Alef Logo
ابداعات
              

جسد بطعم الندم ــ نص روائي..

علي عبدالله سعيد

خاص ألف

2017-10-21

أي تاريخ سيذكرك يا زوينا؟

أي تاريخ سيذكرني.. أنا؟

نحن هوالكائن الصغير في التاريخ, في الحياة, في الوجود, نحن هو الكائن الذي حدوده من ولادته, إلى موته العدم. العدم هو الوحيد الذي قد يتذكرنا, لأننا نشبهه, لأننا هو, نحن الحطب الذي ينعم بدفئه غيرنا, بينما نحن نموت من البرد, من الوحدة من الكآبة. هل تتذكرني يا سيدي؟ هل تتذكر عريي الأبيض فوق سريرك المهترىء؟ يكفيني أن تقول أجل.. بلى أتذكر, كي أدخل التاريخ بنفسي كفارسة نبيلة, على حصان أبيض, أو أسود, أو حتى على حمار أبلق لا فرق. متأكدة من أنك لا تتذكر, لذلك.. لا لغيره, كان بإمكاني أن أنهال عليك بسكين من الخلف, بطعنات لا نهائية, حين عبرتني في شارع القوتلي, مع عاهرتك التي أصبحت زوجتك, دون أن تبالي بي, بعيوني, بولهي, بأسفي, بحزني الأسود. مررت بي, كأنك لم تراني من قبل, تجاهلت أن تراني, كأنك لم تضاجعني من قبل, كأنك ضاجعت امرأة غيري, هناك في الغابة, على أبواب أول الليل, حيث لم يكن في الأفق, سوى صوت إوز بري, يهاجر إلى تلك الأمكنة النائية فيما وراء الغيم والبحار.. قلت لي: مجنون هو الإوز, عليه أن يتوقف هنا كي يستمتع بتأوهاتك الطويلة, التي كأنها أناشيد الآلهة على الأرض.

ربما

لم

تراني

فعلا.


أرأيت يمه زوينا

بين عشية وضحاها

تتحول المرأة منا بمتخيل الرجل, من آلهة, إلى كندرة مهترئة نحن النساء في الشرق, نهترىء بسرعة البرق, قد نهترى في الليلة, التي نحب فيها أحدا ما, القبلة الأولى, هي بداية اهترائنا, المضاجعة الأولى بدون عقد شرعي, هي الإهتراء الكلي, الذي لا نجاة لنا من بعده, ولا حياة هادئة متوازنة. لم يكن بإمكاني أن أغتال شهوتي هناك, في أول البراري, على أبواب أول الليل, ثمة طقس سحري, سري, يفوق السرد السري, واللغة..هناك في ذاك المكان, عند تلك اللحظة, تبدو المكابرة, ضحلة, تافهة, ضيقة, إلى أبعد حدود الضيق. أفتح باب حنجرتي للتأوه, الشهيق, و الصراخ, أترك لجسدي حرية التقلص, والإنفلات, الإرتعاش, وربما.. الرقص, لم أكن أدري بدقة ما الذي يحصل, أو يحدث هناك. ربما كنت هناك على تلك البقعة الصغيرة من الأرض, أدون تاريخي الفردي, الذي لن يتباهى به أحد غيري. حتى أنا لم أعد أتباهى به, إلا كلحظة ألم لا تنتهي, أحاول استعادة المتعة الأولى, طبيبي العصبي, بغباء مطلق, يؤكد لي استحالة استعادة الرعشة الأولى, هذا إن أردنا أن نكون واقعيين تماما في الحوار. إلا كذكرى مؤلمة, أو ممتعة, لم يكن بإمكاني أن أخالف رأيه, إلا من باب المناكفة بهدف الإثارة, أو الإغاظة, التي لا معنى لها, لأنه سرعان ما كان يفحمني إذ.. يسألني, هل ارتعاشة العادة..

كارتعاشة

الذكر؟


ارتعاشة العادة يا سيدي, تزول بعد أقل من نصف ثانية, بينما ارتعاشتك, لم تزل منذ ما يقرب العشرين سنة. هي اللحظة ليست متعة, أو ارتعاشة متعة, إنما ذكرى ارتعاشة, ربما.. حالف الحظ طبيبي العصبي, وسافر إلى مكان يرغبه, منذ زمن بعيد لم ألتق به, لم يبحث عني, لم يتصل بي, لم يخبرني بشيء, انقطعت أخباره دفعة واحدة, ربما كان أصلي أقل من أصله, انقطعت عنه فجأة, لم أعلمه بشيء, لم أتصل به, لم أخبره بأنني كنت أقرف من رائحة فمه, التي كانت تصل إلى أنفي خلسة, بينما نحتد في الحوار الجانبي. كنت حيادية نحوه تماما فيما يتعلق بالشهوة الجنسية, أظنه لم يكن أكثر, أو أقل من ذلك. ربما لم يلمح مجرد تلميح, لو أنه فعل ربما كنت قد استجبت, ربما كانت لدي رغبة بالإستجابة, نحن بخجلنا المعهود نجانب الصواب, أو نوارب الحقيقة, والأبواب, نستمتع بمثل هذا الغباء, بل نعتبره ذكاء نادرا, أو مدهشا, لم يكن متزوجا, لم يكن ينوي الزواج, هي حالتي تماما, الزواج شيء, وممارسة الجنس سرا, شيء آخر, ليس بالضرورة أن يكون الجنس, أداة إكراه على الزواج, لم أكن أفكر بذلك, ربما لم يكن يعجبه من النساء.. سوى جسد أمه, ربما لم تكن له الرغبة بغير جسدها, لذلك كان يبكي كلما استرق النظر إليها مع زوجها, ليراه يغز بين ساقيها شيئا غامضا, لم يكن يدرك معناه,آنها لم أكن أرغب في الحياة, بأكثر من قتل أبي بالرصاص, يتبع جملته بقهقهة سخرية طويلة, غير أنني الآن ربما أنظر إليه باحترام, على الأقل جاء بي إلى هذا الكون ورأيتك, ثم ها نحن نجلس هنا في هذه الزاوية من الكافيتريا. عادة, أوغالبا ما يسبب لي رواد العيادة ارتباكا, أو.. إحراجات كثيرة, أما أنت.. فالوضع مختلف, أشعر أحيانا بأنك تعالجينني, أكثر مم أعالجك, لنتفق على هذه النقطة, نحن نتبادل العلاج, والسرد كأصدقاء

لا

أكثر.


فعلا.. يمه زوينا

كان بإمكاننا أن نكون كأصدقاء لا أكثر

غير أن نزقي لم يكن يحتمل أيضا. أنا لم أكن أحتمل نزقي, لم أكن أحتمل خوفي, شكي, ريبتي, لا.. ثقتي بأي آخر, دائما أبدو كدجاجة مذبوحة.. نصف ذبحة, ذبحة تتيح لي الطيران قليلا فوق الأرض, ثم التخبط, لم تكن المشكلة تكمن في أحد, كما كانت تكمن في رأسي, في دماغي. أعرف ما أريد, ولا أعرف ما أريد, لست أكثر من نسخة قزمة, مشوهة, مقعرة, عن حكومة بلادي, يمكن دائما للمرء, دون أن يدرك ذلك, أن يكون نموذجا مشوها, وتافها عن حكومة بلاده, في الواقع مثل هذه المباشرة, قد تستخدم لتوضيح, أو توصيف حالة ما, لكنها غير لائقه أبدا بسرد سري,

سردي

السري

يبدأ

من

سرتي..

سرتي وما تحت عادة.. هي سردي كانت السرة سردا.. والسرد سرة.. باعتباري محرومة أبدية من تلبية الرغبة, إنني بعكسك تماما يا سيدي,لا أستبعد أبدا. أن تكون ضحية من ضحايا السيدا, أو السيلان الدائم على الأقل, ربما هذا إفراط, في الرغبة والتمني, بالتجني عليك, إلا أن ما يدل على أنك خال من الأمراض الجنسية, هو زواجك الشرعي, من ثم قدرتك على الإنجاب, إنها مسخرة لا أقوى على تصديقها, رغم أنها واقعة وقعت بالفعل. زواج شرعي, بعد عشرات من حالات الزنى

يامتهتك,

يا أكثر

من

ضارب,


آه يمه زوينا

غاب عن ذهني.. قبل أن تدخلي الجنة..

كان عليَ أن أصل الهاتف بالمأخذ, ثمة ابن زانية, اتهمني بالضاربة أنهض من فوري, أصل التلفون بالمأخذ, لا صوت, لا رنين, ها أنا أعود إلى وحدي, لا أعرف شيئا عن الغيبوبة, إلا ما يتبجح به طبيبك الحيوان, حتى ما يتبجح به لا أعي إلا جزء يسيرا منه, هو مهمته العلاج, وأنا مهمتى العناية والإهتمام, ربما.. هو ينتظر نهايتك, كي يظفر بي لبقية زمنه, في أمكنته التي يرغبها, وحيدا دون شريك, من يدري؟ قد يقفل عليَ أبواب زمانه, ومكانه, كي لا أقع في شرك أحد, بين أحضان أحد, في غرام أحد. ربما.. أنتظر موتك, كي أفلت على حل شعري, يحق لي أن أرى الناس, أن أشم الهواء دون أن أقع في التبكيت, في الندم, من أنني تركتك لو قليلا, وأنت بأمس الحاجة إليَ. أعرف بأنك ستشجعينني صوب طبيبك, لا..لأنه يناسبني, بل لأنه رجل كيفما اتفق, رجل كيفما اتفق, هي من العبارات التي أحبها, قد تكون من مأثوراتك النادرة, التي إن قدر ليَ, سأنصح بها أي امرأة تطلب نصحي. رجل كيفما اتفق.. أعور, بدون لسان, أكتع, أصم, بذكورة, بدون ذكورة, لا هم..لأن الكثير من الأمور, أو كلها قد تحل فيما بعد, بالإصبع, برجل آخر, في الحديقة, في المقبرة, في العراء السري إن انقطعت السبل, السبل هنا لا تنقطع, كله يفتح الأبواب بنوع من المودة, التعاطف, أو المصلحة. كنت في زمنك ذاك أيها العبثي النادر اللعين, نذهب إلى بيت أحد أصدقائك, المتوارين عن الأنظار, خلف الوهم أيدولوجيا طبعا, لكن ما إن رحلت حتى رأيته خلف بابي, لم تكن زوينا قد وقعت في الغيبوبة, بكلام غامض لم أفهمه, أدخلته إلى الصالون, تعرفت عليه زوينا أحبته, ربما بقدر ما كرهتك, كنت أحاول أن أفهم, أن أستوعب, لا بد أنه توقعني صيدا سهلا, في الحقيقة فكرت لبعض الوقت, لم لا أكون صيدا سهلا؟ سيما أن هذا الكائن المخاطي المتلعثم يعرفك أكثر مم يعرفني, أعده أن أخفي الحكاية, أن أنساها, أن لا تعرفها, أن لا تسمع عنها, لأنها لا تخرج عن إطار حسن النية وصدقها. هشاشتكم, عالمكم الضحل, يتكشف ليَ, غير أنني كنت أحب أن أركب رأسي, أن أغامر, أن أمشي خلفك رعبا كحالة.. رعب, هي أخبث من الوهم, أنت وهم الوهم, ما هو أبعد من الوهم. بناء على ذلك يقول طبيب زوينا أن كلا منكم سرطان خطر, ينتقل بمفرده إلى كائنات يفتك بها دون رحمة. أظنك فتكت بي بلا شفقة, بلا مودة, حتى زوجة الطبيب, مفتوك بها بتهتك, حتى الطبيب مفتوك به.. حتى بما بعد الفتك, أو التهتك, وإلا لما كان يستمتع بتأوهات زوجته, وهو يعرف تماما طبيعة الرجل الذي تضاجعه, يسجل صوتها غالبا, يصورها من مكان سري, حتى اللحظة لا تعرف عنه شيئا, في حين تترك هي البيت حين يستقدم إحدى ممرضاته, كي يمارس عليها فعلا قهريا, إغتصابيا, تفرض عليها قبوله الحاجة.. ربما إلى رغيف الخبز. كنت أسمعها تأوهات ممرضاتي يقول لي طبيبك, حتى تشمئز من نفسها, من وجهي, لم كانت تترك البيت مسرعة يا ليلك.. ولا تعود إلا في آخر الليل مخمورة, ورائحتها تفوح من فمها كالجيفة النتنة؟ ثم لماذا لا تقبل أن تطلقني إلا بفضيحة, في الحقيقة قد أعجز عن تحمل تبعاتها؟ ربما.. بالنسبة لها لست أكثر من بغل عليه إحضار المال, إنها تنفقه بتبذير خارق للمألوف. ربما أشعر بسعادة قصوى حين تنفق المال, فيما لو تكافأني بابتسامة على الأقل. كنت سأشعر بسعادة أكثر من قصوى. ثمة عقدة ما.. في الموضوع أعرف, غير أنني غير مختص في الطب العلاجي النفسي, كي أعرف ماهية العقدة, أو كيف أفكها, ثم أن الطب العصبي, أو النفسي إن أردت الدقة, كله زعبرة, مسخرة, مبني على التأويل, والنية, والإفتراضات, حتى أن علاجاته بشكل نهائي مستحيلة, ما من مريض عصبي يقر بأنه كان مريضا, هذه واحدة من سيئات المعالجين العصبيين, عليهم أن يرغموا المريض شاء.. أم أبى على الإقرار بمرضه. ذلك.. كي يقر بعلاجه.


تأخر الوقت يا زوينا

ربما أرهقتك بما أهرفت به

كنت أهرف لوحدي بوحدي, فيما سبق, لم تكن لدي الرغبة بأن تسمعي صوتى, ما من امرأة تتكلم بمفردها.. لمفردها كما أنا, في السرد التافه غير السري, نوصف الحالة على أنها نجوى داخلية, غير أنها في الواقع تختلف عن ذلك, النجوى تنشد الهمس الرقيق, البوح اللطيف, في حين.. في كل ما أسلفت, لم يكن موجودا سوى الفضيحة بامتياز, غير أنها أمامك ليست فضيحة, بل هي اعتراف صريح يريح الروح, الدم, والأعصاب, تذكري, وذكريني بأنينك أن كنت تريدين شيئا قبل أن أخلد إلى النوم, حسنا.. لا أنين لك اللحظة,

إذا

لا تحتاجين

شيئا

يذكر,


المرأة بظلها كشبح بنفسجي, تتجه إلى مصدر الإنارة الخافتة, تطفيء النور كليا, يسمع صوت قرقعة سرير قديم, كأن ثقلا قد انهار فوقه. نسمع في العتمة دقات ساعة, بصوت واهن, كأنه قادم من عدم بعيد. يسمع صوت ديك يصيح من على سطح, من أسطح المدينة, ربما يصيح قبل موعده, المرأة تتقلب في السرير, تخاطب الديك بوضوح قائلة: يا حمار الساعة لم تبلغ الثالثة بعد, أراهنك على أنها الثانية والنصف تماما. حسنا.. ستخسر الرهان, فيما لو خسرت, عليك أن تتحول إلى دجاجة, ثم قل لي كيف تستمتع بثانية؟ بجزء من الثانية وأنت المشهور بالفحولة, أراهن بأن لا أحد يفهم فحولتك.. إلا بشكل مرتجل, مبتذل, المتعة يلزمها وقت, نصف ساعة على الأقل. لذا عليك أن تكف عن إزعاجي بصوتك القبيح. أنت أقل الكائنات إحساسا بالمتعة, من أكثرها إحساسا بالدونية, إذ.. لا تمكن مقارنتك بالحمار, أو الكلب, الذي يأخذ وقتا طويلا, يبكي فيه من ألم المتعة, تعاود الصياح مرة.. ومرة, لو يبلغ احتجاجك السماء, لن أغير رأيي بك, أعتقد بأنني أفهم طبيعتك الغريزية.. أكثر مم تفهمها بكثير.


العتم الكالح, يبسط اللحظة ظلاله, على جسد المرأة, على ما يحيط بها من أشياء في الغرفة, السرير المتهالك, لا يصدر صريرا حادا, ربما تكون قد ذهبت في لحظة نوم بعد قلق. لا أنين ينبعث من أي مكان, كأنما على الأرض الطمأنينة, والسلام. لا صوت, لا نأمة, لا ديك, لا صياح.


فجأة

رنين التلفون لا يهدأ

المرأة, تنسحب من تحت الغطاء, تنسحب من السرير, ابن الزانية, انتظرتك بما فيه الكفاية, لا بد أنك شاذ, ولم تجد من.. / حسنا.. قد أكون شاذة مع النساء, لكن مع الرجال لا أظنني أفعل ذلك, لم أفعل معهم ما يخالف الطبيعة, رغم أن النص في الشرع, يخاطب الرجال بائحا.. لهم أن يأتوا حرثهم من أين شاءوا, المرأة تحرث من ثلاثة ثقوب, هل تعرف ما هي يا ابن الزانية؟ متأكدة من أنك اللحظة تشاهد أفلام البورنو, ربما تكون قد أرهقت نفسك بممارسة العادة. لدي رغبة في أن أرد عليك, لكن لن أرد قبل أن تتلف أعصابك, أفكر أن أعطيك موعدا اللحظة, يا لها من لعبة, قد ألعبها معك, سألعبها معك, دعني أرتب الأمر قليلا في ذاكرتي. حسنا.. من الأفضل أن أعطيك موعدا هنا.. تحت نافذتي, كي يتثنى لي أن أراقبك من خلف الزجاج, وأنت تروح وتجيء في الشارع, ثم تنظر إلى ساعتك كل نصف دقيقة, آملا مرة, يائسا مرة, إلى أن ينبلج الضوء. ثمة ثلاث ساعات كي يضيء النهار الكائنات المعتمة, ثلاث ساعات كافية لأن أجعل منك أمام نفسك أكثر من حيوان تافه. كم عمرك, تحت أو فوق سن المراهقة؟


المرأة, ترفع السماعة, ثم تضعها بسرعة, قبل أن تسمع أي كلمة, لنلعب يا ابن الزانية, زوينا نائمة, وأنا يطير النوم من عيني لحظة, بعد لحظة, عليك أن تعيش على أمل بأنني سأرد عليك, سأرد عليك, لكن ليس الآن, ربما في الإتصال القادم لن أنم الليلة, إنني بحاجة إلى القهوة, أكثر من حاجتي إلى النوم. فنجان قهوة, فكرة أكثر من جميلة, تتوارى المرأة, لا ظلال لها في المكان, يسمع ضجيجها, أو قرقعتها, في مكان ما غير بائن للعين, يرجح أنه المطبخ, يسمع أيضا صوتها, وهي تدندن بكلمات غير مفهومة, ربما هي أغنية قديمة, ربما صوتها في الغناء أكثر من شنيع, لذلك لا تبغي إسماعه لأي أحد قد يكون في حالة عبور من تحت النافذة, التي على الشارع الآن.


ها

هي..

بغتة تعود إلى مكانها الأثيري, حيث سريرها, طاولتها, بعض ثيابها المتناثرة هنا وهناك, بين أثاثها الفوضوي, بياضات داخلية بألوان مختلفة, قمصان بألوان متعددة, في الأرضية ما تزال مزق إوراق, وصور كأنها من زمن الأبيض والأسود, تجلس وراء طاولتها المركنة في الزواية, كأنها تقابل المرآة تماما, لان نسخة منها, أي من ليلك تبدو واضحة في مكان آخر من الغرفة, لا يبعد عن مكان جلوسها إلا.. قليلا. وفنجان القهوة أمامها, ترفعه إلى شفتيها, ترتشف القهوة, بمتعة, ربما بنوع من التلذذ الخاص بها في حال تناول القهوة. ألم تحني إلى فنجان قهوة يمه زوينا؟ كم كنت مغرمة بالقهوة هل قرأت في فنجان من فناجينك بأنك ستقعين في الغيبوبة هكذا لسنوات طوال؟ حتى آخر فنجان تناولته بوجودي, قلت لي: تعالي ليلك انظري لي جيدا,ألا يشبه الفارس الذي يمتطي جوادا؟ أطرقت خجلا في الأرض بعد أن وافقتك على أنه فارس, حتى تلك اللحظة, وكنت قد تجاوزت الستين, لم تكوني تحلمي بغير الفرسان, الذين يغامرون بكل شيء, من أجل الوصول إلى مخدعك الأزرق, كنت تسألين جاراتك, ضيوف قهوة الصباح, أو الظهيرة, أو المساء, عن أنفسهن.. ما إذا كانت ما تزال خضراء؟ كنت أسمع ضحكهن, يعقبه تأوه يدل على حسرة, يدل على الندم, تخيلي يمه زوينا كيف يبدل التأوه حالنا, كيف نبدل طبيعته,


في ذاك الزمن

كنت تتأوهين حسرة وندما

بينما كنت أتأوه متعة, ومتعة, ومتعة, حتى البكاء أحيانا, لا أظنني بكيت من المتعة, أكثر مما بكيت, لا أظنني ضحكت, أكثر مما ضحكت, لا أظن بأنني استمتعت, أكثر مما استمتعت, زمن متعتي لم يكن طويلا بما فيه الكفاية, لم يبلغ السنة على الأرجح, بينما زمن متعتك امتد طويلا, لسنوات, كبرت فيها, لو لم أكبر لما فهمت عن عالمك شيئا يذكر, لما حللته, لما أولته, لما فككت ألغازه, أو شيفراته, كنت أفضل أن يبقى عالمك بالنسبة لي ألغازا, او شيفرات أكثر من مبهمة, أكثر من ممتعة. الوضوح يقتل المتعة, يقتل المعنى, يقتل التأويل. لا يترك لنا شيئا نهتم, أو نشغل مخيلتنا به, كنت أتخيلك مع زجالك, بطريقة لا تخلو من التقديس, من الدهشة على الأقل. تخيلي بعد أن توضحت الحالة, كنت أوصفك أمام نفسي فقط.. بالعاهرة, مع قليل من الحقد والكراهية أحيانا, بدون حقد أو كراهية أحيانا. ثم تراجعت عن ذاك التوصيف, ثم ملت إلى قبول عالمك كله, بنوع من السرور البنوي, غير المفهوم بدقة. مع ذلك الإحتجاج الغامض, لماذا كنت تريدين لي صورة..هي غير صورتك؟ هل كنت تخططين لقتل شهوتي وأنا ما زال طفلة وقبل تأججها؟ كي أبدو مقبولة في وسطك الإجتماعي, لم أقدر أن أشبهك, ربما أنا ساقطة اجتماعيا, لأنني سجنت بتهمة سياسية, يتهم أصحابها بالإباحية, في حين ينظر إليك في وسطك الإجتماعي على أنك قديسة القديسات, بالنسبة لي أنت أكثر من قديسة, لم يكن من السهل على امرأة, أن تتدبر أمور معيشتها بعد فقدها لزوجها في ظروف غامضة, حتى اللحظة لا أحد يدري كيف فقد, أو أين قبره. ربما لم يمت قد أكون متأكدة من أنه لم يمت, ربما هاجر في ببور.. ما إلى أمريكا الجنوبية, كثير من الذين هاجروا, في ظروف غير معروفة, وصنفوا على أنهم مفقودين في ظروف غامضة, تصل نتف أخبارهم متأخرة جدا, من فنزويلا, من البرازيل, من الأرجنتين, ثم أن بعضهم يعود زائرا, كأنه قادم من جيل آخر, من تقمص مستقبلي, بعضهم يأتي مع أحفاده, يحل عند أحد أقربائه, يسأل عن زوجته وأولاده السابقين, أخيرا تصل أخبارهم بالتفاصيل الصغيرة, متأخرة أربعين عاما على الأقل. قد يصل أبي بعد عشر سنوات من موتك, من يدري؟ لم يكن لك أن تفتحي أي لغة حوله بوجودي, كأنه لم يكن لك زوج, لم أسمع, أو أعرف عنه شيئا من أحد. هي الطريقة ذاتها, الذي اختفى فيها عبثيي النادر, غير أنه ما يزال هنا, أسمع أخباره, أعرف تفاصيله عبر النميمة الإجتماعية السائدة, في الهنا المساحة الصغيرة, لا يمكن لأخبار أي كان أن تكون مجهولة كليا. أعرف أنك ما تزال تعاقر الخمرة والنساء يا سيدي دون أن يعرف أحد شيئا عن أسرارك. مناة هي آخر سر من أسرارك أعرفه, ربما هي سرك الغامض, أو المالح, الذي لا يجرؤ أحد على تذوقه. كنت تشتهي مناة منذ ذاك الزمن البعيد, غير أن تصريحك بذلك كان يشبه المستحيل, لأنها كانت على باب الزواج من أحد المقربين إليك, ربما كان زعيمك الأيديولوجي, أو الخط الأحمر, الذي لا يمكن العبث به, أو معه, أو تجاوزه.. لا إلى مناة, ولا إلى شيء آخر, ربما كان بالنسبة لك من الطواطم المقدسة, ربما كنت توهمه بذلك, الطواطم قاطبة, تقع في الوهم, يقع عليها الوهم, تتحول إلى وهم, لكن.. بعد كل ذاك الزمن, تقول لي مناة بأنك اكتشفتها في سريرك بعد صحوك, بأنها اكتشفت نفسها في سريرك, بعيدا عن زوجها, بعيدا عن ابنها الوحيد. التقيتما بعدما يزيد عن خمسة عشر سنة, كنت ثملا, ثملا حد الغثيان, حتى أنك لم تعرفها, لم تتذكرها, هي من تذكرتك, كانت هاربة من بيتها, من زوجها, سرتما على طول الشاطىء, تساررتما, كنت قد بدأت تعود إلى الصحو, بدأت تتذكرها, تأخرتما على البحر, تدعوها إلى ريفك, إلى عالمك الموحش هناك, متأكدة بعد وصفها أنها نامت في سريري, أنكما تضاجعتما وقتا طويلا على سريري, الذي لم يتغير من مكانه, خلف النافذة, مقابل الجبال والبحيرات, وسبع سماوات زرقاء, كن ما يزلن في أماكنهن أيضا, منذ ذاك الزمن, أي زمني, يخيل لي أنك أكثر من بائس, إذ لا تسعى إلى تطوير لغتك, أو أدواتك, أنت المارق في مثل هذا الشأن. السماوات السبع كن لي, والبيحرات كن إهداء لي, وحتى النافذة كانت هدية لي, يبدو أن هداياك الثلاث نالتها نساء كثر, من الشرق, من الغرب, من الشمال, من الجنوب, هاربات من أزواجهن, من أمهاتهن, من عسف آبائهن. من.., من.., من.., في الخامسة من بدء ليل ثان, استيقظتما, كنت تحتضن مناة بحنان مدهش, لن تنساه ما عاشت, حتى لو ألف سنة, لم يكن يشبهه حنان من قبل, عاريان كنتما, ما إن تفتح عينيك حتى تسألها من أنت؟ ماذا جاء بك إلى هنا؟ ربما أخذتك المفاجأة, ربما خفت من زعيمك, قالت لي: بأنك لم تخف, بل سخرت من تاريخه, من بلاهته, من غبائه. كنت قد رميت تحت حذائك أحزابا كثيرة, وعشائر كثيرة, وطوائف كثيرة, ونساء كثيرات, ومدن أكثر, ثم قضيتما ليلة أخرى بعريكما الكامل, ليلة أكثر من ساخنة بعد أن ثملتما معا, لم يكن ثمة شيء آخر, ثمل, مضاجعة, سخريات لانهائية من كائنات ذات صلة بحياتكما, كنتما تقتلان معا.. الأيديولوجيا, والمؤسسة الزوجية, الأكثر من عسكريتارية, تحت وطأة بطركما المتأجج, تحت سريركما القديم تحت مضاجعتكما تموت المفردة والعسكريتارية الزوجية, في اليوم الثالث ربما, تذهب مع مناة إلى بيت زوجها, تحاول صلحا, هو صلح مرهون بالمصلحة الشخصية المستقبلية, أعرف تفاصيلك, في مثل هذه التفاصيل, يجب أن يكون لك موطىء قبول في البيت, كي يتحول سرير مناة في بيتها, إلى سريرك, لم تعجبك الغرفة التي على السطح, التي هي كل مملكة مناة, غرفة مكتظة بحاجاتها, لم يكن زعيمك يتوقع مجيئك فجأة, بل.. لم يسره حضورك كله. ولا.. وساطتك, ربما.. بوقت وجيز تفهم تفاصيل الحياة ما بينهما, ثمة خيانات, وخيانات, وتواطؤ على الخيانة, ثم مع الخيانة, وحدك من يقوى على إرغامه, على قبول فكرة أن تعيش مناة مستقلة مع ابنها بعيدا عنه, تقول لي مناة: بأنك احتضنتها من الخلف, في المطبخ الصغير المجاور للغرفة, أخذت تقبلها على عنقها, بينما كان الزوج, أو الزعيم, معتذرا.. يتمدد على فراشه, في حالة تهيؤ للنوم المبكر, بعد تناوله لواحد من أقراص المهدئات العصبية التي يتناولها. هل كانت مناة تعرف بأنني على علاقة معك؟ لا أعتقد, لأنني لم أعرفها إلا متأخرة جدا, لم يكن متاحا.. لنا أن نتعارف من قبل, هي كانت تدرس الهندسة, بينما كنت أدرس اللغة, غير أنني مؤخرا, أنا من بحثت عن مناة, بعد أن تأكدت من علاقتها بك, من أنها قد تعرف الطريق إليك, غير أن زمن علاقتك بها, لم يكن أطول من زمن علاقتك بي, تقول لي: أقل من سنة, واختفي بلمح البرق, كأنه حلم لا يمكن أن يتحقق إلا في المخيلة الوهم. رغم أنها تخلت عن زوجها, استقلت في شقة اسـتأجرتها لها أنت, لاشك لدي بأنك جربت أن تكون زوجا لإثنتين, واحدة منهما شرعية, بينما الأخرى غير ذلك. كنت تقضي أياما في العاصمة, ثم أياما سرية لا يعرفها أحد هنا. لو أنك اتصلت بي مرة يا واطي, لكنت أتحت لك أن تجرب الزوجات الثلاث, أو الخليلات الثلاث, ربما كنت أمنت لك الرابعة, ثمة امرأة تحبك, لكنك لا تعرف عنها شيئا, تحب نمط حياتك, نمط عبثك. ربما رأتك مرة لا أكثر, كان صخبك يملأ البحر, كنت أتقصد إبعادها عنك, كي لا تقع في حبها لك, كي لا تقع في الرغبة بها, أو اشتهائها, أعتقد بأنني ارتكبت أخطاء فادحة حيالك, كنت أظن بأن أخطائي قد تبقيك لي, حتى اللحظة ربما, لا تعرف مناة لماذا هجرتها, لم تكن تتوقع أن تهجرها, أن تنساها بتلك السرعة المدهشة. كأنها لم تضحي بسمعتها, ومستقبلها, كانت تعرَف جاراتها الجدد عليك, على أنك زوجها الشرعي, ما إن يبت القاضي بقضية طلاقها, من زوجها الأول. ثم بعد طلاقها الفعلي, نمت معها يوما واحدا, ثم اختفيت من حياتها كوهم, أقرب ما يكون إلى الوهم. كنت تنام معها أمام ابنها الصغير, كم كنت تدافع عن الطفولة في بلداننا اللعينة, أظنك ألعن, وأشد قسوة على الطفولة من بلداننا الذلولة

يا سيدي.

ليس

لك

أن

تتخيل

طفلا

تتضاجع أمه أمامه.. مع رجل غريب, هل كان يحبك ذاك الطفل الذي ينهال عليك بالضرب, كلما تأوهت مناة, أو صرخت متألمة, أو مستمتعة؟ ربما موقف من هذا القبيل, هو ما دفعك للهرب منها, متأكدة من أنك لم تكن تحبها, لم تحبها, ربما أحببت فيها لحظات طيشها لا..أكثر, أو مغامرتها الصعبة معك لا أكثر. أنت لا تحب في النساء سوى الطيش, أو المغامرة. فيما بعد.. بعد أن تركت مناة, هكذا مرمية بين الأحلام, الأوهام السوداء والكوابيس الملونة, تزوجت الزعيم مرة أخرى, عادت إليه صاغرة مستسلمة, أنجبت بنتا, لا أظنك ستجد امرأة اسمها مناة مهما أضناك البحث, متأكدة من أنك لن تبحث عنها كما تتوهم, من حقها أن تتوهم, أنك تقضي الليالي والأمكنة, وأنت تبحث عنها في الحواري,

والأزقة,


لو أنك تأتي الآن يا سيدي

كي نتذوق القهوة معا

كي نسرد أسرارا بمنتهى السرية, بمنتهى النميمة, كلانا يحب النميمة البيضاء, ما قبل مطلع الضوء, نوم الظالم عبادة يا زوينا, صحيح أنت لم تكوني ظالمة في يوم من أيامك, غير أن أنينك هو الظالم, يأكل الأعصاب والروح أحيانا.


لكن..

يبدو لي أن طبيبك حيوان فعلا

لماذا تأنين ما لم يكن هناك ألم مبرح, في عضو من أعضاء جسدك؟ أعرف أن هؤلاء الأطباء يمكنهم أن يقتلوا الكائن بأعصاب باردة, أعصابهم كأنها في الثلاجة دائما, يتكلمون من الثلاجة, يعيشون في الثلاجة, غير أن طبيبك يحاول أن يدلل لي.. بأنه عكس ذلك. خاصة حينما يستلقي قربي, أو فوقي, موغلا في سرد بائس, يابس, لا ينتهي, إلا قبيل شروق الشمس, لذيذة هي قهوتي الآن. إلا أنه في هذا الوقت, لا بصّارة لدي كي أذهب إليها, من أجل أن تقرأ لي مصيري المستقبلي. كم فيه من الذكور القادمين, أو كم فيه من الذكور الميتين في الذاكرة, أو في الماضي, غير المأسوف عليه من حياتي الغابرة, أظن أن حياتي حتى المستقبلية منها, ما هي إلا حياة عابرة, غابرة كحياتك, كحياة أي امرأة عاشت, ثم بغتة.. اكتشفت بأنها لم تعش سوى حالة وهم, اسمها العيش, العيش برمته, حالة وهم بوهم, نعيشها من أجل ذكور قادمين, أو مفترضين, نرتب دائما كي يكون الإفتراض حقيقة, غير أن الإفتراض لا يطيب له أن يتحول إلى حقيقة واقعة. تؤكد لي مناة بأنها تعيش برغد, بعد زواجها الثاني من زوجها,


تخيلي

يا

زوينا

امرأة تطلق رجلا في المحكمة, ثم بعد سنة, أو أقل, تعود لتتزوج الرجل ذاته في المحكمة ذاتها, يبدو الأمر برمته طرفة سخيفة, يبرمجها عبثي نادر, لا يعير حياة الآخرين سوى اهتمامات عبثية مخربة, كان من حق زعيمك أن يكّون لك عصابة من أتباعه, كي يلقنك درسا في الوفاء والإخلاص, حين في الصباح المبكر, خرجت مناة خلفك إلى الشارع تعرف بحدسها ما قد يحدث, لم يكن أمامك مجال للهرب, إثنان عن يمينك, إثنان عن يسارك في الشارع الخالي من الكائنات, سكاكين حادة تخرج من أغمادها, لم تخف, لم تتوقف, حتى وصلت مناة, ربما أنقذك وصولها, من أنصال سكاكين, لم تعد إلى البيت بعد أن تفرقوا, يا لها من عادة, تحب التسكع في الصباح الباكر هنا, كأن هذا المكان لا يخص أحدا غيرك. حتى مناة لم تتصل بجهة أمنية, ربما تعرف الكثير عن مزاجك العدواني حيال بشر من هذا القبيل, لم تكن المشاكل تأتي إليك, بل أنت كنت من يذهب إلى المشاكل, في الشارع, لم تكن تختلف كثيرا عن أبناء الشوارع, في زمن ما, كان عالمك الشارع, وبيتك الشارع, تتبول في الشارع, أحيانا تنام في الشارع, لم يكن الشارع بالنسبة لك سوى مدرسة, تتعلم فيها الأدب, وقلته, السياسة, والعبث, الأخلاق الحميدة أحيانا.

وقلة

الأدب

غالبا,


قليل أدب..

من طراز

رفيع

أنت

يا

سيدي..

ربما حتى آخر لحظة في حياتي, أناديك غيابيا.. بياسيدي, لأنك سيدي فعلا, منتج سري, وسردي, وهذياناتي, عالمي العاطفي أو الجنسي, حتى الأخلاقي إن شئت, قاتل شهوتي إلى الضد, الذي إن فكرت فيه.. فبحكم الغريزة, التي لم تمت في داخلي لا أكثر, من المستحيل قتل تلك النقطة الموغلة في العمق, التي اسمها الطبيعة التي تفز, أو الطبيعة التي تقب رغما عن الأنف, في لحظة غير محسوبة, إثر أي محرك طارىء, أو مثير خارجي, أو مدروس, اشتهيت ذكورا كثرا, فجأة..أراهم, أشتهيهم, فجأة تحضر إلى مخيلتي كإبليس لعين, تحصدهم من وجودي, من مجال شهوتي, بطريقة لا رحمة فيها, أنت هكذا دائما لا ترحم خصومك, تقتلهم بتلك الطريقة اللعينة, التي تقودهم إلى شيزوفرينا حادة, مزمنة لا أكثر, من ثم تستمتع بسماع كلامهم, بسلوكهم, بهيجاناتهم, بغبائهم, بأشياء كثيرة غير محسوبة, يمارسونها أمامك, كما ترغب لهم, كما خططت لذلك, أعرف بأنني إحدى كائناتك المشوهة, لأقل بدقة.. المغدورة, غدرت بي عن عمر لم يكن يناهز الثالثة والعشرين ربما, ما أزال حتى لحظة الولولة هذه أستمتع بغدرك بي, لم يتثن لي أن أنقذ نفسي, لم يتثن لأحد أن ينقذني من متعتي المرضية المشوهة, ماذا كنت تسمي ذلك؟ بالتأكيد.. متعة منحرفة, تنحرف المتعة, من متعة بالسعادة, إلى متعة بالألم, بتعذيب الذات, وكيّها بنار هي أقسى, بل أقصى.. وأبعد من نار جهنم. ثمة متعة بعدك, هي متعة أن لا نتوازن أبدا, أن نكون نافرين عن الذوق العام, عن المألوف, مرضى, أو عصابيين بامتياز. لا نرى من الكائنات من يبلغ مستوى أكعابنا. ربما هو فن التعالي الذي يلازمك, فن الغرور, الذي تجيده كابن شارع,

ابن

شارع

مغرور

أنت

يا سيدي..

أفاق,

بل أكثر من مصاص دماء. تقود ضحيتك, إلى تلك الشرفة من الليل, إلى تلك الشرفة من الوهم, إلى تلك الشرفة من البراري البعيدة, إلى ذاك السرير المهترىء المواجه للقمر, في لحظات اكتماله, نستميل القمر إلى السر, أو السرد, قد يكشف القمر بعض فضائحك, التي لم تكن تريد لأحد أن يكتشفها, أو يعرف عنها شيئا. متأكدة من أن ليس لديك فضائح مالية, أو أيديولوجية, ليس لك أكثر من فضائح نسوية, جنسية, عقدتك النساء, ومجد ذكورتك المنفلتة في الأمكنة, هن النساء, اللواتي



































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ملكوت الروائي: الزمن برهة في حضور ديدي

07-تشرين الثاني-2020

من كان يصدق أن ذلك قد يحدث مرة أخرى

07-تشرين الثاني-2020

لم أكن يوماً سوياً

14-كانون الأول-2019

جسد بطعم الندم ــ نص روائي.. ج الأخير

28-تشرين الأول-2017

جسد بطعم الندم ــ نص روائي..

21-تشرين الأول-2017

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow