Alef Logo
يوميات
              

لمن سأعطى صوتى «٢»

فاطمة ناعوت

2014-05-21

صوتى مجردُ صوتٍ من ملايين، لكنه صوتى: أشرفُ ما أملك. هو خيطُ الحرير الذى يربطنى بهذا الوطن، ويمنحنى شرفَ المواطنة. أُبقى الخيطَ مشدودًا، ويقِظًا، كما الوتر. إن تهدَّل أو تراخى، تهدّلتْ مواطنتى، وتراخى حبى لمصر. عبر صوتى، أعلنُ لمصرَ كم أحبُّها، وكم يقلقنى غدُها! وكما أفخر بمصريتى، سأفخر، غدًا، باختيارى رئيسًا ينقذ مصرَ من الهاوية. فاز، أم لم يفُز، المهم أن يقول صوتى: «بحبك يا مصر!» لهذا سأنتخبُ رئيسًا يجعل سيدةَ مصرَ الأولى هى: «مصر». سأنتخبُ خرّازًا ماهرًا يعيدُ رتق النسيج المواطنىّ الذى اهترأ على يد الإخوان والسلفيين والجهلاء، فيُعيدُنا: «مصريين»، يجمعنا الحبُّ والتوحّد فى مشروع جاد يرتقى بمصر. يُعيد للشارع المصرىّ «الكودَ» الأخلاقىّ الذى غاب منذ الستينيات. حين كنّا أكثر احترامًا وجمالاً وبراءةً وأناقةً وتحضّرًا. يُعيد لمصرَ أناقتها، حين كانت القاهرة يومًا إحدى أجمل مدن العالم. سأنتخبُ مَن يشطب من قاموسنا ظواهرَ قميئة لا أفهمها، مثل: «القمامة- التحرش- الطائفية- الكسل- الفوضى- الإرهاب- المعلش». سأنتخبُ رئيسًا ليبراليًّا متحضّرًا يؤمن «بحتمية» المدنية والحوار المجتمعى، وينتشل مصرَ من التردى الراهن لتغدو دولة عصرية عادلة، تحترم الإنسانَ، والحيوان والطير والشجر. سأنتخبُ مدنيًّا يُعلى دولة القانون، المُستقَى من مواثيق حقوق الإنسان وروح الأديان العُليا التى تأمر بالعدل والمحبة والمساواة التامة أمام الدولة. سأنتخبُ من يُعيد للأقليات حقوقَها، وللمرأة آدميتَها، وللطفل مستقبلَه، وللعجوز مكانتَه. سأنتخب مَن يُنصف الفقراءَ، ويعيد تأهيل وتهذيب البلطجية، ويقضى على ظاهرة «أطفال الشوارع». سأنتخب مَن يمنع إنشاء أحزاب دينية تُحابى طائفة، وتظلم أخرى. فالدولة «وطنٌ»، يقفُ على مسافة متساوية من كافة الأديان دون تمييز. سأنتخبُ مثقفًا يحترمُ هُويتنا وحضارتنا الفرعونية، كما احترمنها العالمُ المتحضر. سأنتخبُ من يحترم الموسيقى والأوبرا والمسرح والأدب والفنون الراقية، ويعيد للكتاب جلالَه. سأنتخبُ إداريًّا حاسمًا لا يعرف الفشل، يعيد هيكلة التعليم المصرى الخرِب، ويُسخّر ميزانية الدولة للبحث العلمى. سأنتخبُ من يحضُّ المصريين على العمل ونبذ الكسل. سأنتخبُ رجلا قويًّا يعيد لمصر كرامتها بين الدول، فلا تصدعُ لأوامر قوى تعمل على تفتيت العرب. ويضع كرامة المصرى، داخل بلده وخارجها، كفوًا لكرامة مصر. رجلا يجمع شتاتَ العروبة، تعهّد بأن الذود عن أى جارٍ شقيق يساوى: «مسافة السكة» بين جيشنا وبين أرضه. سأنتخبُ مَن نصر شعبَه، وتحدى العالم والإرهاب. أقولها بقلب مطمئن لغدٍ طيب: تحيا مصر.

الجزء الأول من هذا المقال نُشر فى «المصرى اليوم»، فى مثل هذا اليوم، قبل عامين: ١٩ مايو ٢٠١٢.


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

يا الله، من رسم الخطوط حول الدول؟ ترجمة:

07-تشرين الأول-2017

«الشاعر» هاني عازر

20-تموز-2014

نوبل السلام لأقباط مصر

28-حزيران-2014

هنركب عجل

18-حزيران-2014

النور يعيد السيدة العجوز

11-حزيران-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow