Alef Logo
يوميات
              

" النَّجفة "

جيلان زيدان

خاص ألف

2014-04-06

لم تمانع أن تضيء رغم عينين مفقودتين منها, وعين ثالثة تسرّبتْ بعض الالكترونات فأحرقت قلبها التنجستن. حدّقتْ بذات الفرح الذي أرغب به, قد يكون لعنايتي بها سببا لوصل هذه الألفة التلقائي بين قلبين يحاولان الإضاءة.


قلبها الزجاجي أصبح أكثر تلألؤا بعد نهري لبعض التراب من فوقه, وعنايته بالقليل من الماء والصابون ثم التجفيف الجيد والتلميع وإعادته إلى مكانه.
شخصيا أحبها على هذه الصورة الخطأ التي ركبّها عليها الكهربائي أول مرة في بيتنا.
حيث أنه كان من الواجب أن يصفّ أدوارها من الأكبر محيطا إلى الأوسط ثمّ الأصغر. لكنه بعد يومٍ شائق استهلك فيه عددا هائلا من أكواب الشاي والعصير المقدمة له, وضعها على هذه الطريقة: الأوسط, ثم الأكبر, ثم الأصغر. وأقنع أبي بأنّ: "كده أحلى".
غضبتُ يومها رغم صغري, وصرت أستفز أبي ببعض الغمزات واللكزات كي ألفت نظره إلى جرم ما فعل الكهربائي الصديق. لكنه كان يتلقّى غضبي بأريحيته المعتادة ويقول: عايزة ايه بس يا حبيبة بابا؟


أعرف أن بعض الصداقات عليك تقبلها: هكذا. وأنت تدرك تماما مساوئها التي قد تعود عليك بالضرر.
لكنك قد تقرر استمرار صداقتك بها؛ لأسباب تزين هذه الأخطاء في نظرك تعود عليك بفائدة نفسية أكبر من إهمالها.


بهذا أدركت أني ما زلتُ قادرةُ على القفز فوق حفرات مظلمة. وتخطي العديد من الأشياء المكومة في طرق الذاكرة بمهارة الاجتناب أو النوم.

لم ترتجف حتى مع زلزال 90 الذي أصاب مصر وحين عودتنا من السفر, كنت أنظر إليها بقلق رهيب على ورقاتها التي تظل تبرق رغم كل السنوات في مكانها. وفي كل مرة أجدر فيها على الاختلاء بنفسي كانت تثنّي وحدتي, فأجلس بالأرض وهي بالسقف.


على شكل وردة. تفتّح قلبي الصغير كما يفع دوما مع بعض الأشياء التي كانت تكبرني في صِغَري.
وكبرنا سويا. إلّا أنها على حالتها بقيت. ورغم ذلك أشعر بشيخوختها تضيء بوهن. وأشفق عليها غالبا.
حتى أني أصررت على إنارتها بالمصابيح ذات الإنارة البيضاء "الموفّرة"؛ وكأني أؤازرها قالبًا, إشفاقا على تاريخها الذي آن له أ يستريح من الصخب الأصفر.

شعور أملأه الحب وفاض. حين نظر حبيبي لها جالسيْن أسفل منها كلّ في جانب مقابل. خيط بصر سارح يتعلّق بها. وكأننا نتساءل عن دون قصد: "ماذا يحدث الآن"؟









تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

فريدة إلى الآن

09-تشرين الثاني-2014

فريدة تحديدا

01-تشرين الثاني-2014

على كلّ جانب لنا ... ألف قصة بلا موت ...

26-تشرين الأول-2014

من الورقي ياسين للثائر عمر

19-تشرين الأول-2014

جيم فاء راء

08-تشرين الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow