Alef Logo
يوميات
              

ميم "محمود".. الميم الأولى

جيلان زيدان

خاص ألف

2014-02-16


اقنعني يا محمود بأن حضنك الخامل لم يُستعمل سوى مرّة واحدة مستقبليّة لي. وأن دموع صديقتي إيمان كانت نورا وفراشا لروحينا تبارك الدعوة. ميناؤك البعيد لم يعدني إلا بصافرات إنذار تغنّي بحزن حاد وبنغمة واحدة. تلعن الغرق. وأنا كامرأة طفلة لم ينقذها من موائها سوى كوب الماء بالسكر. لم أتناول مهدئا واحدا إلى الآن إلا اسمك. ستتركني. وتلك الحكايات التي بدأت تستعد للركض إلينا؟! ونبتة زرعناها في كفنا كانت جديرة بأن تكون رأسا ثالثا تنجب الظل؟؟!

لم ألحق أن أعرّفك على شنطتي الكاكاوي, وعاداتي السرية في الجلوس بجانب حبيب في مقابلة أولى.

حتى بصماتي لم تلبث أن تتفسح في شوارعها بهدوء, لأنها كانت لمسة خاطفة. وحزينة.

أنا أؤمن بالحزن وأخبرتك من قبل يا حبيبي, وأؤمن بالشوق الذي يجعلني أفتح صفحة حديثنا الصغيرة بيضاء دون حديث. وأؤمن بالهدايا التي تصلني بثقة التخفي الآن منك. أؤمن بتبرع السماء بالماء. وعيوننا.

وأعرف كساحرة خيّرة عن روحك الكثير. بالصدمة العالية نستطيع أن نتعرف إلى أنفسنا تماما. أنت تشبه كومة القطن النقية. التي تنفش بريح الحزن..

نحن الآن نطير. والسماء قريبة لكن الدعوة كانت بقوة رمي عاجلة نفّاذة للأبعد.

تشتتْنا في الفضاء. لكني أحفظك جدًّا بجاذبيتك الأولى.

كأي فتاةٍ وجدتُني. واكتشفتُ أني عادية وهشة تجاوزتِ المشاكلاتُ الطرقَ إليها. وبَنَت بيوتًا في حيّها الصغير كنوع أليف من الاستعمار الجبريّ.

تحت كل الضغوط اكتشفت أيضًا أني أكتب لك بهذا الانبهار وكأني ألمح خطوط قوس قزح الشاحبة بالأفق دون مطر. شيء ما كان يلوح لي. كشبح السعادة. يعدني دوما بجسور متحركة وآمنة للرغبة التي أحبّ.

وانهيار ما وأنا على عتبة بابك كان يُبكيني بعنف. يحرّك روحي. فتحرّك يدي. تلتقط الهاتف. أحاول مهاتفتك لكني أغلقه بسرعة. ويهيلني منظر دماء الدمع الشفاف.

لم أحظ ولو لمرة واحدة من قبل بمقعد واحد يحمل قلبي مع قلب شخص آخر, إلا معك. كنت أظن اسمي متجرا خاصا للكآبة والجروح من قبل.

ههههه لكنه حدث. وأكدّ المعلومة.


ربما عليّ الآن أن أغلق هذه الصفحة. –كأنك تقول- وألّا أخبرك بموعد تسجيل حلقتي القادمة في يوم الأحد في التلفزيون. وأني سأذهب اليوم للندوة الأدبية التي لعبتها المرة الفائتة واخترتُ زيارتك..

و ألا أخبرك عن موعد الملتقى السنوي الذي حضرته العام الماضي في أول فبراير وأني مدعوّة إليه هذا العام..

ما زال معك الكثير من الحلم الذي شربتُ فوقه كوب الماء بالسكّر لحظة إفاقتي من حزنٍ يخصّك, فابتلعته ولم أقله.

لم أقل لك أني سأتعارك مع أطفالك ليحبوني أكثر منك. لكنه عراك ظاهريّ فقط, حيث حلمي هو أن يحبك أطفالي كما تحب أباك وكما أحب أبي.. هذا لا ينفي عراكي على تبرير حبي لكل الأشياء بحجم كل المتناقضات في الحياة.

الأسلوب الأمثل الذي علينا أن نحب به أرواحنا لآخر قطرة... آخر قطرة... وأضحك. : ))

هل أرواحنا من ماء؟

لم أقل لك أيضا أنه من قبل البداية علينا البدء بالأشياء التي نحب دون هدرٍ للوقت. الوقت مستمر لكن الفرصة رائجة. وإن لم نحقق المكسب الكثير فقد عشناه.

قلتُ لك: طول عمري لوحدي..

وتنبّأتُ بذلك..

أنا لا أحاول الآن محاوطتك بالكثير من أشجاني لأترك الصوت لك. لكنك لم تتكلم. باستطاعتنا أن نرسم شخابيط على الجدران ونحنّطنا إن كنّا جادّين. باستطاعتنا أن نغفل عن الدمع بوقفة قصيرة على عتبة بحر..

عفوا.. ليس للبحر عتبة نتخطاها نحو الأمان. لكنه استدراج الخوف الدائم لنا نحو الدوامة.

باستطاعتنا أن نرسم صورنا ألف مرة كلما محتها موجة غيورة. وأن نُعلّب كل هذا الحنين خطوطا مؤدّية في الذاكرة. نحفظها من هواء النسيان..


لماذا لم تلحق بي عند الدرجة الأخيرة من السلّم؟؟؟!



.5/12/2013

3:34 عصرًا للدموع.































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

فريدة إلى الآن

09-تشرين الثاني-2014

فريدة تحديدا

01-تشرين الثاني-2014

على كلّ جانب لنا ... ألف قصة بلا موت ...

26-تشرين الأول-2014

من الورقي ياسين للثائر عمر

19-تشرين الأول-2014

جيم فاء راء

08-تشرين الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow