من لا يرى الهاوية
خاص ألف
2013-04-15
يقتلونك
ويفتحون شبّاكك لترى الشمس في الصباح وأنت ميت،
ينامون بجنبك كي لا تصحو،
كي يكملوا قتلك حتى الصباح..
كم يحبوننا،
كم يغارون علينا هؤلاء الغرباء..
بأفواههم المليئة بعصائر الفواكه الاستوائية يَقدمون إلينا ويحملون معهم لبناً حامضاً لتكريم الشهداء...
يأتون بسياراتهم الفاخرة ويقدّمون للثائر جَملاً هزيلاً ليعبر به أبواب السماء.
كم علينا أن نقدّم أكثر..
كم عليّ أن ألغي أكثر حتى نصل إلى حافة الهاوية.
من لا يرى الهاوية،
لن يرى الغد... فالغد هاوية ٌ ..وأجسادنا الجسرُ.
تقول لي: يا لتشاؤمك كم أنت مثاليّ النزعة.
تقول لي وهي تمشي باتجاه حبها الدفين، باتجاهمن كلّلته بذاك الحب الدفين،
أحببت ذلك حقاً، أحببت كيفية رؤيتها لي، لكنني لا أرغب أن أكون الدفين في الحياة، أريد الحياة وحسب بسيطة كبساطة العنب وحلواته.
طلبت منها: تعالي وأشربيني حتى الثمالة.. أنا النبيذ النقي القديم، لا أنتهي ولا تنتهي قواريري.. فعلت قليلاً، وتوقفت: لا أريد أن تنتهي، أريدك حبي الدفين، فتراجعتُ وأعلنت لسمائي التي تلامس فروة رأسي، أنني قادم إليها.. أنني ثائر عليها.
أنا من وزّعت حبي على الآخرين ونسيته،
انا من كرّمت دموعهم وبعثتهم في رحلة إلى أعماقي حيث فرحي،
أنا من صنع لهم حصان طروادة ليخترقوني...
وحينما كانوا يقدمون من أعماقي إلي،يرجعون ومعهم مدافع فرحي وميادينه ويوصمونني بالتعيس، ويهاجمونني بما أعطيتهم إياه،
أنا من ورطتهم بالفرح وهم من ضربوني به..
وآن أحمل الفرح ومدافعه، يفرّون من حولي خائفين : لا نعرفك هكذا، أنت غريب الأطوار، عد كما أنت، كم كنت جميل حينها.
أغلقت عمقي وخبأت الفرح،
مدافعي حبٌ وليست فرحاً،
أحب حزيناً وأتألق حزيناً... والفرح مُبعِثري.
خائف أنا،
أحسبُ سنين عمري وأتذكرها الآن
فأجدها تتقافز وتمتزج من حولي حتى لا أكاد أعرفها،
وكأنها سنوات شخص آخر،
أجدني في الذكريات ولا أجدني،
وكأنني ضيف الذاكرة وعابر الخيال،
لهذا لا أثق بالدفين...
كم علي تكرار هذا
لا أثق بالدفين من الذكريات والأحلام
أريد كلّ شيء جديداً وطازجاًللالتهام،
أريد عمري جديداً بلا ذكريات دفينة
يكفيني وجوه من أحبهم دون ذكرياتهم وآمالهم الدفينة،
حتى الوطن إن أصبح دفيناً
يجلب لنا في النهاية وطناً آخر،
الدفين يمتزج ويفسَد ويسيل لعاباً من مفاصل حيواتنا
ويدفعنا إلى حب ما لا نعرفه
وكره ما نحبه،
ليس لدي وطن دفين،
وليس لدي وطنغير أيام تَغرق في النبيذ العتيق.
الدفين عدو،
وقلاعي أغلفة كتب وألحان.
08-أيار-2021
18-آذار-2015 | |
07-آذار-2015 | |
06-نيسان-2014 | |
11-كانون الأول-2013 | |
06-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |