لا أحلمُ، لأحلمَ أن أكون غيري

ولا غيري يكون صدى

ضدّي شبهٌ لي

وإنْ يُقال بطريقة أقسى

والشبهُ ضدٌ لما ضاع مني سدى

لا أحلمُ، لأحلمَ أن أكون امرأةَ الحظّ

أنا المفتوحةُ على فرجة العالم

أحملُ جسدي الصغيرَ

سؤالاً كبيراً

ليغدو رهن ما يَعبِد

فلا يُعبَد غيرُهُ إن تعرّق فيه ندى

أحلمُ أن أطير

ها الأصابع إن تندّت، بناتُ الغيم

أحنّي القدمين بحفنة تراب

لا تكذّب أصلها

كي يصْدُقني الطينُ، فلا أكون منفى بخيلاً

لأشهدَ أنّي لم أزل أحيا بي

أتحررُ من هوسِ ما هو لي

فيعود ما ليس لي، إليّ

أحلمُ أن أقعَ على طريقتي

كي أتلذّذَ بلدغة الروح إن جارت عليّ

أتّسعُ بما ضاق بي

لأؤمنَ أنْ ما هكذا تُقرأ الرغبات

وأنّ الرعشةَ زنزانة الجسد الحرّ

إذا ما تركنا كلَّنا، رهنَ العبث فينا

أحلم أن أصرخ

ملء صدرٍ ما زال لديه من الخيبات

الزمن الكافي ليصمد

عندما يؤمن أن لا مكان لانكسارات الروح

إلاّ في قلبٍ واحد

فسلامٌ على الخيبة

يوم أخسرُ كلَّ شيء، فقط لأعود إليّ

أحلم أن أكون أنا، ولا أنا غيري

الجسدُ الذي لا يُعرف إلاّ بالفضيلة

ليس لي

لي ما ليس لهم عليّ

حتى لا أدركَ بأيّ اللغات تُمارس القبلُ

وبأيّ اللهاثِ يُلثمُ فيضٌ

دلقَ الملحَ

فأبحر ما خفي منّي، فيَّ

ما أدركه

أنّ الجسدَ كريمٌ

وأنّ بين الحبّ والفطام منزلة

لا يقوى بها

إلاّ من به ضعف كافر

أحلم أن أرتدي جلدي كعروسٍ

في دارةِ الريح

أسمّي عصفَ الرغبةِ باسمها

كي لا يتوهَ عنّي ثالثُ المكرين

أنّي، أناي... ظلّينا

فندركَ أن أحدينا يشبه الآخر

وما الظلّ الطارئ

سوى مرآتنا

فقط، إن شفّ أوّلُنا عن ثانينا.