Alef Logo
يوميات
              

هذه النهاية تحمل شيئًا في الداخل

جيلان زيدان

خاص ألف

2014-01-02

أكاد أجزم بأني مولودة مع بداية حرب. روحي نكبة مستمرة. وهذا الديسمبر نهايات متتالية غير محدَّدة. لا أكاد أشعر بنهاية عام وبداية آخر.

أنت حبيبي يا محمود الذي لم أناده بعد بذلك. اختزلت لك الهدايا والرسائل والحب لوقت هذا الفراق. كل حبّ في الفراق أشهى. وكل وقت فيه أبديّ وطويل وخاطف.

توقعتُ أنك ستسبقني إلى المكان الذي أخبرتك عن ذهابي إليه, وكلما اقتربتُ لم أجدك. أتخيّلك في الخطوة التي بعدها..
الطريق فارغة. إذًا أنت تحملُ وردًا تنتظرني بالداخل؟!

كاذب هذا الحلم, كوجه الماء لا يحتفظ بالصور. وتلك العين التي تُفتح دومًا على الحقيقة.

ستضايقك كتابتي لك بعد حين. لكني قدرٌ من كتابة. لا أحظى بالسعادة بأكثر من ورقة وقلم وناصية مبللة بالمطر. مجنونة لأقصى درجة. بالذي يمنحني الشعور بالإقامة أسفل بيتك الذي لا أعرفه بشكل ما. لكنه مقودٌ ربانيّ يكبح جنوني بالانفجار.

بدوتُ أكثر تشاؤما في بداية حديثي. لكني لستُ تماما كاليأس الذي يمكنك أن تصفه بمجرد القراءة لي. إني حزينة فقط, حدّ الضحك والانهيار. وأعرف أن مرض الحزن المتمثل في الكتابة شخص بالضرورة ميّت لا علاج له إلا تلك التمائم السطرية التي نزفرها من حين لآخر.

أنا سعيدة جدًّا بالحياة. وبتلك الآلام التي تُشعرني بوخزي الدائم. وبتلك الجراح التي يمكنني التعرف من خلالها على فصيلة دمي ولونه. بتلك الأمور المشوّهة التي تعيد قلوبنا للمرآة. سعيدة بتلك التجعدات التي تضفي ثوبا جديدا من الجلد على أجسامنا للخروج في نزهة زمنية أخرى. وبهذا الضغط النفسي الهائل, الذي من الممكن أن يضغطك في حجم تابوت. سعيدة بالخصام أكثر, الذي يؤوّل الحديث للغاتٍ أخرى كالصمت والكتابة.

في الأمور المقرّحة التي علينا أن ننظر فيها لقاتل بأنه أسوأ شخص على الإطلاق. أرحب أنا بهذا الكائن الذي أشبع النيران الجحيمية بلحمه المرير. أرحّب بالرجل الذي يخلع جزمته عند الباب ويدخل الحياة كأنها قديسة لا تقبل إلا حبّه لها بكلّ ما فيها من تعاسة هادئة.

كلّ الأوقات تتقبّل مدّة زمنية محددة للأمصال الحياتية التي تحقننا وتزول, الحب, الكراهية, الحزن, الفخر, والجمال. كلّ شيء كمؤثر هو زائل. لكنه يُبقى مكانا عقيما بجسدك حيث كان. متأثرا بنقرة تشبه ندبة أبدية, وغالبا هذا المكان الذي كلما نظرتَ إليه هو قلبك. قلبك فحسب الذي يستطيع أن يعبر بهذا الكم الهائل أشرطة القطارات ويرحل إلى أزمنة لا تشفيه. هو مورد الذاكرة بكل هذا الألم.

دعني أعدُّ الآن أجوبة مستقبلية على كل الأسئلة المستقبلية التي لم تسألني عن سعادتي فيها الحياة بعد.
مستعدة للجواب الرمزيّ بصورٍ في المخيّلة معك. لكني في كلّ مرّة لا أقوى على الإجابة, حيث أفقد النطق.


6/12/2013
10 مساءً

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

فريدة إلى الآن

09-تشرين الثاني-2014

فريدة تحديدا

01-تشرين الثاني-2014

على كلّ جانب لنا ... ألف قصة بلا موت ...

26-تشرين الأول-2014

من الورقي ياسين للثائر عمر

19-تشرين الأول-2014

جيم فاء راء

08-تشرين الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow