حسناً يا أدونيس.
خاص ألف
2013-02-01
أنا معك في رفض تحويل سوريا إلى "ساحة لمباريات القوى الأجنبية الاستعمارية في تدخلها باسم الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأن نرفض تحويلها، باسم هذا التغيير أيضا، إلى ميدان للجهاد الديني تشارك فيه جميع المعسكرات الأصولية الإسلامية في العالم ".
وأنا معك في السؤال عن " جدوى ثورة في سوريا أو في غيرها من البلدان العربية لا تؤسس لولادة الفرد الحر المستقل ومصيره، وثورة يحكمها تأويل خاص وسياسي للنص الديني، في معزل كامل عن الواقع والطبيعة والحياة والثقافة والإنسان نفسه "
ولكن...
لو استقال الأسد كما طالبته في رسالتك المشهورة، وطوى ملفّ المذابح التالية لعدم استقالته، هل كانت ستتحول سوريا إلى ما تحولت إليه؟ ثم كيف تتغاضى عن أن النظام المخابراتي هو الذي بمنتهى الدهاء والخبث وبالتنسيق مع إيران وروسيا، قاد الثورةَ كل دقيقة من دقائقها، إلى أن تتغير مساراتها وتنقلب آلياتها رأسا على عقب. حيث ما كانت الثورة إلا مظاهرات سلمية ورقصاً وأغصان زيتون وغناءً يبكي الحجر. ولكن ذلك النظام كان يشهر النار والقتل في وجه كل ذلك، ويقوم بممارسات يدرك تماماً أنها سوف تؤثر في حركة الثورة وتحرفها، وهو ما يريده وما يريده العالم أيضاً، وهو ما تشكو أنت منه الآن.
لم يكن هناك جهاديون ولا متطرفون ولا هم يقاتلون. لذلك كان جديراً بكَ أن تحمّل مسؤولية حرف الثورة، للجهة التي تتحملها. لا أن تتباكى الآن على انتشار الجهاديين الذين لا نقل عنك رفضاً لهم، ولكنا نختلف معك في أن من استجلبهم وشجعهم هو نفسه النظام.
ثم... ما تريده من ثورة تؤسس لولادة الفرد الحر المستقل... الخ فكأنكَ أنت كنت طيلة هذه السنوات تعيش داخل سوريا، حرا نشيطاً ومتاحٌ لك التعبير كما تريد وتشتهي ؟ وكأنك نسيتَ أنّ رئيس جامعة دمشق الذي كان صديقك في فترة ما، طرح عليك تقديم محاضرات في الجامعة فقلت له أنت إنك موافق ولكن الجهات المعنية لن توافق. وفعلاً لم توافق !
هذا مثالٌ واحد على كيفية إدارة النظام لشؤون الثقافة والفكر في البلد.
كأنك تعتقد أن سوريا هي دولة مسموح فيها الفكر النقدي الذي يؤسس مع الوقت لقيام ثورة كما تريد وكما نريد نحن ؟ ماهذا البطر الثقافي؟
أنت تدري ذلك جيداً، فما لك تهمله كليا الآن ؟
كيف تغفل أو تتغافل، عن أن مجتمعاً عربيا واحداً في أي مكان، ليس فيه أي شروط موضوعية لثورة فكرية ومعرفية تحقق ماتريد.؟
ثم... لا شكّ أنكَ رأيت الأسد يخطب في دار الأوبرا !!! ألم يثر ذلك استهجانك؟ أنت الذي تريد خروج المظاهرات من الأماكن الثقافية ودور الأوبرا، ألم تستغرب على الأقل كموقف ثقافيّ نخبويّ، ذلك الخطاب وما هتف به أنصار الأسد من شعارات لا تُرفع إلا في اجتماعات عصابة رسمية؟ فكيف تريد أن تقوم ثورةٌ تؤسس للفرد المستقل ؟ إذا كان مكانُ الموسيقى والحضارة يحمل بالأساس اسم قاتل، وكان مسرحاً لخطابٍ لم يكن إلا تكريساً لإعلان حرب قذرة ضد المجتمع ؟
نعم يا أدونيس ! أنا معك فيما ذهبتَ إليه، ولكن ... بل ومائة ولكن...ومائة إشارة استفهام.
08-أيار-2021
02-أيار-2020 | |
15-كانون الأول-2018 | |
10-شباط-2018 | |
04-تشرين الثاني-2017 | |
29-نيسان-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |