في بالي

أشياءٌ كثيرة

تسألُ عنكِ .

القلب يسأل عنكِ

وكذلك ما بقي فيهِ

من حُبٍ خبأتهُ لكِ .

علبةُ سجائري سعيدةٌ جداً

وأنتِ تلتقطينَ منها

سيجارتُكِ الأخيرة

من أنفاسي .

وكذلك أعوادُ ثقابي

المجففة كفمكِ الشهوانيّ

الذي تركته يوماً بقُبلةٍ

على بابكم المُراقَب .

كل شيءٍ يسألُ عنكِ

شبابيكُ بيتنا ...

وشبابيككم أيضاً .

وكل كتبي ...

التي استعرتِها يوماً

ثم أرسلتِها سراً مع أختكِ الصُغرى

هي تفتشُ اليوم عنكِ أيضاً .

وتبحثُ عن بصماتكِ عليها

في الصفحات الأولى منها .

كل شيءٍ يسألُ عنكِ

أصابعي الباردةِ تماماً

تبحثُ عن الدفءِ ين يديكِ

كي أخبّئ بينهما

ما بقيَّ مني ...

لأسدَّ الفراغ بيننا .

كُل شيءٍ يسأل عنكِ

رسائلك التي خبأتُها

تحت وسادتي

خوفاً من أمي

والوسادة أيضاً .

كُل شيءٍ يسأل عنكِ

ذاكرتي تسألُني عنكِ

قلمي سعيدٌ ...

وهو يدوِنُ اسمكِ .

كُل شيء يسألني عنكِ

هداياكِ تسألني ,

وأوراق المسودة

في زوايا الغُرفة

كُلٍ شيءٍ يسألُ عنكِ

كل شيءٍ ـ إلا أنا ـ

آخر من يسأل عنكِ

من أجلهم فقط .

جوان سوز

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنطاكية 19 . 01 . 2014