الفيكس ينتشر في الغرفة برائحة نفاذة تقتل جرثومات التعب,هذا التعب الداخل إلى الغرفة معي من الخارج... لكني كنت أعلم أنه مجرد مسكّن لحظي أو ملوّن لهذا الصداع الذي أثارته الأفكار المطهية بالشمس ..

احترق كل شيء هذا النهار في رأسي .. حتى اسمك!!

....ريد ؟ فريـ .... ؟؟؟ أووه فريد, نعم فريد..هذا أنت ,, هنا ؟! لم أنس أن أسلّم عليك.. لكن ربما شيء من الاحتراق طالك, طال ذاكرتي بلا خسائر أكبر من الفقد.

هل سمعتَ بهذه الكلمة من قبل ؟ لحظة .. سأسلّم عليك ... كيف أنت؟

الفقد ليست كلمة سيئة على كل الأحوال, قد تهب عجزنا ذات وجع طلاءً يشبه نسيانا,

الفقد هو امتلاكك لمقلمة ثرية وورقة بيضاء, لكن طفولتك لم تجد ما ترسمه قلبًا , وشبابك كان مُقعدا عن ترقيم هدف ما فوق مساحة..

الفقد يا فريد هو تلك الأم التي نذرت حياتها لولدها الذي أخذ ينسل منها حقيقة فخيالا إلى أن محاها من ورقه؛ لتعودَ بيضاء.

الفقد هو ذلك الفقير الذي تمكنتُ من إقناع الطيبين أمثالي بأن يتبرعوا له بما يكفل له حياة يقرّ بها حلمه.

فلما فعلوا, نام فرحا.. فرأى بالمنام رجلًا يقال له الفقد, أتاه وقال له : هذه الفرحة أغزر من ملامحك, أطول من حروف اسمك.

فحمل الخير وترك الصفحة أيضا بيضاء ..!!

الفقد هو حب عارم انتهى بمساء يخبرك فيه حبيبك: وأنت بخير (........),

فقد حبطت كلمة "حبيبي".

الفقد هو تلك المآذن التي تعلن عن شيء أكبر أكبر من تصورنا, لتهبنا إياه في موعد .. لكننا نتسرّب إلى الشاشات والتأجيل والرغد المؤقت مشغولين بموعد يشبه تصورنا.

الفقد يا فريد لا يشبه الموت ولا الفراغ.

"

لأن الموت هو الحقيقة الوحيدة على وجه الأرض, أو في باطن الأرض أعني..

الحقيقة المسلم بها غيبيا.. وجهها للسطح لا نعلم منه سوى كلمة واحدة : موت.

وباطنها يحكي تفاصيل الحقيقة.

أما الفراغ : أما حكيت لك عن الرجل الذي دخل صفحة مهمة من صفحات موقع التواصل الاجتماعي, فرأى رجلًا كان قد كتب عبارة دينية –ربما- للنقاش, أخلاقية –ربما للنقاش.. أو علمية .. لا أذكر..

ومن بين الجموع التي انهالت تشارك برأيها حدّ التصارع, دخل فكتب: أحبكِ حتى أن الشمس تعلم

والقمر يسهر والليل مادريشو ...

"

هل جرّبتَ الفقد يا فريد؟