لا أحد يمكنه التنصل
خاص ألف
2013-01-05
كانت لدينا حرب،
حربٌ هادئة
نتسلق فيها قلاعنا،
وآن نتعب يتسلق كل واحد منا جسد الآخر
ويقفز مبتعداً إلى أحد الأسوار ليغني أغنية أو يعاتب ...
آه ..
باتت أسوار قلاعنا دموعاً لا تصلح للتسلق بل ..الغرق،
فتعلمنا السباحة والغطس عميقاً
وهناك في العمق..
لا أحد يَسلم من افتراس الظلام والبعد
فتعلمنا الصيد والانفلات من مفترسات أرواحنا.
آن عدنا إلى السطح،
كنا غريبين حقاً وأحببنا بعضنا مرة أخرى
ورسمنا نهاية أخرى لمضيقٍ يغمره الضياءُ، لكن الآخرين كانوا يتربصون بنا، الآخرون ممن تركناهم على السطح ووعدناهم بالتسلق مجدداً،
لا أحد يمكنه التنصل،
هناك المئات منهم، بل الآلاف والملايين ممن يحدقون بك بعيون دامعة، وفي لحظة يمدون أكفهم ويمسكون بك ويأخذونك إليهم... إلى حزنهم الممزوج بدماء الفاجعة وعويل البدايات،
لكنهم يتحدثون عن جنة ما قريبة جداً... دوماً يتحدثون عنها حتى لو غاب أطفالهم،
يا لإيمانهم كم هو قوي...!
نلتفت حولنا، نحن ممن عشنا طويلاً في العمق، فلا نرى شيئاً.. وهم يبتسمون ويبكون صائحين: انظروا هذه جنتنا، تفضلوا خذوا ما شئتم منها، لكن ابقوا معنا... ويلوحون لنا بإشارات واضحة أنه لا يمكننا التفكير بالرحيل، فهم الأقدر على التفكير والأقدر على أخذنا إلى الجنة ... جنتهم.
الموجودون على السطح متورطون بالجنة، متورطون بتحويل المآسي إلى أشعار وألحان! متورطون بالتعاسة وتحويل الألم إلى ابتسامة...
آه لو بقي كلانا على السطح،
لكان لدى كل واحد منّا جنته الآن، لكان لنا إيماننا القوي والمدمر،
لكننا كما الثورة نحب الغوص والسباحة عميقاً، وآن نعود نرى الأنفس قد تغيرت، فنغوص مرة أخرى وهكذا لا تنتهي الثورة ولا يكاد الواحد منا يرى الآخر على السطح.
08-أيار-2021
18-آذار-2015 | |
07-آذار-2015 | |
06-نيسان-2014 | |
11-كانون الأول-2013 | |
06-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |