للقصيدة أو المقال أو الرسالة فعلها المؤثرفي تغير وتثوير السلوك ألانساني سلبا أو ايجابا, وغالبا تصل الى القاده والحكام أصحاب القرار, فتصدرأوامروتشريعات للتنفيذ, وهنا يكون نتاجها, ومثل هذه الخطابات والنصوص لا تقبل موضوعة الحوار والرأي والرأي الاخر, فتقرر ما يمليه تفكيرها, والتحريض يأخذ منحنى الايجاب والسلب في توصيل المعلومة للحكام او لعامة الشعب.

وسنتناول الفعل الانساني السلبي والايجابي.,من خلال نصوص تحريضة مهمه,

الأول في العصر العباسي في أيام الخليفة ابو العباس السفاح ومذبحة الاموين التي كان فعلها من خلال نص شعري للشاعر سديف بن ميمون صديق ونديم الخليفة , والواقعة تقول ان الخليفة كان ينوي المصالحه بعد سقوط الدولة الاموية مع امراء ورجالات العصر الاموي فدعاهم الى وليمة في سردق خصصه وحضره مايزيد على الثمانين وكان الخليفة يتودد لهم ويراضيهم , لكن هذا المنظر اغاظ الشاعر المذكور مما دعاه لاسستئذان الخليفة السفاح بالقاء قصيده فسمح له بذلك فالقى قصيدة تحريضة نارية صاعقة الهب فيها مشاعر الخليفة مذكرا اياه بجميع القادة والائمة العلوين والعباسين الذين قتلوا على ايدي الامويين في فترات مختلفة من التاريح حين قال:

أقصهم أيها الخليفة وأحسم عنك بالسيف شأفة الأرجاس

واذكرن مصرع الحسين وزيد وقتيل بجانب المهراس

والامام الذب بحران أمسى رهن قبر في غربة وتناسي

فلقد ساءني وساء سوائي قربهم من نمارق وكراسي

والقصيدة مليئة بالتحريض الذي اوصل مشاعر الغيظ والغضب وروح الانتقام لدى السفاح الى مدياتها القصوى وذكره بثارات عمرها ايام وسنين مما دفعه لاصدار الاوامر بقتلهم جميعا.

ورسالة ابن المقفع التي ذهبت به الى الاعدام الشهيره التي كتبها نيابة عن عم الخليفة المنصور عبدالله بن علي الذي ثار ضده ,لكن فشل وهرب الى البصره عند اخويه ,فاتفقوا أن يكتبوا تعهدا يوقعه المنصور على نفسه فكلفوا ابن المقفع بكتابة العهد عهد الامان المفترض والذي نض(ومتى غدرأمير المؤمنين بعمه عبدالله بن علي فنساؤه طوالق, ودوابه حبس, وعبيده أحرار, والمسلمون في حل من بيعته) فغضب المنصور وبحث عن كاتبها وعلم أنه أبن المقفع الذي أعدم بطريقه بشعه, جراء خطاب كلف بكتابته. لا اكثر.

وخطابات الحلاج المعروفة وحججه ومناقشاته التي أتهمته بالزندقه وأيضا قتل شر قتله.

والتحريض الايجابي الذي نلمسه في نصوص مظفر النواب والذي يعبر عن كل رفض المجتمع العربي لحالة الضياع والتردي, فهو يشرح واقع مريروانظمة باعت الكرامة بمواقفها المتخاذله ,أنها ثورة النص الذي يطمح بتحريك مشاعر المجتمع نحو التغير والرفض والتجديد.بشكل ساخر وبعبرات وصفات وصفيه غير مقبوله مجتمعيا لكنه أستخدمها بذكاء ملفت للنظر ومؤثر مما جعلها مقبوله من عامة الشعب الساخط..فيقول:

قممْ
قممْ
قممْ...
معزى على غنمْ
جلالة الكبشِ
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ
بالقِدم
*****
وتبدأ الجلسة
لا
ولن
ولم.
ونهي فدا خص....كم سيدي
والدفعُ كمْ؟!
ويفشخ البغل على الحضور
حافريهِ
لا. نعم
وينزل المولود
نصف عورة
ونصف فم.
*****
مباركٌ.. مبارك
وبالرفاه والبنين
أبرقوا لهيئة الأمم.
أما قمم
كمب على كمب
أبا كمباتكم
على أبيكم
جائفين
تغلق الأنوف منكم الرِمَمْ.
*****
وعنزةٌ
مصابة برعشة
في وسط القاعة بالت نفسها
فأعجب الحضور..
صفقوا..
وحلقوا..
بالت لهم ثانية
*****
واستعر الهتاف..
كيف بالت هكذا..!!
وحدقوا
وحللوا
وأجلوا
ومحصوا
ومصمصوا
وشخت الذمم.
*****
وأهبلتكم أمكم
هذا دمٌ أم ليس دمْ؟؟!
*****
يا قمة الأزياء
يا قمة الأزياء
سُوّدت وجوهكم
من قمةٍ.
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظَلَمْ.
قممْ.. قممْ.. قممْ
قممْ.
معزى على غنم
مض....طةٌ لها نغمْ
لتنعقد القمة
لا تنعقد القمةُ
لا. تنعقدُ القمة
أيْ تُفو على أول من فيها
إلى آخر من فيها
من الملوك.. والشيوخ.. والخَدَم

أستخدام للشتيمة في التحريض والوصف السلبي للانظمه التي ضيعت كل شي وبات الانسان العربي في خبر كانه. ولنا في مقالات أخرى لشعراء وكتاب صنعوا النص والخطاب التحريضي..

د.علي حسون لعيبي