وقبل أن اتهيأ .. هطلت الغيمة ..ارتطم المطر بوميض الأجراس.. سقطت حبات النعاس عن حافة الغبار والزهر فأيقظت رغوة الصابون من غفوتها .. بانتعاش بريق الاكتشاف المذهل حلت روح العذوبة هكذا باردة حريرية ..هذا هو شبق الانسياب في ملح المعمودية الذي يدفع بالرغوة أن تنمو ..تتكاثف ..تدغدغ ..تتصاعد من سفح النبوة حتى ذروة الوجد المخملي ..وعلى هيئة حمامة تستقر الرغوة النورانية على الكتف حين جاء صوت الصفير مرتعشا "هذا هو الجسد الذي جاء ليـُحدث فجا ويُصلب بالولع على عودك الشاهق " .. عطر ينزلق ببطء إلى النهد .. السـُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّرة ثم تغمر الرغوة فخذي العهد الحميم .. تتجلى شريعة الصعود المتآمر لفض ناموس العتمة الحارة ..ميلاد الروح يبدأ من تطويبات فرح المشتهى .. طوبى للجسد البري لأن به اكتمل التمام .. طوبى لوهج الحرير المنزلق إلى فوهته الصاعد إلى دعوته ودلال التمايل ما بين إيماءة المرمر وإغفاءة البوح .. يبوح .. طوبى لمن يلبي للنداء .. لمن يمتطي صهوة العاصفة وبالشغف يقبض على مسرب الضوء المشتعل .. يحل جدائل الصرخة ويصنع صدعا على ركام الانتظار الرديء.. طوبى للزاهدين عن آثام العزلة ..الناسكين في هيكل البوح لأنهم يخترعون انبثاقا ..يجددون مع نسور الريح ميثاقا شهيا ولملكوت الاتساع الوردي يدعون .. بينما على سفح المغفرة يمحو الله خرس الخطايا برغوة الصابون ..نصير أكثر من الثلج نصوعا ..وأرق من المياه الكثيرة نارا .. أؤمن واعترف بك خبز الخصوبة الطاعن في نبيذ الالتحام .. أنت الجسد الذي يرسم انسيابا دائريا أعلى غبطة الشهقة ويذوب والها في رغوة الصابون ..!