عندما مَشيتُ فوقَ الجمرِ والنار خلفت ورائي رماداًً يحرق الريح لكنهم لم يروا من أثري
إلا سراب َ ماء ٍ أو هواء يعطر نسمة الأحلام في هذا العالم الفسيح
وعندما صرخت بصوتي كهدير الرعد وجنون الإعصار ...لم يسمعوا إلا صدى خائفاًً
ونداءً خفيا ً يزين بهجة الروح في متاهات النائمين ..
فما كنتُ إلا ضيفاًً عابرا ًًفي ربيع المساءات الذهبية
او سائحا ً جوالا ً في نواحي الحياة
أمتعُ بصري بمباهج ِ الأرضِ وأحلامها البريئة
وأغضُ الطرف َ عن دمعة ٍضائعة أو رعشة ٍ تصرخ في ليل كوابيسها
أُلَملِمُ نزفَ الجراحات في تاريخنا
وأنثرها عِطرا ً للورود وصدى للأغنيات
فلا يعرفون من أكون أنا ؟ ...ولماذا أتيت ؟

وإلى أين سأمضي ؟
*
وكأن مجازَ الخليقة في ( اسمي ) كان خطيئةًً كبرى
في عالم العبث والفوضى
أو سماء ً من غيوم اللامعنى ترسمها ظلالُ الغروب السرابية
خلف البحار والتلال في أحلام المحبطين
أو غواية ً أقترفت إثمها مجبراًً لكي أرسم َ لوحة ذاتي
وأنحتها في قلوب الآخرين
ولكي يرى من لا يرى أثر الزهرة ِ في طيفي
وهي تعانقُ شوقَ الماء وسحر الأنداء
على مرأى من خيوط الفجر الربيعية
أو سحابة ٍ جلست تفترش ألحفتها البيضاء وهي تستحم بذاكرة النسيان
وتغازل عيون السماء بحرية
دون أن يكدر صفوها حزن الشتاء وأوجاع الخريف المنسية
* * * *
لكنني رغم ذلك سأخلق من عدمي وجودي
ومن صمت موتي صوت حياتي
في دروب ٍ تتلاشى خطاها من وحي الدليل
*
وسأمضي حاملاًً معي عطر الأرض ونورها ... ..براءة طفولتها لحظة الولادة الاولى ..
شرائعها الكونية والآلهية ، وزمانا يرثي زمانها العليل
أنا بكاء الليل المسجى على أوتار الحروف
أنا الراقص الغجري الوحيد
على ترانيم الأبدية
قال الإله:..آيتك ألا تكلم الناس
ثلاث ليال ٍ فضية
وابنِ لك فلكا ً
في بحار الصمت
وانقش سورة الإنسان على حائط الوجود
كي تبقى ذاكرتي محتفظة ببعض الورد
الورد الذي يمنحك ماء الخلود
إذن سأدق مسماري في حائط الريح
وسأوقظ حلم الأساطير
من ضجيج المدن النائمة
سأنثر رماد الحقيقة
على مدن السراب
سأرقص كالطير الطليق
خلف اسوار الرحيل الذهبية
أنا الراقص الغجري الوحيد
على ترانيم الأبدية
أنا المسافر البعيد
ال ب ...ع.........ي .....د