Alef Logo
يوميات
              

كعب عالٍ

ماجدة سيدهم

خاص ألف

2014-12-25

ملل متكرر كل نهار وحتى انصراف النجوم لمخدعها، حين اتجهت إلى المطبخ كاد الحليب على الموقد أن يفور وينزلق بمقدار الرغبة في الاسترخاء ، ليس ثمة أروع من استرخاء الصباح وقبل أي نهوض للتشابك مع المتطلبات اليومية المتلاحقة، همّ الجميع إلى اتجاهه، بينما لازلت أتمم مكارم التزامي وإحكام البيت واتساقه ، ليس أسوأ من عودة آخر تعب اليوم لتجد وقاحات البقايا المتراكمة في مغطس الأكواب والصحون، أتأكد من ترتيب الملابس في أماكنها والمكتب المشترك بينهما، وأيضا الخبز في المجمد، ما تبقى من إجهاد يكفي للهرولة في إعداد الغذاء و بعد عناء العودة عبر طرق مطعونة بالسوء والزحام والانتهاك أيضا، الوقت يأكلني وليس ثمة لطف مع ماكينة البصمة، صماء ، لا تعرف أين أسكن وكيف أقطع الطريق عبر عدة مواصلات أفضلها ردئ وأغلبها يتعطل ، لكنه طريق كل يوم وحتى مطلع مرتب أخر الشهر وأصبر، ربما الشهر القادم أفضل حالا ، سأدبر احتياجات مؤجلة ومهمة، أشهر قليلة وأتخلص من كل الأقساط الآكلة ، التعامل مع محلات الجملة أكثر وفرا، لست في حاجة ملحة لحقيبة يد جديدة ، نؤجل شراء شاشة التلفاز هذا الشهر أيضا، لابأس فالسنة الدراسية تحتاج للهدوء والتركيز، وبات تجديد الغسالة أمرا متعثرا ،على ما يبدو لا مناص من التصالح مع الأقساط، الحمد لله الزي المدرسي لا يرهقني، ليتها تعمم فكرة الزي الموحد في كل مؤسسات العمل والجامعات أيضا، نوحد ملابسنا وطعامنا ومشاويرنا وأحلامنا طالما التنوع أختصر من أعمارنا وأرق مضاجعنا، ربما يتبق من مرتباتنا ما يخفف عنا لشهر آخر ،اغلقت الباب وعلى الدرج أهرول لكني فجأة أنصت لصوت يتدحرج طق طق طق ، كعب عال، انتبهت وكأني لأول مرة اكتشف أن لحذائي كعب ..قلت: هذا الصوت لحذائي ، مددت قدمي " هذه قدمي .. نعم هي قدمي وهذا حذائي" ولما ملت برأسي تأكدت من روعة انسيابية الكعب، أهبط إذا على مهل كي أجيد الإنصات لموسيقا الكعب والتعرف علي إيقاع النزول، إيقاع مذهل.. ساحر ورشيق، سأصعد مجددا وأكرر النزول ببطء، يا لها من طرقعة خلابة وغامضة ، تنفست الإيقاع بتلذذ وأكرر احتساء الصعود والهبوط بنضج الانتباه وروعة المفاجأة، وما بين البطء والتصاعد في الرتم خف وزني جدا، كدت أنادي أسمي بعلو الصوت، هكذا تحررت خلاياي من رباط الوقت و حزام الشقاء والالتزام ، استقام تجعد ظهري وزال عنه مسكنات الوهم، وإلى جسدي تسللت بترحاب رشاقة أنثي منسية ، وذاب الوقت في ماء الموسيقا الفطري للركض والرقص لعزف كعب فوق مساحات سيراميك البيت ، حررت انتحار شعري وتذوقت طعم المرح ولما وقفت أمام المرآة كنت أضحك ..

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الروح يمكنها أن تتألق في الصلاة أو البار أو عند المضاجعة 1/ 4

09-تشرين الثاني-2019

قد نرحل يا صديقي

22-كانون الأول-2018

نساء بلا حيض

09-حزيران-2018

انطلقت الشحرورة وما غرب الصباح

10-أيلول-2016

نصان

16-تموز-2016

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow