية الجسد أو الدّم. إنّ " س. ف " هذه، نعرفها كمُمثلةٍ ساحرة القدّ، خفيفة المَحْمَل، لا ريبَ في ذلك ولا برهان. لقد شكّلت عائلة نموذجيّة، فنياً واثنياً، بزواجها من ممثل ومخرج دمشقيّ من أصلٍ كرديّ؛ هيَ المنتمية للطائفة العلويّة، الكريمة. لقد أحببناها حقاً، كسوريّين، ودونما أن يستوقفنا أبداً أصلها وفصلها. إلى أن توقـــــــف تاريخنا عند مفصلٍ من الزمن، مُتحدّدٍ بالخامس عشر من آذار لعام 2011.
إذاك، ظهرَت فنانتنا المَحبوبة لكي تصدمَ جمهورَها الكبير، حينما راحت تتبجّح على الملأ بتأييدها للسفاح؛ قاتل الأطفال. وقد بلغ استهتارها بمشاعر مواطنيها، المَصدومين من جريمة تعذيب وقتل الطفل " حمزة الخطيب "، حدَّ أن تدفع ابنها الصغير للغناء تأييداً لمجرمي الأمن، النازيين، الذين قتلوا سميَّهُ. ثمّ راحت ترطن في مسلسلاتها، مؤخراً، طالما أنها تذكّرت، على حين فجأة، أنها بالأصل من ريف الساحل، المتفرعن على أمرهِ.. أعني، المغلوب على أمره.
من رأس إلى رأس:
قرنا زوجِ " س. ف "، الفنانِ الكرديّ الأصل، كان عليهما أن ينتقلا إلى رأس رجل آخر من قوميّته نفسها. إنه " ص. م "، المسئول السياسيّ من الوزن الثقيل، مَقاماً وجسماً. لقد عادَ إلى الوطن من " جبل قنديل "، أين كان يُحارب الأتراك انطلاقاً من كردستان العراق، ومباشرة ً إثرَ اشتعال ثورة الحريّة والكرامة ليصبح لاحقاً نائب رئيس هيئة التنهيق.. أعني، هيئة التنسيق. لقد عادَ صاحبُنا، المناضلُ المعارض، لكي يقنع جماهيرَ المناطق الكرديّة، السوريّة، بأن تلك ليست ثورة الحريّة والكرامة بل هيَ " فورة الوهابيّة والعرعوريّة "ـ أيْ تماماً كما يَنعتها الإعلامُ التشبيحي.
إنتقال القرون، إذن، جدَّ مع نقلة نوعيّة لفصيلٍ سياسيّ، كرديّ الهويّة أوجلانيّ الهوى، كان يَدّعي لأكثرَ من عقدٍ من الأعوام أنه الأكثرَ تعرّضاً لبطش النظام الأسديّ من بين جميع المعارضين. هذا الإدعاء، على علاته، فيه الكثير من الحقيقة إلى درجةٍ تجعلُ أصحابه يَستحقون فعلاً القرون المُزيّنة رؤوسهم. وبما أننا كنا في سيرة المسلسلات ونجومها، فها هيَ نبرَة الخطاب هنا ستتأثر بها: ويحكَ يا " ص. م "، يا ذا القرنين.. هل نسيت، سريعاً، ما حلّ بتنظيمكم من تنكيل على يدّ الأجهزة الأمنيّة، التي تخضعون اليومَ لأوامرها؟.. هل نسيت شهداء حزبكم، في المعتقلات، الأموات منهم والأحياء؟.. هل فقدت الذاكرة، حقاً، عندما كان بشار يُسلّم رفاقكم للأتراك وفق اتفاقيات أمنيّة ما زالت الى اليوم سارية المفعول.. وقبل ذلك، حينما سًلّمَ زعيمكم بذاته للأتراك من قبل أبيه، المقبور حافظ..؟
التشبيح على أصوله:
في موقع الكترونيّ، سوريّ الهويّة علوشيّ الهوى، ينبري بعض كتاب الطائفة الكريمة للتشبيح السافر؛ هوَ الموقع، الذي يزعم صاحبُهُ أنه صوت الحقيقـــــة والعلمانية. أبرز هؤلاء الكتاب، " أ. ح "، خرجَ علينا مؤخراً بمقالةٍ مَسعورة، من حسناتها القليلة أنها تكشف العقليّة الحقيقيّة لأزلام نظام العروبة والمقاومة والممانعة. لقد توصلَ الكاتبُ، المُحلل، إلى سببيّة هذا العنف الجامح، الأقرب إلى العبث. وهذه أهم فقرة من المقال، منقولة من الذاكرة: " سببُ هذا العنف، المترافق مع ما يُسمّى بالثورة، هوَ فئتين من الشعب السوريّ: الأولى، هم العلويون الذين " تسننوا " بفعل الاضطهاد العثماني، وأعني بهم سنّة محافظات حوران ودير الزور وادلب بشكل خاص، كما شهدناه في مجزرة جسر الشغور بحق جنود وضباط جيشنا العربيّ السوريّ. أما الفئة الثانية، فهم التركمان المنتشرون في مدينة حمص وضواحيها وكذلك في اللاذقية وريفها ". المُدهش هنا، حتى أنني كذبت عينيّ لدى قراءة المقال، أن يَحشر كاتبه عائلتي " الأخرس " و " العطري "، الحمصيتين، ضمن أولئك التركمان المزعومين.
ربما أن الكاتب، في تلبّسه بمسوح المعارض للنظام، أراد ايهام القراء بأنه غير معنيّ بكون " السيّدة الأولى " وخالها رئيس الوزراء الأسبق، هما على التوالي من تلك العائلتين الحمصيّتين، السنيتين. بيْدَ أن الأمر، في آخر المطاف، يتعلق بقيمة نسيبَيْ النظام الأسديّ هذين في نظر سَدَنة الطائفة الكريمة، أكثرَ منه استباقاً لاحتمال انشقاقهما عنه. فبما أن الكاتبَ، كما رأينا، لم يتورّع عن الزعم بكون سنة حوران ودير الزور وادلب من جذور علويّة، فكيف إذن سيرعوي في حشره عائلة حرم الرئيس، وخالها، في خانة المغضوبين عليهم ولا الضالين..؟
للحديث صلة..
[email protected]
08-أيار-2021
04-آب-2013 | |
27-تموز-2013 | |
18-تموز-2013 | |
11-تموز-2013 | |
06-تموز-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |