المدينة ُ.. تِلك !
خاص ألف
2013-05-23
يُجافيك الحظُّ،
فتسقط المدينةُ مِن تحتِ إبطك
تنسى زفيرها الساخن،
قفازها الشتوي،
مخزونَها الاستراتيجي،
من مشاعرك
على طاولةِ مقهى بلا عنوان
انتظارَ قطارٍ لا يأتي،
وابتسامةٍ رعناء،
لطفلٍ تدوسُه الأزمنةُ
وقلبٍ تدُسّهُ جيبَ شَحّاذٍ نبيل
ينفقه، بعد نومِ أطفالهِ،
على أيتامِ الحارة !
...
المدينةُ، طرّزتها التخاريمُ
لوّحَتْ خَلْفها الأرضُ الضباب
سياراتُ البضائع توزّع الأرزاق
الجيوبُ في الحافلات تنتظر اللصوص
الشهواتُ تذرع الأزقةَ في غير هَوادة
الأحذيةُ الضائعة تعتمرُ نواصيها
الأفواهُ المكتومة بالنابالمْ،
تفتش في النهارِ عن بصيصِ حُلْمْ
فُتاتِ أغنيةْ،
وشهقاتِ أشباحٍ،
تطوحها الريحُ في الحوائطْ
ترْتد الحوائطُ نفْسَها للرّيحْ!
....
المدينةُ، زمنَ الطفولةِ..
مرّنني التّسَكعُ فيها
على الطيرانِ مُؤَرّقَ الذاكرة
تهطلُ الأمطارُ،
يغرورق البحرُ بالملحْ
فصار قصابٌ ينوءُ بلحمِ الضحايا.
...
يحالفني الحظّ،
- إذن!-
فأنجـو،
كخفاشٍ مُدبّبِ الرأسِ
نزعتهُ التجاربُ المرّة
من الشقوقِ المفروشةِ بالخواء
وزرعته/ زرعتني
كسيارةِ "فورد"
تجوبُ طرقًا، ادلهّم فيها المدى بالمدى
...
المدينةُ الآن، صارتْ تسكن فينا
حيثُ:
الممرات المجهولة الهوية،
الأحلام المنزوعة البصيرة
الصواري المنكسة السفر
النوارس المجهدة الطواف
الطواحين المغلّفة الرماد
الصحراء الشاسعة الرؤية/
الفاسدة الضمير
الأرض العارمة الحزن
والماجنة الطوق
المغلولة لغة ً
يحكمها الصمتُ/ الصمتْ
الخوف/ العجز
اللعناتُ/ اللعنات!
...
والمشافي تَضِجّ بالمرضى،
الأسرّةُ بالعواء،
الردهاتُ بالقطران..
دغدغات القرنفل
في الشرايين الجافة
أحلامٌ بحجم ثلاجة موتى طويلة
الزنازين المهولة
السجّانُ المحنك،
المحابس الانفرادية
حشفاتُ البنادق في العيون
الفصولُ الموسمية تدخل غرفةَ طمثها
بيوتٌ تـُثـْقب بالنابلم فى تلذذ!
...
كل شيء فيها يقبل التفاوض
كل شيء فيها يربطه
حزامُ السلطة الحديدي
الدجلُ السياسي
الصداقةُ الباردة
العداوةُ الحارة
كاميراتُ المراقبة السرية
في الغرف المسكونة بعفريت النخير
عدساتُ الأمن اللاصقة بالجلد
قصائدُ الرغبات في الدواليب
المبنية: حجرًا.. حجرا
محطاتُ مترو الأنفاق
تُخاصِمنا كابينةُ التذاكر
مقاعدُ الحافلاتِ الفارغة
يلصقونا بالغراءِ؛ ليلتقطوا الزبائن
المساجدُ المغلقة أمنيًا
السلالمُ المعدة لاحتضان الضائعينا
...
من ألفٍ ومئتي عامٍ،
والمدينةُ، يمضي تآكُلها قدمًا
فصارتْ:
عجينةً مِن الجماجمِ
والعظامِ
والجثثِ الغنّية العَفنْ.
...
المدينةُ، تِلكْ..
لم يعد يَدخُلها نبي!
ولَنْ ....!
08-أيار-2021
09-آب-2014 | |
23-أيار-2013 | |
07-أيار-2013 | |
29-آذار-2013 | |
04-كانون الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |