الثورة جميلة، وبستانها جميل
خاص ألف
2013-04-22
كلما كنا نقترب من المرآة،
كانت المرآة بشكل ما،
تجعلها أطول مني
وأنا... قصيرٌ تائه أتجول في وديانها،
وأذيب الثلوج على قممها،
فتقذفني بحممها ولا أحترق
وتغمرني بمياهها ولا أغرق !،
كنت طويلاً،
سرّتي تعلو المحيط
ورأسي في السماء،
هكذا...
كي تنقذ الثورة وتنقذك
ينبغي أن تكون سرّتك فوق المحيط
ورأسك في السماء،
سترى حينها
أمواجها
وتنهداتها وألقها،
وحينها فقط
ستنير الحمم جمال وجهك.
طويلاً ستبقى الثورة
طويلاً ستغتسل بالحمم،
كن طويلاً إذاً ..
وتألّق
فالمرايا تأتي بما نشتهي،
لتكن الثورة مرآتك،
ولا تأبه إن بدوتَ قصيراً..
فسرّتك فوق المحيط
ورأسك في السماء
وحبيبتك ستعود
مليئة بالحمم والمحيطات،
كن طويلاً ولا تغرق
كن طويلاً كالثورة
...
قصيراً ستموت
طويلاً ستعيش.
كنّا ننظف منزلها المستأجر
رتبنا أثاث المنزل قطعة قطعة،
أنا وهي ورفيقها،
هي تنظف ما سبق،
ورفيقها كان يتعثر بما سبق
وأنا كنت أرتبها في داخلي
وأوزّعها على غرفي وصالوناتي.
يا لها...
كم كانت كثيرة،
جعلتني أعمّر غرفاً وصالونات لا تعدّ
فتهت أنا،
وهي بقيت ترقص من غرفة لغرفة
وتتمدد في الصالونات.
كما الثورة...
ننظف ونتعثر،
نرتب
ونعمّر كثيراً بعد تهديم كثير
فنتوه
وتبقى الثورة ترقص في صالونات حبنا.
كنا نحبّ دونما الرجوع إلى الروزنامة...
أيامنا كانت ساعات أحضاننا.
نغيب،
والروزنامة تغيب جنيناً في رحمها،
مرّت الأيام
والجنين كبر أسبوعاً،
وصارحتي ...
فتلونت الروزنامة على جبيني
وسطعت الشمس...
طفل غيابنا الطويل
كان يجمع أشهره الشمسية بجنب بعضها،
كان يرتب تسعة أشهر له
ودهراً لنا.
حسبنا الأيام
وقطّعناه وأعدنا ترتيبها
فحاسبتنا الأيام وقطّعتنا وأعادت ترتيبنا..
عندها حضنا الأشهر التسعة وتقوّسنا
واستلقى الطفل هادئاً
تحت لهاث والده وحنين والدته
ونام وهو يحلم
وآن فاق،
وجد نفسه مضغة بين جسدينا العاريين.
آن تحضر الثورة وتغيب الروزنامة
سنجدها مضغة بين أجسادنا المنهكة
أو طفلاً لم يَحسب أشهره كفاية
فيولد أكبر منّا،
فلا نربيه
ولا هو يربينا.
المدرسة فتحت أبوابها قبل موعدها
وأغلقتها قبل موعدها،
الكبار والعجائز أنجزوا فروضَ الابتدائية وتخرجوا بسرعة،
والصغار يتخرجون على عجل من الجامعة،
إنها الشهادات العصرية..
ألتزم يوماً أو أكثر بقليل، تتخرج
وتوظف في أبراج السماء،
حيث لا فروض.
هي الثورة ما تَعِدُ بفروض لن تنجر،
ووظائف مشغولة مسبقاً،
يتخرجون ويتوظفون في الأعالي،
يختمون ويملؤون أوراق أحبابهم،
يا لهم،
درسوا قليلاً،
ولم يكملوا إلا فرضاً واحداً
وباتوا إدرايين لا مثيل لهم،
يديرون قضايا أهل الأرض في محاكم السماء،
شهاداتهم ممهورة أصولاً،
يا لكثرتهم،
يا لكثرة التعليم في هذا البلد الذي لا أساتذة فيه ولا مدارس،
أصعد عالياً
تجد موظفاً ووظيفة
أصعد أكثر تجد حكومة
أصعَدْ تجد دولة..
أنا أحيا في دولة السماء
وحولي شهادات ٌ ممهورة أصولاً
بأختام مكتوب عليها ( أصلية ... صنعت في حمص ).
الوردة لا تميزه..
لا تميز سوى يد البستاني
تقبله فتجرح
يشمها فيجرح،
يحبها فيزرع حولها الوردة،
يخلق بستاناً
فتضيع الوردة،
وتكثر الرائحة
ويفقد الشم.
من قال إن الثورة تعرفه،
من هو الوحيد الواقف بجانب الثورة،
الثورة بستان،
تضيع فيها زهرتنا
ونشتم رائحة الأزهار.
الثورة جميلة،
وبستانها جميل
والحراس جميلات وجميلون،
وتزداد جمالاً وعبقاً،
كلما أضاع أحدهم زهرته،
هكذا تزداد الثورة جمالاً،
ويزداد البستان عبقاً
وتزداد الثياب احمراراً..
يستشهد أحدهم
فيجد الآخر وردة الشهيد
ويموت هذا فيجد آخرٌ وردته
هكذا ينتشر عبق الجوري وينمو فوق الجباه وعلى الصدور،
نهِب الثورة ضياعاً
وهي تهدينا وردة جوريّة،
يا لهذه الثورة
كم
وكم لديها من الأسماء والعناوين لتجدنا كلنا،
الثورة لا تضيّع أحداً
لكل واحد وردته
سيراها الناس ويشيرون بأصابعهم عليها،
لن يضيع أحد،
سيحملون بستان جسده في حلقات لا تنتهي،
تكبر وتكبر
ولا تتلاشى كما رأى آينشتاين
بل تعود إلى المركز وتتفجر كما قال آينشتاين.
هكذا
في الواسع نُضيّعُ
في الضّيق نَضيعُ.
08-أيار-2021
18-آذار-2015 | |
07-آذار-2015 | |
06-نيسان-2014 | |
11-كانون الأول-2013 | |
06-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |