Alef Logo
يوميات
              

AB-

جيلان زيدان

خاص ألف

2013-12-26

"لم يحدث ما توقعته تماما, لكنه عندما حدث, كنت أشعر بأني قد توقعته مسبقا, لذا, قبلته بسلامٍ يميل إلى البهجة, والسكينة


أحبّ أن أنهي بهاتين الجملتين قصةً في حياتي. ابتدأت بهما. مواربةً ضلفتي الورقة, سجّلتهما على عجل. وكنت في هذه الحالة, أبتني بيوتا جديدة أمام عيني. يوسّع مساحةً فارغةً لها بداخلي: قلبي وأحشائي. نصبوا الكراسي. وبعض الإضاءات الخافتة القابلة للإيضاح.
ربما “فرح”! ربما مأتم!


ما أخبار مديريات الأمن؟ بالطبع أنا سلمية وكتاباتي ليست سياسية بأي وقع, وبطول خطواتي تحدُّني “حيطة” أمشي إلى جنبها. ثوراتي المعلنة والمخمدة داخلية فقط.. داخلية!!.
تظهر في سطوري التي تشبه الفراغ لشخص سياسي ممتلئ بالحناجر العالية ومزيد من “البريل” مانح الطاقة والقوة.
إذًا فأنا أسأل عنها لسبب آخر. وأردفُ بسؤال ثانٍ: وأين القسم الخاص ببطاقات الرقم القومي؟؟
ورد لي بدون منسابة أن أغيّر بطاقتي الشخصية. لسبب ما جعلني أكتب هاتين الجملتين أعلاه وأفكر في هذا الشيء المضيع للمال والوقت, والذي يجعلني أحتك بشكل مباشر مع أناس في الواقع أباعد بين معاملاتي وبينهم.


اتصلتُ بلا أحد. حيث لا أحد يعرف ضميري الذي يجعلني أكتب أشياء مبهمة وأفكر في شيء غير مفهوم. في الواقع أن لا أحد سيساعدني على الإطلاق. وهذا يطمئنني إلى هذا المجهول الذي أمضي به وهذا الوقع من الكتابة الذي ينتابني “وخلاص”.
صورةٌ شبحية تظهر في أقصى الشمال. عنوان قديم لمكان يحتم ذكرياتٍ هي الأسوأ في حياتي. وأرقام غير مفهومة تضيّع تاريخ ميلادي وسطها. هذا الذي لا أحبّذ كثيرا تذكّري له. وفي ظهر هذه الشريحة الحقيقية, “أنثى مسلمة آنسة”.
كل هذا التاريخ من قصص الحب الفاشلة ولم يشفع لوصفي أن يتغير, مجروحة ومصدومة ومتتالية في السقوط. لماذا لم يضعوا حالة تليق بمثل هذه الصورة الشبح التي تتصدر البطاقة؟ كل شيء في هذه المُعرّفِة يقول بأنها لا تشبهني ولا تتطابق مع واقعي الحقيقي الذي أكونه في مستند الحياة.


"جيلان زيدان", كم أنا أحبك! وللمرة الأولى أعترف بهذا وبمقدار هذا الحب الذي لن تقدّريه الآن حتى وأنا أكتبه لك. تناسي من أجلي أنك الكاتبة. اقرئيه وأصابعي أنا فقط هي التي تكتب. أنت المواطنة الحياتية التي تسمح لعشرة مشاوير في التاكسي أن تُنجز قبل مشوارها بينما هي الأولى التي ركبت. أنت مسوّدات الهواتف المحفوظة لأرقام خرساء كانت تغني لسعادتها فقط, حزمت أغراضك من ذاكرتها وتركتكِ تقيمين في هذا الفراغ.
أنت المنشفة التي تعصرينها على خجل, وتدرين أن هذا البلل قدرها لكنك تشفقين!
أنت هذا الجسد المبني من طين وحجارة وصلصال وكراكيب لسطور لم تستطع كتابة قصة واحدة بخاتمة!
أنت الطفلة التي تقف على باب جيرانها وتصتنت على طفلة تشبهها بالداخل تلغو, وتقولين بفرح: دي بتزقزق!!! : ))
أنت الوردات التي تتشاجر مع بائعها كيلا يعيد تنسيق سيقانها. أنت الابتسامات التي وصلت للسماء في ألفة عبرت بها إلى الله!

أول بطاقة استخرجتها كانت تلك الالكترونية التي زارت فيها مصلحة الأحوال المدنية مدرستك في مرحلتك الثانوية, لأنها كانت أولى أعوام تعميم هذا الجنس الإلكتروني. يومها فتّشتِ عن بند كنتِ تنتظرين بلوغك سنك القانونية من أجل اكتشافه. للأسف ليست كالحال في البطاقات الورقية القديمة يهتمون بـفصيلة الدم. لذا فقد قضيِت طيلة الثلاثة عشر عاما تتبرعين بالكثير من دمك لنزيف في قصص الفراق والندم وكثير الجروح التي تحولت إلى شبه خواتيم تصدقينها. ترين فيها لون دمك ولا تعرفين لأي فصيل ينتمي!

في رحلتك العابرة, لم تحددي سرعتك المتجهة للقبلة التي تذهبين إليها. لم تقدري مقدار الاحتكاك الذي أفقدك أرقاما مهمة من مركبتك. يسافر الهدف معك كلما اقتربتِ منه.



- (-Ab)
“انتي فصيلتك مركّبة, وصعبة كمان!”.
-قالت لي آنسة التحاليل, حين أبان التقرير ذلك-



عود للأنـا...



كنتُ أعلم من البداية أني قدر من كتابة. حُقن دمي بأول حرفين من الهجاء لأكمل الجمل الناقصة في حياتي.. صورة واحدة للدم كشفت عن هذا القدر متأخرًا, ومنحت وريدي عنوانًا لم أكن أدريه.
لعبة الكلمات المتقاطعة هي الأشبه بجوابٍ مناسبٍ حين يسالني أحدهم: كيف حالك؟

لكني لم أفهم معنى كوني سلبية لهذا لحد, هل يعني أني تامة الشفاء من الحياة أم أني بالحق ملوثة بها؟
“تركيبي” وصعوبتي في الجزء السائل مني, يُفهمني أني مورطة بتعقيد أكبر في خلاياي الجامدة, وفي شكل روحي الهلامي الغريب!

كانت الرحلة من البداية احتراق. لأن الهدف دوما كان “نجمة”. وتنكري في هيئة قوة, لم يمنحني إلا أجزاء إضافية من المواجهة أفقدها بالاحتكاك الذي يكسرني جزءا جزءا خلال سفري.

لم أشعر فعلًا بمقدار الفقد يومها. لكني الآن أقف على ذروة المنحنى, لأستعد للهبوط الاضطراري الذي يخبرني بشكل ما أني أصل.. أني أنتهي.

















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

فريدة إلى الآن

09-تشرين الثاني-2014

فريدة تحديدا

01-تشرين الثاني-2014

على كلّ جانب لنا ... ألف قصة بلا موت ...

26-تشرين الأول-2014

من الورقي ياسين للثائر عمر

19-تشرين الأول-2014

جيم فاء راء

08-تشرين الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow