Alef Logo
ابداعات
              

أيتها الأشياء التي لم تعد في بالي

جوان سوز

خاص ألف

2014-03-31

أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي .


الحاديّة عشرة ليلاً

قبل الموتِ

على سجادتكِ .


أيتها الوسادة العتيقة

أرجوكِ

اتركيني

كي أنام .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي .


خزانتك في وجهي

والجرائد على المدفأة

أيتها المجلات

التي لم أحرقها

أيتها الكتب

التي قرأتها

ورغم ذلك

كذبَت عليَّ .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي .


أيتها الشوارع

اخرجي من رأسي

كي أرى الوحل

الذي داسوا عليه

كُلُّ السفهاء من بعدي .


أيتها المكاتب

التي احتالَت علي

أرجوكِ

أنا عاطلٌ عن العمل .


أيها الكاتب

أيها الشاعر

كفاكَ حُزناً

سبقكَ المثل الذي يقول :

" يلي فيني مكفيني " .


أيتها الناشطة

التي لم تعد تعيش اللحظة معي

أذكرُكِ

في آخر لحظة عشناها

سقطَ شهيدٌ آخرُ معنا

ومات بعده حذاؤكِ

ثم باتَ قلبي

مقبرة جماعية

من حدائق الغوطة .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي .


القُبلة سراً

والقذيفة العلنيّة

والرصاصة الطائشة

أيها الجُندي

أسألك :

لما قتلتَ حبيبتي؟

ونحن لم نكمل قبلتنا الأخيرة ؟!

أيتها الأخبار

لما لم تصرّحي باسمها

ألم يمت من قبل ؟

كُلُّ أهلها .


أيها الركام

الذي كان يسمى بيتنا

أيتها الجثة

التي كان تدعي " حبيبتي "

أريدكِ الآن دمية

أكثر من أمي

التي صنعَت فشلي .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي .


أيتها السيجارة

التي لا أدخنُكِ في نومي

أيتها النار

التي أشعلتكِ بيدي

وأطفأتكِ بيدي أيضاً

لا تملأي منفضتي

كي لا أرميكِ

من النافذة

وتقع على رأسِ التركي .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي

يكفي أن أشتم الأتراك

وأن أحبّ فقط غربتي .


أيها الجواز

الذي لم يعد يخدمني

أيتها الهويّة التي لم تعد

ـ تستخدم حتى لقسائم المازوت ـ

أتوسلُ إليكِ

فقط احفظي لي اسمي .


أرجوكَ

يا أبي

لمَ أبكرت في إنجابي ؟


أيتها الأم

تعلمي قراءة الفاتحة

قبل أن أموت

فهي بصوتكِ

أجمل من الأغنيّة

التي أهدتني إياها

ـ طالبة الفنون ـ

وميادة تغني :

" كذبك حلو "

من أجلها .


أيتها الأغنيّة

لم أعد أريد أن أسمعكِ

لأن طالبة الفنون

ـ تركتني ـ

هي أيضاً تركتني

يا ميادة . فلا تغني .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي .


لم أعد أريدكِ

يا جارتي

فالحريّة أجمل منكِ

ومايزال بيني

وبين أخيكِ

ثائرٌ كبير

يسمى " العرض " .


أيتها الأحياء الضيقة

لم أعد أحبّ أزقتكَ أيضاً

أيتها الساحات

ألم تملّي من الأكاذيب ؟


أيها السجن الكبير

أريد أن أتنفس .


أيتها الأشياء

التي لم تعد في بالي

لم أعد أريدكِ أيضاً .


أيتها الحريّة

أريدكِ فقط

فقط أنتِ

فمن أجلكِ

خسرتُ كُلُّ هذه الأشياء

ولم تعد في بالي .


أيتها الحريّة

التي ضاجعها الجميع

من أجلي

أيتها الحريّة

أريدكِ


لأني من أجلكِ

أكره كُلُّ هذه الأشياء

التي لم تعد في بالي .


مارسين / خريف 2013




































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

كثيرٌ من الموت ـ قليلٌ من الحياة

27-تشرين الأول-2018

بعيونٍ فارغة ـ مليئة بالندم ـ

19-كانون الأول-2015

نصوص بلا ذاكرة (2)

18-كانون الثاني-2015

قصائد ثلاث

06-كانون الثاني-2015

كثيرٌ من الموت ـ قليلٌ من الحياة

23-كانون الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow