ها هم يصلبونك الآن من جديد
«العشاء الأخير» على المائدة
هي ا لليلة الأخيرة قبل الفاجعة
حواريوك أكثر من اثني عشر
سيخونك أحدهم قبل شروق الشمس
فلا تنتظر المفاجأة
اليهوذات تتكاثر
وجوههم تُرسم في الظل
فلا تنتظرهم
اخلع مسامير صليبك
وتيجان شارلماناتك
وامضِ
وطني
قد يخلعون عليك اليوم تأبينا جميلاً
.. ليس إلا
فاغمد سيوفهم في خبز جسدك
اسقهم خمر دمك
وامضِ
وطني
سيصلبك الأغراب والأعراب والغربان مرة أخرى
ويرتلون عليك الفواتح والترانيم
فلا تنتظرهم
واخلعهم
وامضِ
وطني
حررنا وذاتك من أنفسنا
من تابوهات تتكاثر كالسرطان
وامضِ
وطني
أرضك اليوم غوطةٌ عاقر بالكيماوي
إنسانك يموت بكل السبل
وما بين أسوارك وبينهم موتٌ مستطير
فاهجرهم
وامضِ
وطني
اغفر لنا
فوطنية البعض رهن
بهويةٍ
وبيتٍ
وجواز سفر
فلا تغفر لهم يا أبتِ لأنهم يدرون ماذا يفعلون
وامضِ إلى حريتنا
بلا جلجلة
وطني
قريباً سنكتشف ونستكشف ونكشف الحقيقة
كل الحقيقة
حينها سنهتف:
«وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم».

(*) كاتب سوري