اخترت البراري ساحات للنقاش

اخترت الجبال العالية موطناً للعشق

سأترك الحزن وأهاجر إلى أعماق الأرض

لأعبث بخصلات شعر بسايكي

أريد العودة إلى وحشيتي

إلى فطرتي المغروسة داخلي

أيها الحزن إلى متى ستبقى محلقاً في سمائنا؟

إلى متى ستشعل القلوب حقداً؟

في بلد جفت مياهه وصهرت حجارته

أريد أن أسألك عن أرصفة وشوارع قست عليّ

عن أناس قست قلوبهم قبل زمن

عن شجرة التوت الوحيدة التي بقيت

عن أغاني الحصاد وحناجر الحصادين

زحف السحاب واقتلع أنين الأطفال

أأستطيع أن أقول للجلاد

بأي حق تجلد من حلم بالنظر إلى الشمس؟

بأي حق تغرس الموت

في حنجرة بلبل غنى لبزوغ الفجر؟

بأي حق تزرع أنهاراً من شوك

في وطن رفعتَ فيه أعلامك السوداء سنوات طويلة

أأستطيع أن أقول للجلاد كل هذا

أم أنني سأختنق في الصمت

وأصفق للمشانق المشيدة فوق المقابر

منتشياً برائحة الحرائق التي غزت قلب الأرض؟

أأغني على أطلال اليأس؟

أأطارد الذكريات القديمة

وأحلم بالبطولة في أحضان العشق

أم أنني سأنتظر مغيب الشمس

في ليل دائم

وأتهادى في الطرقات ملوحاً بسيفي الدونكيشوتي

أطارد الذباب؟

وفي ليالي الصيف أمارس حقي المشروع

في الدفاع عن نفسي بصراع الناموس

في معركة خاسرة ككل معاركنا التي خضناها

فخسارة كل إنسان في وطني تعني لقباً جديداً للجلاد

وخسارة كل شبر تعني وساماً جديداً

تباً لعرش يُقام على آلام بشر ودموع أطفال

آه.. أيها الجبروت المقام فوق أضرحة المدن والقرى المنسية

ارفع غمامك عن سمائنا

لتعود طيور السنونو إلى أعشاشها

وتورق شجرة التوت الوحيدة التي بقيت