عن الثورة أيضا وايضا
خاص ألف
2013-05-07
الظلال تلتف حولنا،
ونجتاز العمر في بضع ثوان أمام التلفاز
تأخذنا الصورُ والفيديوهات عبر خارطة سوريا
وكأن وزارة السياحة لم تكن يوماً..
نرى قلعة المضيق وقلاع حمص
ونحسّ بحجارتها تتكلم وتتهدم
وبدأنا نرى القلاع –الأجساد
( تلك التي لم تذكرها وزارة السياحة قط ! ولا حتى الوزارات الأخرى )
أجسادٌ تتماسك سوراً متيناً -
لا يتجاوزها شيءٌ سوى أرواح الأصدقاء المغادرين.
هذه هي القلاع العصرية في مواجهة الحروب،
قلاع من الأجساد تزداد جدرانها سُمكاً كلما اشتدّت الحرب،
الحرب لا تقتل وحسب
الحرب تخلق القلاع كذلك،
وتصنع أبطالاً وثكالى
وأطفالاً ثماراً.
***
أحسّ بحبها
أنه مثل حب الثورة،
أقترب خائفاً
وأبتعد معاتباً نفسي
إنها ثورة ٌ،
وتحتاج إلى القليل لتنجز
لكنها ثورة ولا ترحم، تمتصك وتمتص رحم أحلامك
وتلقيك بين الحشود، بين جمهراتها
لتكون نبضاً وذكرى.
ظلال وظلال تجري بجنبها
حتى لا تكاد تراني،
ظلالها لا تتبعها،
بل تتبعني أنا،
أنا الجسد
وتلك الظلال ظلالي.
أحببتها كثورة
وأجازت لي حبي، وألهمتني بثورات
فأصبحتُ لا معدوداً.
أحصي ثوراتي وجمهراتي صباحاً
وأترحم عليها في الليل، آن تكشف لي عن جسدها،
آه
لا أكون واحداً إلا حينما تشهر عن سهولها وحقول جسدها لي، فأركض وأركض حتى تركع الظلال لبقائي وتتركني واحداً... وأركض وأركض حتى يسقط السهل عني فأسقط واحداً وهي تسقط وتحضن جمهراتها حباً وتنام.
أنا كما الثورة بدايتي جمهراتٌ ونهايتي واحدٌ، لكنها تراني بين جمهراتها،
تراني بينهم آن تنام وآن تفيق..
تراني بداية دائماً... وأنا أقرب إلى النهاية دوماً.
لا زلتُ ثورة، ولا زالت الثورة في بدايتها ..
قد صدقت في هذه،
أنا البداية،
أقود الجمهرات إلى الواحد...
إلى النهاية.
أن تكون واحداً وتحب، ستتشظّى الحبيبة جمهراتتحت صدرك...
أن تكون لا معدوداً وتحب، ستتجمع الجمهرات واحداً في الحبيبة...
كم تشظّت بي النساء
وكم وحدتّهن في واحد.
الحب أحياناً، أشبه بتجربة أداء في فيلم ما، قد يكون رومانسياًأو فيلم رعب أو فيلم أكشن،
تجربة قد لا توصل إلى أيّ كاميرا احترافية،والبعض يكتفي بالتجارب وبالفشل المبدع،
والبعض ينسحب ويبتاع كاميرا معلناً حبه الكوني وإرادته،ويُخضع الآخرين لتجاربه،
ويبقى هكذا...
سيد الكاميرا الذي لم يصور فيلماً أبداً،
لكنه اختار حبه !...
لا زلت أمثل في الأفلام
تاركاً ضوئي وظلي على شرائطها
وليس لدي كاميرا...
يا للثورة وفيلمها الطويل،
كم يتنافسعليه الممثلون..
ولا أحد منهم يلتفت ليرى،
فالمخرج تاه
والسيناريو أخذه أحدهم معه ليناقشه مع الله
لكنهم يتقاتلون على بطولة الفيلم وأدواره
والمخرج مات
والسيناريو بيد الله الآن
والله لا يلتقيه إنسان...
لا يعرفون أن الفيلم ينتج لحظياً ويباع مجاناً، وأبطاله كثر،
يا لكثرهم
يتبادلون الدور ذاته
بلحية أو بدونها
صغاراًأو كباراً كانوا
كلهم فازوا بالدور
وطاروا للسماء.
ولا يزالون يتقاتلون على الدور
والمخرج تاه أو مات
والسيناريو بيد الله.
فيلم لا مخرج له
والسيناريو بيد الله
هي فرصة ليأخذ أيّ واحد الدور،
هو ليس بالدور الصعب،
فقط على المؤدي أن يموت ويطير للسماء ليقرأ الدور مع الله ...
والمشاهدون يطيرون ليروا الفيلم
يرونه بعيون مغمضة على آخرها،
ويرددون حوار المَشاهِد التي تلي إعلانات الأمم المتحدة قبل أن ينتهي الإعلان.
وبعد زمن طويل
من الصعودوالتنقل بين البلدان
أنخرط الثوار والمؤدّون والممثلون والمشاهدون في العديد من الأفلام
وأصبحوا منتجين للأفلامويرمون السيناريوهات على الرفوف باحثين عن الإعلان،
عندما تتحول الأجساد أحرفاً
والدماء علامات تنوين... تكتمل الثورة.
بقدر تشوّه الأجساد وتخثر الدم وطزاجته،تتنوع خطوط الإعلان ومن هنا قدم الخط الرقعي والديوان والفارسي والثلث واللاتيني... وكلّ تفاهات الإنسان وخطوط حيواته وقبح حروبه.
08-أيار-2021
18-آذار-2015 | |
07-آذار-2015 | |
06-نيسان-2014 | |
11-كانون الأول-2013 | |
06-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |