Alef Logo
ابداعات
              

جسد بطعم الندم ــ نص روائي..

علي عبدالله سعيد

خاص ألف

2017-10-14

منذ أمد بعيد لم تنم بما يشبه هذه الطمأنينة, أخاف من نومك المتواصل يمه زوينا, قد تكون أحلامك كابوسية, أتوقعها أسود من لون ثياب حدادك على أخي. لابد أنه راودك مئات الأحلام, مئات الأيام, مئات الكوابيس, لن تتكرر صدفة. حملك بولد ذكر بعد الآن. عليك أن تنتظري قميصا قادما, جيلا قادما, تكونين فيه أما صالحة, ومنجبة ذات رزق.. لزوج صالح, وذي رزق. سيعاد تأهيلك في الجنة على ذلك. ربما.. كي لا تقعي في محنة أخرى, في بلوى أخرى. لا تستقيم الأنثى حتى تقع في المحنة,
أو
في
الكارثة.

أمام رتل من العسكر السذج, مزقت ثياب صدرك, ثياب بطنك, زوينا عارية أمام رتل من العسكر, أمام رتل من الشيوخ, والناس البسطاء, أصحاب الدمع الرقيق والبكاء. لم تقبلي صدقة, أو منة, وهبت لحمك, وعريك لمن لم ير.. لحم الأنثى, أو عريها طيلة عمره. دهشة الفقد, هي الأعنف من دهشة اللحم, أو العري, يقال بأنك أبكيت الحجر. لم يكن هناك من أحد ينظر إلى جسدك, أو إلى جسدي, بغير الشفقة, أو الحزن. كنا نُبكي الحجر.. يمه زوينا.. أعود عمرا إلى الخلف, مغمضة عيني عن../ غدا.. حيث مهما تأخر موتك, سأكون وحيدة, بانتظار يأس دائم, وقنوط دائم, قد أسرح في الشوارع مرة أخرى, قد لا أعود من الشوارع أبدا. تخيلي.. أنك لست سوى بمواجهة يأس دائم.. وقنوط دائم. ما الذي سيفعله طبيبي العصبي بعدئذ؟ لن يكون بإمكانه أن يفعل شيئا سوى أن يقوم بإغوائي, أو جري من نبضي إلى سريره, سأعرب له عن رغبتي في ذلك إن قال لي سافري مرة أخرى. لأنني لا أتذكر من تلك الأمريكا
غير
البؤس,
غير
المحنة,
في سرير مامي.. لم أكن امرأة, حتى زوجها لم يكن رجلا بمعنى الكلمة, كل أحد ينقصه شيء ما, ينقص من أنوثته, أو من ذكورته. ما أنقص من أنوثتي هو شعوري بالإثم والخيانة نحو مامي, رغم أنها هي التي خططت لذلك على ما أعتقد, أو أجزم. لو كانت معي في السرير, ربما كنا أوجدنا مخرجا, ربما كنا احتلنا على أنفسنا بعقارات مهيجة. كيف فات ذلك زوج مامي الحيوان؟ امريكا الجنسية برمتها, تعتمد على المهيجات, أو الحبة الزرقاء, وليس على كأس ويسكي. لم يقو على تفادي حرجه أمامي, رغم سرده المسهب عن الجنس الوحشي في امريكا. لم أكن أفكر سوى بالهرب, الهرب إلى أي مكان. طيلة الليل لم تتصل مامي, لم تطمئن على رعشة أنوثتي, لم تطمئن على أداء ذكورة زوجها. ربما كانت مطمئنة إلى أن الأمور ستكون على أفضل ما يرام. على أن تكون شريكا ثالثا في لعبة جنسية قادمة. ربما يتمخض عنها إنجاب طفلة, أو طفل, أو كارثة, أو حكاية لا تخطر لأحد على ذهن. حكاياتنا في أمريكا بائسة, نهاجر من أجل معيشة أفضل, لكننا نلهث أكثر من الكلاب خلف اللقمة, أشعر بالمرض, بالغثيان, بالخواء الروحي, والإحباط الجسدي, في الصباح الباكر, انسل زوج مامي من السرير, ثم من البيت. أبقى وحيدة بين ألف من الوساوس السوداء, لابد أن نتشاجر في لحظة, نحن الثلاثة هنا. لا بد أن نفترق, أي لا بد لي من أن أبحث عن بيت أستقل فيه بمفردي. زوج مامي المسلم المتشدد, يستمرىء فكرة الشرع, فكرة الزوجات الأربع, ربما العشر, هو في دخيلته, في سره كغيره من الرجال, ليس أكثر من جائع أبدي إلى اللحم الأنثوي إن كان مسلما, أو غير ذلك.. ما من رجل شرقي, يرتوي من اللحم الأنثوي, حتى يستوي في القبر. حالما بعودة أخرى, في زمن آخر, إلى لحم أنثوي آخر.. أكثر متعة, أكثر إدهاشا. لم يكن يخطر بذهنك أن تتقاسمي واحدا من مرتادي مخدعك, إلا مكرهة على ذلك. حتى أن بعضهم كان يؤكد لك باليمين القاطع, بأنه لم يضاجع زوجته, منذ أن ارتاد مخدعك للمرة الأولى. ما السر
في
ذلك
ياترى
يمه
زوينا؟
وحده
الله
يعلم
كما أظن.. بأنك تعلمين أيضا, ما لم يعلمه الله لغيرك من النساء الثريات بتلك اللزوجة الحارة, المنبعثة من دواخلهن كما لو كانت مغما بركانية, يقف المرء الذكر أمامها برغبة, ورهبة, بخشوع, وتقديس. ربما من أجل ذلك انتحر ذاك الرجل, أي زوجك, في تلك الظروف البعيدة الغامضة, احتجاجا, ربما على علاقتك المفضوحة بشيخه, أي تروبادورك الدجال, جوّاب الآفاق, ومخادع نساء من تتلمذوا على يديه دينا ودنيا. لم تؤكد حكاية واحدة واقعة انتحاره, كما أن واقعة واحدة, لم تؤكد واقعة هجرته, إلى أي مكان في العالم. اختلفت القصص, الحكايات, وتضاربت الروايات, غير أن أحدا غيرك ما كان ليعرف عن ذاك السر المؤلم, أو السرد السري.. شيئا يذكر.

كأنما
أنينك
يتعالى
اللحظة..
أظنه أنين حاجة.. لا أنين احتجاج, على ما أهرف به, من حقائقك التي أحبها. ليس لي أن أدينك, قد أتخذك قدوة فيما لو كنت جريئة, أو تلزمني الجرأة, كي أتخذك قدوة. لست معقدة من إرثك, لعلي معقدة من إرثي, الذي قبلت أن تغرسيه في دماغي. لا حاجة بي إلى العفة, لا حاجة بي إلى الطهر, لا حاجة لي بالإخلاص, أو التفاني. ربع ساعة على الأكثر وتكون حاجتك جاهزة, هذا وقت عصيرك بالتأكيد, إنها الثانية صباحا يا له من توقيت, يقتل النوم, يقتل الرغبة في النوم يمه زوينا.. يقتل الرغبة حتى في الجنس. أحكي عن الجنس, كأن بي إدمان عليه. ربما.. بي إدمان على الحاجة إليه, كعنصر يمد الروح بالطاقة, بالقدرة على تقبل العيش. طبيبي العصبي في غابر زمنه, يقول لي: ليلك ثمة أحد ما يمارس عليك قهرا جنسيا.. ربما من بعيد, ربما من قريب. هذا الأحد ما.. قد أصبح وسواسا قهريا, أو حالة ذهانية قد تقودك إلى ما لا يحمد عقباه.

في الأدب يتدربون بشكل سيء تماما, على قتل الأب, علهم يضلون في تشعبات المفردة, الفكرة, أو المفهوم, لا هم يقتلون الأب, ولا.. الأب يموت. الأرجح أنهم.. هم من يموتون في المحصلة. العقدة, أو المشكلة لا تكمن في الأب, إنما في النيّة بارتكاب الجريمة ضده, التي تولد نوعا من الخصاء البنوي اتجاه الآباء. هذا الخصاء بدوره, ينتقل إلى إحباط أمام المرأة, في السرير تحديدا. نحن لا نشخصن الحالة, بل نحاول أن نفهمها من زوايا متعددة, ربما نصل إلى قتل الأحد ما.. الذي يمارس عليك قهرا جنسيا واعيا, مركزا, ربما مدروسا بدقة, كي تكوني ضحية نموذجية في الوقت الذي يشاء. بالتأكيد.. ليس كل النساء ضحايا جنسية نموذجية, قد يكون العكس هو الصحيح, لا يضر أن نحاول ذلك.. كجزء أولي من إعادة الأمور إلى توازنها, ما لم نقل إلى نصابها. في الواقع, أنت ضحية كائن نصاب, ربما أدمن هذا النوع من اللعب بالكلام, الذي يقود الأنثى للتعلق به, حتى لو كان هو بحد ذاته
حبل
مشنقة.

حبل المشنقة
أرحم من ذلك بكثير
يمه زوينا..
عليَ أن أتدرب بمشقة على قتل العشيق الغائب, الذي لم يكن أبا, أو الذي لم يكن حضوره سوى لمحا, على قتل الأحاسيس الغامضة بدواخلي, لي دواخل متعددة, لا يمكن ضبطها, لأنها لا تستقر على حال. لا يضرني أن أرتكب جرائم من هذا القبيل, أن أكون ليلك من البلاستك, بأحاسيس من البلاستك, بزمن من البلاستك. ليس إلى هذا الحد من السوداوية يا ليلك. يمكنني أن أقف قربك إلى زمن بعيد, ما لم تسافري. واجب المعالج, أن يبقى قريبا من.. من يثق به, علينا أن نبني ثقة متبادلة. كي نتمكن من مساعدة بعضنا.. بعضا. أساعدك في أن تتعافي من الحالة, تساعدينني بسرعة الإستجابة. كنت تعرف, وأعرف.. بأن كلامك يذهب هباء, بعد أن أخرج من عيادتك. حيث ينمحي ظلك, وتأثير عقاراتك المهدئة, كأنك لم تكن قبل قليل. ذاك السيد, الذي يدعي وقارا زائدا في الكلام والتشخيص الهلام, والثرثرة اللا نهائية, عن أنواع متعددة من الذهان, أو العصابات, أو الرهابات, في الحقيقة كنت أتخيلك كنسخة مشوهة من فرويد. الفرق ما بينكما أن فرويد كان يغتصب مريضاته, أو يتواصل معهن جنسيا بإرادتهن, أو بقهرهن كضحايا بائسات نموذجيا, يسعين أكثر ما يسعين إلى الإنتحار. أما أنت لم يكن هاجسك أكثر من الحصول على الورقة المالية. غير عابىْ برغبة مريضاتك, على أن يكن ضحاياك جنسيا. عليك أن تنظر في عيونهن جيدا, أن تقرأ رغباتهن تماما. ما أدراني بأنك لم تغتصب غيري؟ ما لم يكن الأمر كذلك, لا بد أنك تعاني من مشكلة خصاء أمام النساء, ترى هل حاولت أن تقرأ, أو تحلل سبب مشكلتك؟ هذا ما أفترضه, أفترض بأنه لا يوجد شخص على وجه البسيطة, إلا ويعاني إما من رهاب جنسي, وإما من ذهان, أو عصاب جنسي. أعتقد بأننا.. اتفقنا على ذلك مرة في حديث جانبي, غير علاجي. ليست كل أفكارنا علاجية, لكنها قد تكون في جانب منها تشخيصية. تقول لي: بأنك أنقذت نفسك بنفسك من ذهان هستيريائي, لم يكن يتعلق سوى بالوالدة, التي ربتك على الخوف, والخجل من الآخر, بحكم كونك وحيدها. لم يكن أمامك بد من التجسس على عري الوالدة في الحمام, لأنك كنت تخاف من النظر, لا.. إلى عري أي امرأة أخرى, بل.. حتى من النظر إلى عينيها, لم تكن تشتهي غير الوالدة, بحكم كونها القريب المستحيل. تتلصص عليها من ثقب في باب الحمام, نلتقي هنا عند هذا الثقب, غير أن مشكلتك, كانت تختلف عن مشكلتي, كنت أتجسس على خليل زوينا, لم أستمن, لم أكن أعرف بعد.. ما معنى الإستمناء. بينما كنت تتجسس على عري أمك, بتلك المتعة الخارقة, تستمني رغما عن أنفك, متمنيا أن يكون الجسد النادر بتفاصيله ملكا لك, وليس لذاك الأب الوبش, الذي لم يكن يعرف من الجنس, أو عنه, إلا ذاك التداخل الميكانيكي السريع الغبي, المعطوب, المصحوب بالعنف, أو الضرب غالبا, كنت تفكر بالإنتقام, لا شيء أمام عينيك سوى الإنتقام, حتى لو لم يكن العنف, أو الضرب موجودا. حتى لو كانت شهقات الأم المصحوبة بالرعشة, هي البديل عن ذلك, كنت تظنها ستموت من كثرة الشهيق اللعين, الذي يؤجج في داخلك رغبة اغتصابية, لذاك الجسد ذاته. العقدة هنا مركبة, ليس بيننا في الحديث الجانبي إلا الصراحة, والتصريح عن تلك الجوانب المعتمة في حياتنا, التي لا أحد يجرؤ على إضاءتها هكذا. الضوء يبدل الخجل السري, بخجل علني, ثم نتحرر من عقدة الخجل بالممارسة الكلامية, أعرف أنه على المعالج, أن يصل إلى تلك النقط السوداء المخجلة, أو المبكية, كنت تبكي لأن أمك كانت تشهق, تظنها تشهق من الألم, لنفترض أنها كانت تشهق من المتعة, هل كانت أمنيتك بقتل أبيك ستتبدل؟ بالتأكيد لا.. نحن لا نعرف إن كانت تشهق من المتعة, ربما كانت تمثل, من أجل أن تشعر أبيك برجولته المفقودة أمامها في مرات سابقة, لذلك.. كان يتم التعبير عن الرجولة بالعنف, ثم بالضرب, ثم من يدري, ربما أمك لم تكن تستمتع إلا بعد عنف, أو ضرب. معظم النساء في الشرق هكذا. يحببن تعبيرات جسدية قاسية جدا, أثناء عمليات المضاجعة, أو السفاد, أو النكاح. امرأة تقول من باب المبالغة, فلقني حتى رقبتي. هل لك أن تتخيل ذلك.. وما معناه؟ من هنا ربما لم تكن لديك رغبة بامرأة, ما تزال أمك بين عينيك كجسد مغتصب, دون أن تقوى حتى على التعبير عن رفضك لمثل هذا الإنتهاك الجسدي الذي يقع عليها, بينما تتجسس أنت وتستمني في ثيابك الداخلية, متعة الإستمناء تقضي تماما, على متعة السرير معها كأم, ربما تنقلب إلى رغبة بآخر مماثل في النوع. هل تفهمي
شيئا
يمه
زوينا؟
يفوت وقت الفهم, أو محاولة الفهم, الوقت الآن.. وقت العصير, ثم وقت تنظيف جسدك من نفاياته, ثم وقت رشك بالعطر كي لا أموت من رائحة النفايات, أخرج من ذاكرتي, من تعاستي, كي أحقق لك سعادة من نوع ما. سعادة بشم رائحة العطر, لا أظن أن حاسة شمك قد انعطبت, إنما ما انعطب هو قدرتك على التعبير عن الرائحة, التي يتشمّها أنفك, العطالة في السرد, العطالة لغوية لا أكثر, ثم انها في الأنف. هكذا أفترض القضية. ثم.. ألا تروقك هذه الإضاءة البنفسجية, وأنت تقضين حاجاتك, إنها لحظة بين الضوء والعتم, تثير هدوءا في الأعصاب, وطمأنينة منشودة في الروح. أفترض بأنني أفهم مزاجك. أتذكر تماما غرفتك المعتمة, أزرقك الداكن, مع دجالك الزجال, كنتما تبدوان لي كشبحين يصعب تفكيكهما عن بعضهما كجسدين عاريين متلاحمين غالبا, كنت أعرف أن بينكما سرا, وسردا, ولغة, لكن لم يكن يخطر بذهني أن ذاك هو السر المرعب, وأنها تلك هي اللغة المحرمة. لم تفتحي لي عيني على ذلك. إلا متأخرة جدا, أي بعد حادثة الفرن, كنت اقترب من الذكور, كما لو كنت أقترب من المألوف, المعتاد, اللا مؤذي. ثم.. فجأة, أنا حطبة في بيت النار, حيث لن يكون بإمكاني أن أنسى تلك اللحظة من الرعب, والهلع,
والصراخ.

أعرفك..
لم تصدق الحكاية من أساسها أيها الواطي, لاعق نفايات النساء كل امرأة مفتوحة على الهواء والحرية, تبحث عن تبرير, لا يهمك التبرير, الفعل أنجز بطريقة ما, في زمن ما, وانتهى.. ليس كأكثر من فعل منجز, إن كان مصحوبا بالمتعة, أو..إن لم يكن مصحوبا بغير البكاء, أو الألم. ثم أنه بإمكان المرأة اللعوب, أن تكف عن اللعب فيما لو قررت أن تصبح أما فاضلة.

بقاياك غير النظيفة هنا.. وهناك, مجرد بقايا للمسخرة. هذا ما يدلل عليه اختيارك للفاضلة زوجتك, التي هي أكثر من كوزموبوليتانية في يومياتها. ليس ثمة من رجل في الشرق يختلف عن رجل, تلهثون خلف العاهرات, ثم تتزوجون القديسات, اللواتي لم يمسهن رجل قبلكم. ثم.. وإذ بكم في ليلة الغفلة تكتشفون, أنكم عراة بلا قشور, أو حراشف, بمواجهة قديسة.. بدون عفة, بدون بكارة, أو حشمة, تبتلعون الغصة, تستمرئونها, ربما تستمتعون أكثر بسماعها مرة, ثم مرة, من أفواه زوجاتكم الفاضلات, على أن العفة تبخرت, إثر تزحلق في الحمام, أو نتيجة استخدام الدراجة الهوائية بشكل خاطىء, أو.. أو.. ثم لا يبقى في حياتكم من أسرار, سوى هذا السر الممض, الذي يقض المضجع, كلما نظر أحدكم إلى زوجته, ليكتشف أن أحدهم قد سبقه إليها, وقطف عفتها في أوج مراهقتها. ما قبل ذلك بقليل, أو ما بعد ذلك بقليل. لذلك.. يعيش الوغد منكم, مهانا ذليلا طيلة حياته, لا يفعل شيئا.. سوى تلقي الأوامر من فاضلته المفضلة. لست وحدي من تكشف اللعبة والأوراق. لو كنت متزوجة, ربما كنت اختلقت حكاية أخرى, غير الحكاية الحقيقية. هل كنت بكرا يمه زوينا في ليلة الغفلة الأولى؟ سرك ذاك عند أبي.. والله, لم أسألك مرة عن متعة أبي, لم يخطر لي مثل هذا السؤال.. إلا بعد وقوعك في الغيبوبة الأبدية, حيث الحضور بدون لغة, بدون فهم, بدون استيعاب يذكر. أجوبتك عن ذلك, هي ما أهرف به, أو ربما هي رغباتي التي لم تتحقق. يحق لي اللحظة أن أقوًلك ما أشاء, حيث لن يكون أمامك مجال للقبول, أو الرفض. طبيبك الحيوان يسرد تفاصيلا, تنافي السمع عن زوجته, غير أنه يؤكد لي أن من يقع في الغيبوبة, لا يمكنه أن يسمع شيئا على الإطلاق. ربما يهيأ له.. أنه يسمع, لكن ما يسمعه هو عبارة عن لغو غير واضح, ضوضاء تتداخل فيها أصوات الكائنات الآدمية, بأصوات الكائنات الفضائية, أو غيرها من الكائنات. كي يستمتع.. يأمرني بأن أصوت, لا معنى لكل ذلك بدون إصدار أصوات إثارة, ثم أنني كنت أسمع أصوات زوجتي, من الغرفة الداخلية, عن بعد عشرة أمتار مع صديقها الوحيد, الذي لم تستقدم أحدا غيره طيلة أكثر من عشر سنوات. يمكنك القول أنها مستفيدة جدا من مشاهدة الأفلام, إلى حد أنني كنت أستمني في ثيابي الداخلية عن بعد عشرة أمتار. كان هذا اتفاقا سريا بيننا, بعد أن تعطلت حياتنا المشتركة, بسبب الخيانة والشذوذ كما تدعي. لم يكن من صالح سمعتي كطبيب ناجح أن أطلقها, في حين كانت تهددني بالفضيحة, ما لم أوافق على علاقتها بعشيقها, ليست الحكاية معقدة كما تظنين يا ليلك, في الغرب كل شيء ممكن, نصف حياتي عشتها في الغرب. لم يكن أحد منَا يمتلك امرأة محددة.. لو لليلة واحدة, أفهمت طبيبك بأنني أستلقي حين يأتي لمعاينتك قبل أن يعاينك, بل قبل أن يطلب هو ذلك. كان بغلا إلى حد أنه لم يبال بالموضوع, يهز رأسه, وكأنني أحكي عن لا شيء في الحياة. يحقنك, ثم يحقنني بمحقانه حتى أتقزز من رائحته, يحكي لي عن السحر الخارق للحبة الزرقاء, التي لولاها لما كان هو شيئا يذكر. ما يهمه هو ليس أن يكون طبيبا ناجحا, أو مخففا لآلام البشر الحمقى, الذين سيموتون في النهاية, كأي حيوانات تافهة, حياتها كاملة غير ذات قيمة, يموتون بين يدي كأغنام, موتهم في الغالب يخفف عني عبء زياراتهم, أو معالجتهم. أعالجهم بحكم الواجب, أنا من أنصار إبرة الرحمة, في الغالب أفكر أن أعطيها لبعض مرضاي بتواطؤ مع نفسي فقط, دون أن يعلم عن ذلك أحد شيئا. لعلي جربت ذلك أكثر من مرة في المشافي الحكومية المزرية, كانت النتائج عظيمة بالنسبة لي, للمشفى, لذوي المريض. معظمهم يقولون لي عن مريضهم فلسنا, شحذنا الملح. نعلم أخيرا بأنه سيموت, لكنه الواجب. هؤلاء حمير لا يعرفون ما.. معنى الواجب,إلا من خلال النظرة الأخلاقية الأحادية, المتوارثة, الوالدة على سبيل المثال, لا فائدة ترجى منها للحياة, غير أن بقاءها الآن له ما يبرره, إذ.. نحن نمارس المتعة بحرية بسببها, هي تنقذنا من اللغو الإجتماعي, بل أن بقائي هنا إلى وقت متأخر, سيفهمه الآخر, الحيوان الإجتماعي, على أنه اهتمام زائد من قبلك بالوالدة, وسينظر إليك.. على أنك قديسة, بدلا من أن ينظر إليك كعاهرة تمارس المتعة بشكل رخيص, دون رغبة تذكر. أليس لدي ما يمتعك؟ دائما تقولين لي بصراحة قاتلة, بأنك معي تستمنين بشكل رديء. وبأنك لا تخونين ذاتك, ولا تخونين أحدا, لأن الإستمناء لا يعتبر خيانة, أو جنحة شائنة, تستلزم شاهدين على الواقعة بالنظر, يراقبان عملية الإيلاج والإخراج. إن ذلك لن يتثنى لأحد. بالتالي ليس هناك من امرأة زانية, أو خائنة, إلا باعترافها, ثم إن اعتراف المرأة لا يكفي, لأنها لا تعتبر أكثر من نصف شاهد, ليس النص الشرعي هو المراوغ هنا.. إنما النص القضائي أكثر مراوغة, من النص الشرعي, سألني صديقي القاضي ذات مرة. أعندك شاهدين على الواقعة؟ أجبته بالنفي طبعا, وبالنفي ذاته أجبته عن إمكانية شراء شاهدي زور, ليس هذا أكثر من ضرب من المستحيل. أتهاماتك باطلة إذا.. أكد لي صديقي القاضي, معربا عن أسفه على حالي, الذي يشبه حاله.. تماما, كأن القضية تخصه هو.. لا أنا, آمل أن لا تتقززي في المرات القادمة, قد أكون قدرك,
أو نصيبك..
من
يدري؟
ثم أن الشخص الذي تنتظرينه, هو قبض ريح, هواء هراء, ثم أنه سكرجي يساري, عربيد, هؤلاء أولاد يسار الثمانينات, لا يجوز عليهم سوى إطلاق الرصاص, لقد خربوا كل شيء, بما في ذلك زوجتي, أدخلتهم إلى بيتي بنية التعاطف, ماذا كانت النتيجة؟ إن أحدهم يضاجع تلك العاهرة على سريري, بينما أستمتع أنا بصراخها المشبع بالنشوة, هناك أستمني, مثلما تستمني أنت هنا. قلة قليلة هم من يستمتعون بالجنس, الجميع يمارسونه كواجب لعين, كعادة تافهة, تحط من قدر الكائن مثلي ومكانته, لكن.. من حسن حظي أنني التقيتك كامرأة مكتوية بنار التجربة ذاتها, ليس من حسنة واحدة لليسار على أرض الواقع. لهم ضحايا من النساء, من الرجال, من الأطفال. لكن.. هل لهم منشأة اقتصادية على أرض الواقع؟ هل لهم مدرسة؟ قاطعو طريق بامتياز. هذا ما يليق بهم من أوصاف, أعرف أنك مهووسة بذاك النغل المفلس, الطفران, صياد النساء كما تصفينه, أنت لا تنتظرينه.. إلا كصياد نساء, ربما كي ترضي غرورك. حسنا..هو لن يعود, حتى لو انتظرته ألف عام, وإن عاد إلى هنا, أي مكانه الأولي, لن يعود إليك أبدا, ولن يفكر بك إلا كامرأة مستهلكة, بفتحة واسعة جدا, حسنا إن احتجتني, يمكنني أن أضيقك قليلا في العيادة.. ومجانا, يهمني أن تكوني سعيدة في لحظة ما.. يا ليلك. بإمكانك أن تكوني سعيدة, لكن.. ليس قبل أن تنظفي دماغك من ذاك النتن, أو القرف اليساروي. الحياة تتناقص تدريجيا, والألم يزداد تدريجيا, هل فكرت بذلك لو لمرة؟ ليس من المبكر أبدا أن تشعري أنك في سباق مر.. مع الحياة, مع الموت, مع المتعة, لا أدري إن كنت تفكرين بشاب صغير, لست امرأة لأتأكد من ذلك, لكنني كرجل فكرت, أفكر يوميا بامرأة صغيرة لا تتجاوز الخامسة عشر من عمرها, أدربها على الطاعة, على الخنوع, على القبول بما يمكن قبوله, بما لا يمكن قبوله, مقابل
حفنة
يومية
من
النقود.

مأساتي يمه زوينا
إن كنت تفهمين حرفا واحدا
مم أهرف به أمامك.. بصوت عال
غير أنه لم يبق لي أحد, أتكلم أمامه بصوت عال سوى طبيبك المقرف.. وأنت, غير أن ما يعزيني, هو التأكيدات المتكررة, على أن الكائن في الغيبوبة, هو عبارة عن كرة خارج الخط, أوت, ومن المستحيل في مثل سنك إعادتها.. إلى ما داخل الخط في الزمن, ثم خارج الخط في المكان, لست اللحظة, أكثر من كائن عائم فوق الهواء, فوق المحنة, فوق الأمل, فوق اليأس, فوق الرغبة, فوق القنوط فوق الماء, فوق الغيم, فوق الخوف, فوق الطمأنينة, فوق السعادة, فوق السرور, فوق الألم.
أوت..
أوت..
أوت..

أحاول قدر الإمكان, أن أبقيك داخل الخط, داخل عالمي كمنقذ من الكآبة, لم يحدثني طبيبي العصبي مرة عن الإكتئاب, إلا بحذر شديد, ينتقي المفردات من قواميس بائدة, بنوايا حسنة نحوي, مفردات لم أكن أفهم معظمها, بحثي عن معانيها, يدفعني لمواصلة بعض العيش, دون شعور بحاجة ما إلى الإنتحار, لم تكن امرأة على وجه الأرض بحاجة إلى الإنتحار, كما هي حاجتي إليه, من حسن حظي أنني أجبن كائن خلق من نطفة, على وجه الأرض. لم امتلك ذرة شجاعة واحدة, هذا من حسن حظك أيضا يمه زوينا. وإلا لكانت رائحة نفاياتك الآن تملأ الآفاق, خياشيم البشر وأدمغتهم في كل الأنحاء. الطبيعة.. أكثر من عادلة, لا يمكنها أن تلتهم كائناتها بوحشية, ما لم يجبرها الكائن على ذلك.
اللعنة
كيف
أهرب
من../ غدا
حيث بعد جهد جهيد أقنعت طبيبك الحيوان, على أن مرة واحدة في الأسبوع, أكثر من تكفي, بل أن حقنه من محقاناته, باتت بالنسبة لك, أو لي, أكثر من زائدة عن الحاجة, أو الضرورة أكثر من بلا فائدة, أكثر من عبء ثقيل. أتهيأ كأنما لاستقبال الشيطان الرجيم, الذي لا متعة في استقباله, سوى متعة البؤس. أشعر بأنك لن تفارقي الحياة, بينما يجس بطنك, أو خواصرك, يعود إلى وجهك ألق ما, يخفت أنينك, يتلاشى, أعرف أنه يحقنك بعقار منوم, تنامين بعمق دون أحلام, أو كوابيس مزعجة, نجلس بعدها ليلة طويلة, بعد قرف ما, يقطعها بعض كلام شحيح ضئيل, بعض لغة منقرضة منذ ألف عمر. نخرج خلسة أحيانا, نجوب شوارع المدينة من أقصاها, إلى أقصاها, بصمت مطبق, ضمن سيارته غير الفارهة, لكنها أرحم من سريري الذي أعبده, عودتني حب سريري, غير أن حيوانك هذا, قد يرغمني على كرهه, ربما على احتقاره كسرير ملوث ليس بالخيانة, بل بقرف مخاطي لا لون له, لا طائل من ورائه سوى الألم.
أما
آن
لي
أن
أسأم
الألم..؟

من أجلك
أقضي عمرا من الألم على هذا النحو.. يا زوينا,
وعمرا من اللا ندم على بقائي حية.. حتى اللحظة, كي أوفيك حقك تجاهي, تجاه ذاك الذي غافلنا, ومات هناك وحيدا في الصحراء, بعيدا عن عينيك, بعيدا عن عيني. في تلك اللحظة, لم يكن الله يحبنا بما فيه الكفاية, ربما كانت علاقتك بالله..أقوى من علاقتي به بمئات المرات. إلا أن علاقتك به في تلك اللحظة, لم تكن على ما يرام. أعدك إن شئت, أن تكون علاقتي بالله أكثر من قوية, أكثر من متينة. رغم أنه ليس لدي كائن أمتحن به, أو فيه, ملعونة أحرف الجر, والعطف في السرد, يقول العبثي النادر, إذ.. تأكل وهج النص وتألقه بطريقة ما, مليئة بالغباء والتفاهة. لكن من يقوى على قتل أدوات اللغة في اللغة؟ هذا ما يفوتك دائما أيها المتألق في المواخير, في الحقيقة, لأكن منصفة, رغم حقدي الأكيد عليك, لم أسمعك تتبجح لو.. لمرة واحدة بما يخصك, في اللغة, بل.. كنت تخجل, أو تنطوي على ذاتك كدودة, حين تتعرض لمديح ما, يخص لصوصيتك, أو مقدرتك على التلاعب الفذلكي, واللهو القذر غالبا بالمفردات السوقية المنفرة, سوقي في اللغو اليومي, في العبث اللحظوي إن شئت غير أنك مع النساء, تثرثر بتلك المفردات التي توصلهن إلى الذروة, أو الرعشة, دون أن يخلعن قطعة مم يستر أجسادهن. ربما كنت إحداهن, لا يضرني أن أحكي أمام غيبوبتك يا زوينا كنت حافظة أسراري, وآلامي قبل الغيبوبة, وبعد الغيبوبة.. لن تبوحي, بما أبوح, بما أنوح, نحن نواحات الموت الخاطف, موت الزوج, موت الإبن, موت العشيق, ثم.. موت الروح. نواحات الأنا المضطهدة دائما وأبدا كما ندعي. نواحات الزمان نحن.. نواحات المكان ما من امرأة في هذا الشرق الكئيب.. إلا وتندب حظها, كحظ عاثر يقودها إلى الرجل الخطأ, والحياة الخطأ, والمكان الخطأ, والسلوك الخطأ, الذي أقله خيانة الزوج للزوجة, مع الجارة, خيانة الزوجة للزوج, مع الجار, أومع ضيف طارىء, لم يكن في حسبانه ما يقع فيه بغتة.. حلوة, أو مدهشة.

أين الشمع؟
يا إلهي مللت هذا البنفسجي الكئيب
سأشعل شمعة من أجل روحي.. المكتظة بالألم حتى التخمة. اللعنة على مزاجي اللحظة, كأنني مللتك أيضا, كأنني مللت قربك, حيث لا هو أكثر من جحيم, ربما.. لا أقل من نعيم. إبرة رحمة, حقنة منومة خاطفة, على ذمة طبيبك.. تكفي لأن أبدأ من جديد كمراهقة في ما.. قبل العشرين من العمر, الفكرة إنسانية إلى حد أكثر من بعيد. عشت حياتك بما فيه أكثر من الكفاية, لماذا تأكلين أيام حياتي يوما.. يوما؟ فيما لو عشتِ عشر سنوات أخرى على هذه الحالة, سأكون بعد عشر سنوات مثلك تماما, مقعدة عن الرغبة, مقعدة عن الشهوة, مقعدة عن الحياة, أنتظر موتا, قد يأتي.. قد لا يأتي في التوقيت المناسب ثم.. إبرة رحمة تفيدك في التخلص من الغيبوبة, تسرع خطواتك باتجاه الجنة, أن تعيشي في الجنة الموعودة, خير بمليون مرة من أن تعيشي على هذه الأرض الملعونة, المحملة بآثامنا
وشرورنا
الأكثر
من
لا
تحتمل.
وقع خطواتنا على الأرض لا يحتمل, نظرات عيوننا إلى عيوننا لا يحتمل. ربما كبشر بالجملة, نقود أنفسنا إلى الهاوية, بنزق, بل.. ربما بمتعة ما بعدها إلا متعة الرعب الأخير, حيث يتوقف النبض فجأة, بعد أن تفلّصّ العين, وتبيض, من جزع, أو من هلع. لست أخيفك من الحياة, لا أرغبك بالموت, ربما لأنك خارج الإثنين معا. إنما أحاول أن أفكر بحالي, برغباتي, بشهوتي, قبل أن تبرد, قبل أن تبيض كالعين الميتة من الجزع, أو الهلع. أتسطح قربك بحذر, بل بخوف زائد, أقرف من رائحة طبيبك الشائخ, المتصابي بالحبة الزرقاء. كلما تسطح قربي, أو فوقي, أناديه غالبا بالأخت الشاذة, أطلب منه أن لا يرفع نخيره أكثر من الحد المطلوب, إذ.. ربما يبلغ ذاك النخير مسامعك. بعدئذ.. قد تستيقظ شهواتك دفعة واحدة. من يدري؟ قد تنهضين عارية, من ثم تخرجين إلى الشارع هكذا عارية, في رحلة بحث عن تروبادور دجال, مرة ينتعل المذهب, ومرة يلعن الشعر والغواية, ورائحة النساء, التي لا تقود إلا.. إلى ضلال مبين, بل.. ضلال فادح. حيث قد يخسر الرجل طريق إيمانه, أي طريق جنته المليئة بحور العيون من ذوات روائح المسك, والعنبر, ربما لم تمارسي في حياتك كلها جنسا ميتا, ربما لم تسمعي بمثل هذه العبارة, وقد لا تسمعي بها.. حتى في الآخرة. أستطيع أن أؤكد لك بأن العبثي الواطي, لن يقول عن علاقتي بطبيبك أكثر من ذلك.
أي..
جنس.. ميت
خيانة.. ميتة
ثم.. بالتأكيد سأتلقى صفعة دامية من إحدى يديه, ربما من اليدين معا, بتوقيت سريع خاطف, أي بلؤم.. هو اللؤم بعينه, أو بغدر.. كأنه الغدر. قد يقهقه بعد.. ذلك. ثم يقودني إلى سرير حجري ما, في الغابة, أو في مهب برق ما, ربما لم نقض سوى وقت قليل في مهب البرق, كانت له جهة محددة من السماء,
يسميها
مهب
البرق.

قبل.. ذات.. زمن,
كنت تقول لي: ذات زمن قد أحبك, أو أكرهك, أو أتزوجك, لم يبق زمن. ولا ذات. كنت أتوقع أن أتلذذ بخيانتك, غير أنني حتى اللحظة, لا أستطيع أن أجزم بأنني خنتك, لأنني لم أستمتع, قهرا أستلقي, قهرا يداخلني قرف لزج.. ما بعده قرف. هل لك أن تتخيلني على هذه الحالة من الظلم, من الذل, من الخنوع. ما كان أسعدني لو أنني أشعر بأنني انتقمت منك, أو أهنتك. غير أنك لن تسمح لي أن أهنأ حتى بمثل هذا الإنتقام الإفتراضي, غير المفهوم, أو المعلوم. في لحظة ما, بسلوك ما, بعبارة ما, قد تقتل أي شيء, أو كل شيء. يساروي, وقاتل أرواح لكائنات, من طراز رفيع المستوى. ما يزال همك, أن لا هم لك.. سوى أن تلبي إلحاح نداء نزواتك, ألم يكن لقبك بين صحبك كعود على بدء.. هو النرجسي؟ يا نرجسي حتى القاع, متى تتمزق أوهامك, أو.. أوهامي بك, كما مزقت صورك, ورميتها تحت إيقاعات أكعابي؟ ألم يكن يلذ لك صوت كندرتي فوق بلاط كاليدور الجامعة. كنت تقول: كأن قبيلة من الخيل تمشي بقربي. كنت قبيلة من الخيل بمفردي, والآن.. بمفردي لست أكثر من شبح, ينتظر موت شبح. لا أحد قربي ليخفي غيرته عليَ حتى من الهواء, خلف أقنعة ملونة, قبلها أقنعة, بعدها أقنعة. كل منا يرتدي مجموعة من الأقنعة, أقنعة للخريف, أقنعة للربيع, للصيف, للشتاء أقنعة. أقنعة للباطن فينا, للظاهر فينا أقنعة, نركض بين الأقنعة, نتراشق بالأقنعة, على اليمين أقنعة, في اليسار أقنعة. غير أن أقنعتك هي الأكثر إقناعا, إمتاعا, ومؤانسة, لك وحشة في الأنس يا سيدي. في الدعة, في اللغو من اللغة المتأخرة في الليل, حيث تكون الضحكة أقرب إلى صوت الينبوع. يجف الينبوع في داخلي. ربما لم أعد تلك المرأة الماوية, أي كثيرة الماء في التدفق والشجن, لم أعد إلا تلك التي تتذكرك.. بغير الإستغياب, النميمة, أو القرف, أنم عليك بمفردي, لمفردي, أحيانا أمام طبيب زوينا, لا تعجبه أسرارك, ولا سردك السر, ولا سرك السرد, يدعي.. بأنك مفتعل, حالة كائن مفتعل, يفتعل ذاتا غير موجودة, ووجودا غير موجود إلا كحالة افتعال, غير مكتشفة على حقيقتها, بمعنى ما.. مارقة. ثمة.. لك غيرة قاتلة من كائن لا يعرفك, معه حق.. أعرف, من حق أي رجل, أن يقتل ألف رجل أخلاقيا, سلوكيا, اجتماعيا, وإن لزم الأمر فعليا, بالرصاص, أو بالخنجر, من أجل أن يفوز بامرأة, حتى لو كانت
في
طور
العنوسة.

حسنا..
ما قد تعرفه
أو ما لا تعرفه
أن المرأة في طور العنس, أو العنوسة, قد تتعلق بتلك القشة, أي قشة../ عنستني أيها الواطي, يمر عليَ الرجال, لا.. كأنهم أكثر من مخاط يعلق بثيابي, أو.. بروحي, أو.. بما بين فخذي. ثم أتقزز منهم, من مخاطهم, من ثيابي, من روحي, من بما.. بين فخذي. دعك هناك, قد تتعفن في مواخيرك, بين بياضات نسائك العاهرات منذ الصباح, حتى المساء, في خطابك البوهيمي, الأيديولوجي المفتعل, البغيض أو الفخ, الذي يلتهم الأخضر في الروح, واليابس في الجسد. كنت تستمتع بالنظر إلى سرتي, إلى كيلوتي الأحمر المخرم, موديل ذاك الزمن, تتأمل بدقة تناسق فحذي, انسيابهما من الأعلى..
إلى الأسفل,
من الأعلى..
إلى الأغلى,

ثمة أعلى,
ثمة أغلى,
لم تذهب بعد مفرداتك هباء.. في الهباء, أو الهواء, كما تراني ألمّ مفرداتك من البعيد, كأنها لم تقل سوى البارحة, ما لم يخطر بذهني أبدا, هو أن تقبل دعوة لزيارة امريكا, أن تجلس مع رعاة البقر, على طاولة واحدة, لتحكي عن ما تعانيه أبقار الشرق البغيض, هم رعاة بقر متوحشون, غير رعاة بقرنا المسالم المستسلم للمستبد فينا, أو للسكين, كنت تكرهنا كقطيع يائس, معطل عن الرغبة بالحياة, ربما أحببت أمريكا.. بعد إحتقار مزمن, غير أنني لم أطق فيها لا حجرا, ولا شارعا, لم أمارس فيها لحظة شهوة حقيقية, حتى زوج مامي لم يكن كفؤ لذلك, كان لزجا, مخاطا, بل أكثر من مخاط, يتخلل الثياب, أو مسامات الجسد, ولا يخرج أبدا. أقع في الغثيان, أتوقف عن العمل, لم تحضر مامي في الوقت المناسب, إنما بديلها المرعب, الذي جاء كانما.. من الجحيم تماما. كانت تلك الطائرات السوداء اللعينة, التي أحالت المكان إلى لهب بلهب, إلى حقد بحقد. تجيء لحظة الهرب, ماهمني أن تزول أمريكا وخلقها عن الوجود, يهمني أن أعود, إلى الهنا, إليك يمه زوينا, إلى البؤس هنا, إلى الكآبة هنا, أبكي وحيدة هناك, ولا أجد ظل جدار أحتمي به, نحن هكذا في لحظة غير مرتقبة, في الجحيم, فوق الجحيم, تحت الجحيم. في الأكثر خواء.. من الخواء, في
الأكثر
رعبا..
من
الرعب.

لم تكن تعرف بأنني هناك, لم أكن أعرف بأنك هناك, ربما مررت بشارعي الذي أسكن شقة فيه, ربما مررت قربك, ربما نظرت في عيني, تجاهلتني أو تجاهلتك, لأن ثمة.. استحالة توقع مفاجأة من هذا القبيل, لنفترض ذلك.. لا أكثر. بما أن الحياة, أكثر واقعية بمئة مرة من حلم ما. هذا ما لم يخطر بذهن طبيبي العصبي, الذي ما يفتأ يؤكد لي بأنني خارج ذاكرتك, بل خارج وجودك, لذا.. من الضروري, أن أمسح وجودك من ذاكرتي كي أهنأ لو قليلا بلحظة عيش, من حق كل فرد منا, في هذه البلدان المرعبة, المعتمة, أن يهنأ لو.. بلحظة عيش واحدة, أن نتذكر بأننا عشنا.. لحظة واحدة, خارج يوم من القهر الوسواسي, أو الوسواس القهري, قبل أن نموت في المحنة. محنة أن نعيش فيها هنا..
قسرا
يا ليلك..
لم يكن طبيبي يفكر بغير الهرب, أي بقعة, أو رقعة من الأرض, حيث لا يقع فيها عليه العنف الوسواسي, أو القهر اليومي, تخيلي.. الأوباش يلقبونني بالأهبل, بالمجنون, أو طبيب المجانين, يتحاشونني كحالة جرب خطرة, ماثلة أمامهم, أو لصيقة بهم. هل هؤلاء قد يشكلون حالة وعي سياسي, أو إنساني يعتد بها للمستقبل؟ لاشك بأننا بملء إرادتنا اللا إرادة, نخنق أنفسنا في أنفاق بدائية, خالية من الهواء, حتى الخنزير يحب وطنه, أو مكانه, لكن أي مكان؟ وأي وطن؟ من لم يحاول إنقاذ نفسه, لن ينقذه أحد. إن كانت لديك فرصة للطيران إلى ما بعد المريخ, طيري يا ليلك, بلا حب, أو عواطف مهترئة, وطن الكلب, حيث يتمكن من النباح بحرية, هذا ليس أكثر من حديث جانبي, ما بيني وبينك, فيه.. أكثر ما فيه, الكثير من الود, والحميمية. أتمنى أن لا يكون له أي فهم يتعلق, بحالة علاجية, من داء الكآبة, إفهمي بأنه ليس كل موضوع نحكيه جانبيا, له علاقة بالقضية الأساسية, ما نبوح به كأصدقاء, يختلف كليا.. ربما عن ما نتفوه به كمعالج.. ومعالج. علك الأكثر فهما, من كل الذين ارتادوا العيادة, إما برضاهم, إما مكرهين, يأتون إلي.. كأنني الجزام, أو العصفورية, رغم ذلك يخفون أشياء كثيرة, وغامضة بخبث, أستطيع تقديرها, أو تخمينها,
أو
أجتهد
في
ذلك.

يمه زوينا
سآتي اللحظة
يكفي القليل من هذا الأنين اللعين,
أعرفه.. هذا أنين التغوط, ربما أكثر لك من العصائر, إنه ذنبي, ليس ذنبك, لا أستطيع أن أتقيد بنصائح طبيبك البغل, الموغل في الزمن, نحو الشيخوخة, يريدني أن أميتك من الشح, من الجوع, هم الأطباء شحيحو نعمة, بخلاء كأن عمنا الجاحظ, هو الأب الشرعي لهم جميعا. يقترون في كل شيء, كأنهم سيميتون الله, كي لا يميتهم, أعتقد أن أفكارا جهنمية من هذا القبيل تراودهم, أسمع له مكرهة حتى النخاع, ما يتقول به, عن المأكل, عن المشرب, عن الصحو, عن النوم, عن الجسد, عن الحيوانات المنوية, عن الجنس, عن العادة السرية, والدورة الشهرية, والنوم المبكر إن أمكن, مع ذلك يرغمني على السهر حتى مطلع الفجر, ما إن يخرج.. حتى أحاول أن أتقيأه عن آخر جملة, عن آخر حرف, لكنه مسل بعض الشيء بزنخه, بقرفه, يقتل بملل. وقتا من ملل, غير أنه لا يعرف الخجل الفعلي, حين أفصح له عن ذلك, قائلة له: بك كملل.. أقتل به مللا, يتظاهر بأنه لا يفهم الجملة, أو يتظاهر بأنه يفهمها على أنها نوع, من أنواع الدعابة الظريفة, التي على قدر لا بأس به من الفذلكة اللغوية.. غير المجدية, لمن يقع في الحب.. وقعة لا قيام له منها, مهما حاول ذلك. لم يكن يحاول سوى إغراقي بلزوجته حتى الموت, أو الهذيان, لم أمارس عليه أي هذيان من هذياناتي, ربما لأجلك لم أفعل ذلك. بإمكاني أن أرسله إلى العصفورية مباشرة, لا يعلم حتى الله ربما.. بماذا أفكر حيال هذا الرجل ولكن من يدري؟ من هنا..إلى أن تذهب أمانتك إلى بارئها, قد أنقلب, قد تنقلب أفكاري نحوه, قد أحبه, قد أتزوجه عن حب. ليس من أحد يستطيع أن يضبط مشاعره بتلك الدقة, التي للساعة السويسرية. ألفت رائحة نفاياتك المقرفة, أشعر بها غالبا كأنها جزء من رائحة ثيابي التي أغرقها بالعطر, جزء من رائحة روحي التي أغرقها بنوع آخر من العطر, أشعر بك.. حين أنظفك, كأنك تشعرين بالإهانة, نحن نتبادل الأدوار, ألم يقل لك أحد من زبنك, إن رائحتك تشبه رائحة نفايات الأطفال؟ ربما من أجل ذلك.. كانوا يحضرون لك الكثير من المسك. ربما رائحة مسكهم, ما تزال عالقة بأنفي حتى اللحظة, أؤكد لك بأنني أشمها كما لو أنها على جسدي, بين نهدي, حتى اللحظة ما تزال رائحة ذاك المسك الثقيل, تفوح من سريرك, أحصيت عدد القوارير الفارغة في خزانتك, بعدها كما هي.. لا تخافي عليها, لم أكسر زجاجة منها, سأرثها عنك, أعتني بها بشكل جيد, هي في مكان آمن.. حتى من نزقي المفاجىء المدمر, الذي يطال الكؤوس والصحون, و فناجين القهوة بالتكسير المتعمد.. المتقصد, أكسر, وأشتري, ثم أعيد الكرة مرة.. ومرة. ما إن أكسر شيئا, حتى ترتاح جملتي العصبية, الدمع ينقيني من الخوف.. من الوحدة. بعد الدمع, أشعر بأنني نظيفة جدا, بريئة أيضا.
يمكنني
أن
أصف
نفسي
حتى
بالنبيلة,
ثم أعود للإعتناء بك, برغبة, بروية, باطمئنان, بحب بنوي خالص, منقى من الشوائب. لم يعد طموحي الجنة, بما أنني لن أكون أما, لم يصدف أن تحولت عانس إلى أم, بعد توقف دورتها الخالدة, ولن تكون أما.. إلا بمعجزة, كأن يمر بها, أو عليها أحد الرسل, ويمسح أسفل بطنها, أو ما بين شفريها براحة كفه, بنبوية عالية المستوى, دون المساس بالبظر, دون مقاصد رغبوية, أو شهوية, أظن أن واقعة من هذا القبيل قد حدثت في زمن ما, ثمة بعض نساء من مر عليهن في الحلم رجل أبيض بأبيض كما يقلن: رأسه أبيض, ذقنه بيضاء, شاربه أبيض, لباسه الأبيض بالأبيض, يلامس سررهن, ينفخ ما بين أفخاذهن, دون أن تتلوث شفتيه بالشهوة, ثم يمضي في الأبيض, ربما إلى عالم أبيض. ثم.. ما إن يفقن, حتى يكتشفن أن واقعة الحمل, قد وقعت, يذهبن برفقة أزواجهن إلى مقام سيدنا الخضر, يذبحن خروفا, أو ديكا, ثم يصبحن أمهات مقدسات,

لعبة,
حكاية,
من هذا النوع تروقني, تضعني وجها لوجه أمام رجل ليس فيه من الآدمية سوى الشكل. على أي بغل من هذا النوع, أن يتأكد ما إذا كانت الدورة فعلا متوقفة, يبدو لي أن المرأة لا تستمتع إلا بالخيانة, يبدو لي أن الشرقي لا يقدس زوجته إلا بعد ذلك, إلا بعد أن يركبها ذكر غيره, أقل.. أو أكثر فاعلية, المرأة هنا كذلك, عليها أبدا أن تقلل من فاعلية زوجها. ربما هي طقوس المنطقة منذ قدم العهود الوثنية. ثمة لك حكاية من هذا القبيل أيها العبثي النادر, ربما أنت خالق حكايات من هذا النوع الطريف, ما من أحد مثلك يعرف كم تكذب المرأة على زوجها, كنت تحكي لي عن زوجة الجنرال, جارك في السكن, وصديقك, أعرف لم يكن على وجه الأرض من يكره الجنرالات أكثر منك. لكنك كنت تذهب برفقتهما إلى سهرات, ونزهات, قلت لي: أنها كانت لك في كثير من الليالي, بطول قامتها, بشهوتها المتأججة كأنها نار جهنم, بعينيها اللتين كانتا تأكلانك حتى أمام بعلها البغل, كنت تقول لي: هؤلاء فئة من الكائنات, يعيشون على التواطؤ فيما بينهم, أي أن كلا منهما يعرف الآخر, إلا أن كلا منهما يتجاهل تماما.. ما يعرفه عن الآخر. بل.. يغالي في مديحه وتلميعه, كأنه مقدسه الفردي بلا منازع, لم يختلفا معك أو حولك, ربما كنت الأدهى, لأقل الأخبث, زوجة الجنرال, هي جنرال ونصف كنت تقول لي: وبأنها تعرف عن الوحدات العسكرية, و تسليحها أكثر مم يعرف زوجها ربما. لا أمّل من حكاياك, تثيرني دائما بتلك الجدية التي تتكلم بها, كأنك أبدا تتهيأ لحرب كلامية, عليك فيها أن تلغي الآخر, مرغما إياه على الصمت والتلقي, حتى لو كان ما تقوله مجرد أكاذيب, أو افتراءات, على أحد ما, كنت تقول لي: أحيانا أشعر بأنني أضاجع جنرالا عفريتا, هي واحدة من اللواتي أنجبن فيما بعد, ربما بعد أن تزوجت بعشر سنين, سبحان الله العلي العظيم, وذهبت معهما, مع رهط عائلي إلى مقام سيدنا الخضر, المطل على البحر, ذبح هناك أكثر من خروف, أكثر من ديك هناك أهدر دمه. سفح الكثير من الويسكي والخمر, الكثير من الإبتهاج والضحك, الكثير من الغزل, أو الوله الجانبي, الكثير من الإيمان والتبرك بالحجر, مع أنك تعرف أن مقام الخضر هناك, في تلك البقعة, ما هو إلا قبر لبحار فينيقي من طراز رفيع, يصوغ الذهب, والفضة, يجوب بهما المتوسط, وبهما ربما اشترى لقب ملك وسيد المكان والزمان. كنت تحب الخضر الذي يمشي على الماء, الذي يمشي في الهواء, ويرشد الأنبياء إلى الأقوال, والأفعال, ثم يطهر النساء من الزنى في آخر الزمان. تحب الأسطورة تحب الحكاية المتداولة بأشكال متعددة, لولا الإيمان بالأساطير هنا.. لما كان للحياة أي طعم, كانت المخيلة ستضمر حتى تموت, كان الحلم سيموت, والأمل سيموت, والكذب سيموت, وحتى التاريخ, كان سيموت, كما لو لم يكن سوى نفاية, غير ذات معنى. لكنه في الواقع نفاية غير ذات معنى, مادام هو تاريخ الملوك, والأباطرة, والمقدسات, والحروب, أنه ليس تاريخنا, أي ليس تاريخ الكائن الصغير, الذي يدفع الثمن دائما, دون أن يبقى له ذكر.

أي تاريخ سيذكرك يا زوينا؟
أي تاريخ سيذكرني.. أنا؟
نحن هوالكائن الصغير في التاريخ, في الحياة, في الوجود, نحن هو الكائن الذي حدوده من ولادته, إلى موته العدم. العدم هو الوحيد الذي قد يتذكرنا, لأننا نشبهه, لأننا هو, نحن الحطب الذي ينعم بدفئه غيرنا, بينما نحن نموت من البرد, من الوحدة من الكآبة. هل تتذكرني يا سيدي؟ هل تتذكر عريي الأبيض فوق سريرك المهترىء؟ يكفيني أن تقول أجل.. بلى أتذكر, كي أدخل التاريخ بنفسي كفارسة نبيلة, على حصان أبيض, أو أسود, أو حتى على حمار أبلق لا فرق. متأكدة من أنك لا تتذكر, لذلك.. لا لغيره, كان بإمكاني أن أنهال عليك بسكين من الخلف, بطعنات لا نهائية, حين عبرت
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ملكوت الروائي: الزمن برهة في حضور ديدي

07-تشرين الثاني-2020

من كان يصدق أن ذلك قد يحدث مرة أخرى

07-تشرين الثاني-2020

لم أكن يوماً سوياً

14-كانون الأول-2019

جسد بطعم الندم ــ نص روائي.. ج الأخير

28-تشرين الأول-2017

جسد بطعم الندم ــ نص روائي..

21-تشرين الأول-2017

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow